فى تكرار لمشهد طرد «الرؤساء الثلاثة» فى تونس، وهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس الوطنى التأسيسى من موكب تأبين شهيدى الشرطة اللذين سقطا ضحايا للإرهاب قبل أيام، رفض أفراد الشرطة الذين سقط 6 شهداء من زملائهم على أيدى عناصر إرهابية مسلحة فى ولاية سيدى بوزيد أمس الأول، حضور الرؤساء الثلاثة لتأبين زملائهم فى ثكنة العوينة، ونقلت الجثث إلى مسقط رأسهم لدفنهم، فجر أمس، على متن سيارات الحماية المدنيّة والسيّارات العسكريّة. فى السياق ذاته، ذكرت إذاعة «موزاييك» التونسية أنّه تمّ العثور على قنبلة لدى أحد الإرهابيين، الذى تمّ قتله فى الاشتباكات التى أدت لمقتل شهداء الشرطة الستة، وبدخول المنزل الذى كانت توجد به العناصر الإرهابية، تم العثور على آثار لحى محلوقة، تشير إلى أن عددهم يقدر بحوالى عشرين شخصاً، كما عثر أفراد الشرطة على صندوق ملىء بالأحزمة الناسفة. واستمر مسلسل الاعتداء على أقسام ورجال الشرطة فى تونس، فيما وصل فردا أمن إلى مستشفى منزل بورقيبة فى ولاية بنزرت أحدهما مقتول، والآخر مصاب بطلق نارى إثر هجوم مسلحين عليهما، فيما شهدت ولاية نابل الاعتداء على أحد أقسام الشرطة من قبل مجموعة من الشباب وتعاملت معهم قوات الشرطة بالغازات المسيلة للدموع لتفريقهم، ووجدت تعزيزات أمنية وعسكرية فى جميع مداخل ولاية القصرين، المجاورة للحدود مع الجزائر بعد تأكد فرار عدد من العناصر الإرهابية من منطقة سيدى على بن عون. وعلى صعيد انطلاق الحوار الوطنى بين المعارضة وحركة النهضة الحاكمة والتابعة للتنظيم الدولى للإخوان، أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسى للشغل، «حسين العباسى» أن الحوار الوطنى الذى كان من المفترض أن يبدأ أمس الأول سينطلق رسمياً اليوم. ورداً على عدم التزام «على العريض» رئيس الحكومة بتقديم استقالته، كما تعهدت النهضة قبل انطلاق الحوار الوطنى، قال «منذر بلحاج على»، القيادى بحزب حركة نداء تونس، أكبر تكتل حزبى معارض، فى اتصاله مع «الوطن»، إنّه «تم إعلان اعتصام مفتوح عند ساحة القصبة؛ حيث مقر الحكومة وسيستمر لحين إسقاطها»، وأوضح «بلحاج على» أنّه يجرى الآن عقد اجتماعات مكثفة بين المعارضة لمناقشة الخطوات التى سيتم اتخاذها والموقف من جلسة الحوار الوطنى، وكان من المفترض أن تبدأ جلسة الحوار الوطنى الأولى، أمس الأول، إلا أنّ الحكومة تأخرت فى خطابها ولم تعلن استقالتها خلال ثلاثة أسابيع وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة وفق خارطة الطريق المتفق عليها مع المعارضة.