أعرب أهالى عمودية «أبوالنوم» والقرى التابعة لها بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، عن تخوّفهم من حدوث كارثة قد تلحق بهم بسبب ارتفاع منسوب بحيرة مريوط، خصوصاً أن محطات الرفع هناك لا تعمل بكامل كفاءتها، بالإضافة إلى عدم تشغيل محطة رفع جديدة تم إنشاؤها منذ أعوام. وأعرب سكان القرى الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة عن قلقهم الشديد من تكرار كارثة قرى الفيوم، مؤكدين أن غرق «أبوالنوم» يمثل كارثة حقيقية، حيث إنها أكبر مساحة وأكثر عدداً. «الوطن» التقت أهالى «أبوالنوم» الذين أكدوا معاناتهم بسبب تردى الخدمات من صرف صحى وأعمال الرصف والإنارة والإحلال والتجديد. وكشف السكان عن كارثة تهدد بغرق أكثر من 70 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى آلاف الوحدات السكنية، حيث يقول زيدان الجزار أحد سكان قرية «حمد» التابعة لعمودية أبوالنوم: إن القرى التابعة لعمودية أبوالنوم كانت تعرضت للغرق عام 1992 بسبب ارتفاع منسوب بحيرة مريوط عن تلك القرى، بالإضافة إلى تعطل ماكينات الرفع وبالتحديد «محطة حارس» الرئيسية أو «وابور الألمان» كما يطلقون عليه، وتواجه القرى تكرار تلك الكارثة. وأضاف صابر محمد أحد عمال محطة «حارس»، أن مدة صلاحية المحطة منتهية منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن إنشاءها يرجع إلى عام 1968، ومنذ ذلك الوقت وعمليات الصيانة بها لم تكتمل، مما أدى إلى تهالكها وتعطلها مع زيادة منسوب المياه مع الأمطار كل عام. وأكد أن تهالك الماكينات تسبب فى غرق أكثر من 6 آلاف فدان فى شتاء عام 1992، ومنذ ذلك الوقت يسعى سكان عمودية أبوالنوم إلى إيجاد حل لمشكلة تهددهم كل عام دون جدوى. وقال عزت هلال نقيب الفلاحين بأبوالنوم، إنه يخشى من تكرار كارثة مصرف «البطس» الذى يصب فى بحيرة قارون بالفيوم، والذى سبق أن أغرق 25 منزلاً من قرى مركز سنورس، وكان السبب أيضاً هو ارتفاع منسوب المياه بالمصرف نتيجة المزارع السمكية التى تنتشر بالمنطقة الموازية لساحل البحيرة، مضيفاً «ها نحن نواجه نفس الكارثة»، ولكن بصورة أكبر، حيث إن الرقعة الزراعية المهددة بالغرق تقدر بأكثر من 70 ألف فدان، بالإضافة إلى آلاف المنازل والمنشآت، لافتاً إلى أن غرق تلك القرى فى عام 92 عاد بهم «مائة عام» للوراء، بسبب ترك الأهالى مساكنهم وأعمالهم هناك وزحفوا إلى المدن المجاورة، موضحاً أن اقتصاد وإمكانيات هذه القرى الآن يفوق ما كانت عليه، وأن غرق القرى سيؤدى إلى كارثة حقيقية تؤثر على الدولة، لافتاً إلى أن المشكلة تتزايد مع قدوم فصل الشتاء من كل عام، مطالباً المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذهم. ويقول محمد عبدالحى أحد سكان قرية «حمد»: إن «فيضان المياه» كما أطلقوا عليه تسبّب فى غرق أكثر من سبع قرى عام 1992، وهى مهددة بنفس الكارثة بعد تعطل محطات رفع المياه التى تعمل على الإبقاء على منسوب المياه ببحيرة مريوط، مشيراً إلى أن محطات الرفع التى كانت تعمل بنصف كفاءتها أصبحت الآن معدومة الفائدة تقريباً. ويؤكد فايز جويدة من سكان «أبوالنوم»: إن «خطوط الصرف الصحى لدينا من تنفيذ الأهالى، وقد تهالك منذ سنوات، الأمر الذى يؤدى إلى غرق كل الشوارع بمياه الصرف»، مشيراً إلى أن الترع التى تغذى الأراضى الزراعية هناك اختلطت بمياه الصرف الصحى، مما أدى إلى تلف العديد من الأراضى الزراعية. /iframe