بوابات موصدة وطلاب يتم تفتيش حقائبهم وأرض مكسوة بغبار الغاز المسيل للدموع، وحراس يسكبون دلو المياه تلو الآخر لتلطيف الجو وتسكين غبار الغاز الذى تثيره السيارات أثناء دخولها وخروجها. فضلاً عن أعداد من الطلاب المصابين والمعتقلين والمحالين إلى التأديب بأمر من إدارة جامعة الأزهر.. هذه هى حصيلة اشتباكات الأمس التى دارت بين عدد من طلاب الجامعة وقوات الأمن فى محيطها. فتحت الجامعة بواباتها بشكل طبيعى صباح الاثنين، 21 أكتوبر، مع إجراءات مشددة فى التفتيش لا سيما تفتيش الحقائب الشخصية التى يحملها الطلاب مع التشديد على إبراز «كارنيهات» الطلبة عند البوابات للسماح لهم بالدخول، وقد كتب الطلاب المشاركون فى فعاليات أمس الأول على البوابات عبارات مناهضة لإدارة الجامعة وللفريق أول عبدالفتاح السيسى ولشيخ الأزهر مع رسم شعار «رابعة» الذى ينتشر على جدران الجامعة الخارجية بكثرة منذ فض الاعتصام. تنتشر كليات كثيرة داخل الجامعة مترامية الأطراف، والتى تقع على طريق النصر بمصر الجديدة، وقد باشرت الكليات محاضراتها بشكل اعتيادى دون تعطيل للعملية الدراسية فى اليوم التالى على اشتباكات يوم الأحد الماضى، ومثلما أصرت إدارة الجامعة على مباشرة أعمال الدراسة وعدم تعطيلها، فقد أصر الطلاب المعارضون للإدارة وللنظام الحاكم على الاستمرار فى مسيراتهم داخل الحرم الجامعى رافعين المطالب ذاتها والتى يلخصها شمس الدين محمد، الطالب بكلية أصول الدين، فى «إسقاط حكم العسكر وعودة الشرعية، والقصاص للشهداء، وإقالة د.أسامة العبد رئيس الجامعة وعزل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر». لم تختف اللمحة السياسية عن حوارات الطلاب مع بعضهم أو حوارات الطلاب مع الأساتذة فى ردهات الجامعة، حتى فى قاعات الدرس كما يقول أحمد عدوية، الطالب بالفرقة الأولى بكلية أصول الدين: «كليتى موجودة فى الدرّاسة لكنى حرصت على الحضور إلى جامعة الأزهر فى مدينة نصر للمشاركة فى الفعاليات. ورغم أحداث أمس الأول فإن كثيرا من الأساتذة المؤيدين للانقلاب يصرون على إعطاء المحاضرات، وفى محاضرة أمس أحد الطلاب سأل الأستاذ عن حرمة قتل المسلم فى الأشهر الحرم، فأجابه الأستاذ بأنه لا يجوز كذلك لأحد أن يُرهب الناس أو يُعطّل مصالحهم». حتى ظهر الاثنين، لم يتمكن الطلاب المنظمون للتظاهرات داخل جامعة الأزهر من حصر أعداد ذويهم الذين اعتقلتهم قوات الأمن أو الذين صدرت قرارات بإحالتهم إلى التأديب من قبل إدارة الجامعة، بحسب شمس الدين، أحد المنظمين للتظاهرات، الذى يقول إنها «على سبيل التقدير يمكن أن تتراوح بين 30 إلى 40 طالباً بين معتقل ومحال إلى التأديب.. لكنها بالطبع أعداد غير نهائية». يشير هشام حسن، أحد الطلاب بالجامعة، إلى أن أمن الجامعة «لم يتخذ أى إجراءات تعسفية ضد أى من الطلاب المشاركين أو غير المشاركين فى فعاليات التظاهر، لكن السيئ أن حرس الجامعة غير موجود بصورة ملموسة، فأمس الأول مثلاً اختفى أفراد الأمن تماماً وقت الاشتباكات، وبالتالى كانت أبواب الجامعة مفتوحة أمام المدرعات، وكذلك أمام البلطجية الذين دخلوا من البوابات الخلفية الموجودة عند شارع مصطفى النحاس». مع التاسعة، احتشد عدد من الطلاب أمام مبنى إدارة الجامعة منددين بإدارة الجامعة والحكومة الحالية ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، رافعين لافتات مطبوعا عليها شعارات «رابعة» ولافتات أخرى مكتوبا عليها عبارات تطالب بالقصاص ل«شهداء» فض الاعتصام. فى أحد جوانب الجامعة تحلّق بعض الطلاب حول أحد أساتذة الجامعة الذى شدد فى حديثه إليهم على أن «الجامعة دار علم، وليست دار تظاهر، ولا يصح أن يتورط طلاب جامعيون فى أعمال عنف على عتبات الجامعة.