سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أوباما» يحاول تهدئة حلفائه بعد فضيحة التجسس الأمريكية الرئيس الأمريكى: «جميعكم تتجسسون.. فدعونا نتحاور».. و«برلين»: هاتف «ميركل» آمن.. ورئيس المخابرات الألمانية فى «واشنطن» لمناقشة الفضيحة
دخلت أزمة التجسس الأمريكية منحى جديداً، أمس، بعد الإدانات الدولية التى تلاقيها الولاياتالمتحدة بسبب ممارسات وكالة الأمن القومى الأمريكية وتجسسها على أكثر من 35 زعيماً دولياً، إضافة إلى عدد كبير من الساسة الأجانب، وفى محاولة لتهدئة الانتقادات العنيفة التى تتعرض لها الإدارة الأمريكية، رفض الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية، تأكيد أو نفى تلك التقارير، مؤكداً أن «الدول التى توجه الانتقادات للإدارة الأمريكية تتجسس هى أيضاً، دعونا نتحاور وسوف نقوم ببعض التغييرات»، فيما قالت مستشارة الأمن القومى ليزا موناكو، إن «أوباما أمر بمراجعة برامج التجسس». وفى الوقت الذى تضاربت فيه الأنباء حول التجسس على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية جورج ستريتر أن نظام الاتصالات الخاص بالمستشارة الألمانية آمن تماماً، مؤكداً أنها تجرى عادة الاتصالات الحساسة من خلال الشبكة الثابتة بطريقة مشفرة، مشيراً إلى أنه إذا دعت الحاجة تجرى الاتصالات من خلال هاتف محمول يخضع لحماية خاصة، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن بلاده ليس لديها أى أدلة على اختراق الوكالة الأمريكية للنظام الأمنى للاتصالات الهاتفية الحكومية. ورغم نفى الحكومة الألمانية تقارير التجسس على «ميركل»، أعلنت برلين نيتها إرسال مسئولى المخابرات الألمانية إلى واشنطن الأسبوع المقبل بهدف الحصول على إجابات وإيضاحات من السلطات الأمريكية بشأن مزاعم التجسس على المستشارة الألمانية، فيما أكد مسئولون بلجنة الحريات المدنية بالبرلمان الأوروبى نية البرلمان إرسال وفد إلى واشنطن لإجراء محادثات عن التعويضات القانونية المحتملة للمواطنين الأوروبيين عن التجسس المزعوم. وأعلن دبلوماسيون أمميون أن ألمانيا والبرازيل تعملان على إعداد قرار بالأمم المتحدة لحماية الحريات الفردية، لتوسيع الشرعية الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية لحماية الحقوق الفردية، لتشمل الأنشطة على الإنترنت أيضاً، بحيث تضاف فقرة تشير إلى عدم المساس بحقوق الفرد على الإنترنت، فيما تسعى المستشارة الألمانية إلى توصل دول الاتحاد الأوروبى إلى اتفاق لعدم التجسس فيما بينها. وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن فضيحة التجسس التى ارتكبتها «الأمن القومى» هى بمثابة اختبار لدول الاتحاد الأوروبى، حيث إنه على قادة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى حماية مواطنيهم من عمليات التجسس الأمريكية، خاصة أنه من المتوقع أن يتسع مدى الفضيحة الأمريكية بمرور الوقت، مشيرة إلى أن التجسس الأمريكى يهدد علاقات الولاياتالمتحدة مع الدول الأوروبية، وهو ما يؤثر تباعاً على السياسات الخارجية الأمريكية. وكشفت «جارديان» عن وثيقة جديدة سرّبها المستشار السابق بوكالة الأمن القومى، إدوارد سنودن، والتى تتضمن عدة مذكرات تكشف عن جهود جهاز المخابرات البريطانية فى إبقاء عمليات التجسس والمراقبة التى يجريها سرية، وعدم السماح باستخدام المكالمات التى يتم اعتراضها كأدلة جنائية فى القضايا المختلفة، وهو مشروع القرار الذى تبنته الأحزاب الثلاثة الكبرى فى بريطانيا، إلا أن المخابرات البريطانية أحبطت هذا المشروع. ومع اتساع مدى الفضيحة الأمريكية طالب عدد من قادة أوروبا واشنطن بالالتزام ب«مدونة حسن سلوك»، وقال رئيس وزراء لوكسمبورج، جان كلود يونكر، إن «الاتحاد سيسعى إلى وضع مدونة حسن سلوك مع الولاياتالمتحدة، بشأن ما يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله». من جانبه، قال مايكل موريل، نائب مدير «سى آى إيه»، إن تسريبات سنودن هى الأخطر على الإطلاق فى تاريخ الاستخبارات الأمريكية، مؤكداً أن سنودن ليس بطلاً وإنما خان وطنه، فيما أكدت مجلة «كومنتارى» الأمريكية أن غضب أوروبا لا محل له من الإعراب، مطالبة إياهم بإظهار «شىء من النضج»، مشيرة إلى أنها تقصد ألمانيا وفرنسا والبرازيل والمكسيك والاتحاد الأوروبى. /iframe