سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور| الأقباط يشيعون ضحايا الوراق بالصراخ.. والكنيسة ترفض مظاهرات إقالة وزير الداخلية "السيسي" يأمر بنقل المصابين للمستشفيات العسكرية وتحمل تكاليف العلاج في الخارج
شيع آلاف الأقباط، مساء اليوم، جثامين ضحايا الاعتداء على كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق، وترأس الصلاة الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقد للكنيسة الأرثوذكسية وأسقف عام كنائس وسط القاهرة والأنبا يؤانس أسقف عام الخدمات بالكنيسة والأنبا ثيوديوس أسقف الجيزة والأنبا يوحنا أسقف عام كنائس شمال الجيزة، نيابة عن البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة، وسط دموع وصراخ أهالي الضحايا والمشيعين والترانيم الجنائزية، وسط هتافات "يا رب". فيما تواجدت قوات الأمن خارج أسوار الكنيسة، وحضر قداس الجنازة عدد من الشخصيات العامة والحكومية على رأسهم خالد عبدالعزيز وزير الشباب والدكتور علي بدالرحمن محافظ الجيزة واللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة. قدم الأنبا يوحنا، في كلمته عقب القداس، الشكر إلى البابا تواضروس الثاني، مشيرا إلى أن البابا كان يتابع الأحداث دقيقة بدقيقة ويقدم التعازي للأهالي، كما تقدم بالشكر للآباء والأساقفة الذين يشاركون في القداس، كما شكر محافظ الجيزة ومدير أمن المحافظة والذي سهر الليل كله لمتابعة الأحداث، على حد قوله. وتابع: "نشكر الفريق أول عبدالفتاح السيسي لإصداره قرارا بعلاج أي حالة في المستشفيات العسكرية إذا لزم الأمر ذلك، وأضاف في كلمته: وقبل الكل نشكر الله الذي أعطانا هذه النعمة وأصبح لنا شفعاء يشفعون عنا. وأوضح "هذه الكنيسة المباركة تبارك بظهور السيدة العذراء جمعت القلوب في أرض مصر وليس شعب هذه الكنيسة فقط، وكان أول من شاهد الظهور أحباء مسلمين نعتز بهم، واستطرد: يشاء الله أن تتبارك بدماء شهداء أبرار ويجتمع مسلمون ومسيحيون مرة ثانية بروح واحدة ومحبة عمقية تتحدى أعمال الظلام. وأوضح أن اليد الآثمة خسيسة، وهي نفس اليد التي طالت جنودنا في رفح ورجال الشرطة الشرفاء، فنحن معهم في مركب واحد. وقال الكتاب المقدس "المحبة لا تسقط أبدا وطوبى للأموات الذين يموتون في حماية الرب". وأشار إلى أن هناك "كرامة جديدة أضيفت لهذه الكنيسة، وكما تجلت المحبة في ظهور السيدة العذراء تتجلى الآن، فبقدر ما نتألم بقدر ما نتعزى بمحبة إخوتنا حولنا، وقد لمست هذا خلال هذا الحادث، فلم ينم أحد طوال الليل وكيف كان إخوتنا المسلمون معانا في حب وتلاحم صادق ليس رياء أو ادعاء بل بقلب صادق ولذلك تصل من القلب للقلب". وتم دفن الضحايا بمدافن الأسرة بالكوم الأحمر، وأعلنت الكنيسة على لسان الأنبا رافائيل، رفضها لمظاهرات الحركات القبطية غدا، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية ومحاكمته بسبب حادث الوراق الذي راح ضحيته 4 أقباط وإصابة 15 بينهم 3 مسلمين، وقال الأنبا رافائيل "نصلي من أجل أن يعزي الرب أسر الشهداء ويشفي المصابين بما فيهم إخوتنا المسلمين وينهي مسلسل الدماء والتطرف من البلاد". وحمل الأنبا رافائيل المسؤولية للإرهابيين، مشيرا إلى أن مسؤولية القضاء والشرطة في كشف هوية الفاعل في أقرب وقت، واستطرد: الحادث الإرهابي ليس من الإنسانية ولا الدين ولا من الرجولة والشهامة فقتل ناس أبرياء عمل خسيس ولا يفسر غير أنه إرهابي. وأضاف: أرفض خروج المظاهرات والدولة الآن في مواجهة مع الإرهاب ولا نريد أن ننحصر داخل مشاكلنا الخاصة، وعلينا أن نتعاون لنواجه المشكلة على مستوى البلاد. وأشار إلى أن الدولة في حالة حرب مع الإرهاب، وهي أصعب من الحروب النظامية مع الدول، مؤكدا: كنا متوقعين من آن لآخر أن تكون هناك حوادث إرهابية من أجل تشتيت جهود الجيش والشرطة. وطالب سكرتير المجمع المقدس، الحكومة بالتواجد بأقصى قوتها خاصة وأن الشارع المصري يرى أن الحكومة لينة بشأن حوادث الإرهاب، مضيفا: نطالب وزير الداخلية بأن يكون أكثر قوة وحسم في مواجهة العناصر الإرهابية. ووجه الأنبا رافائيل رسالة إلى أسر الشهداء، قائلا "الله يعزيكم. بدون شك الشهداء لهم مكانة خاصة جدا في السماء فهم قتلوا بدون سبب وكانوا متواجدين في الكنيسة ويحسبون عن الله شهداء ونتعزى أنهم في مكانة أفضل". وأوضح أن هناك لجنة بالمجمع المقدس لإدارة الأزمات تتواصل مع جهات الدولة المختلفة وتجتمع بشكل دوري في هذه الأحداث وتقدم اقتراحات للجهات المعنية لحل الأزمات، مشيرا إلى تواصلها مع القوات المسلحة بشأن الكنائس التي تم الاعتداء عليها عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ولكنها لم تتبلور إلى أفعال، مطالبا الدولة بسرعة الانتهاء من ترميم وبناء تلك الكنائس مع قرب أعياد القيامة للأقباط. فيما قال الأنبا يؤانس الأسقف العام، إن "الإرهاب يحارب البلاد ويحارب المسلمين والمسيحين معا. الله قادر على الأشرار ونحن جزء من الدولة وهناك حرب ضد الدولة بالكامل". ووجه رسالة إلى أسر الشهداء، قائلا "الله موجود وقادر على كل شيء وحق الدم لا يضيع". وأضاف: "الرب رحيم ورءوف ولا ينسى حق الدم وقادر على تنظيف البلاد من الإرهاب الذي يحارب كل مصر مسيحيين ومسلمين منذ 30 يونيو". وأوضح الأنبا يؤانس أنه من الصعب أن نقول إن هناك تقصيرا أمنيا فلا تستطيع وزارة الداخلية حراسة كل منزل ولكن هناك مجموعة تحارب كل البلد والشرطة تقوم بما تستطيع أن تفعله فيجب فحص الموضوع من كافة جوانبه. وقال يؤانس في كلمته عقب القداس، "دماؤكم غالية أمام الله، ودماء الشهداء غالية في نظر الكنيسة، في حادث القديسين بالإسكندرية سالت الدماء على الأرض فخلعت حذائي لم أستطع أن أطئ قدمي على أرض بها دمائهم. الكنيسة تزداد عمرا بدماء الشهداء فدماءهم غالية. اختلطت دماء المسلمين والمسحيين فنسأل الله أن يحل السلام في بلادنا الحبيية مصر ويقضي على الأشرار". وأشار القس يسطس كامل راعي كنيسة الوراق، إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمر بنقل الحالات الخطرة من المصابين إلى مستشفيات القوات المسلحة، وجدد رفضه لمظاهرات الأقباط اليوم، مشيرا إلى أن اليد التي اعتدت على الأقباط هي نفسها اليد التي اعتدت على أفراد الجيش والشرطة، والتي تريد أن تغتصب فرحة المصريين، كما أن الأقباط يفهمون مخطط جرهم إلى العنف ولن يندفعوا لذلك.