قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الخلافات السياسية الدائرة على ضفاف نهر النيل عبرت المتوسط، وانتقلت إلى ضفاف نهر السين، فى إشارة إلى محاولة مجموعة من الإخوان إفساد ندوة للروائي المصري علاء الأسواني بمعهد العالم العربي في باريس. ووفقا للصحيفة، ما إن بدأت الندوة حتى وقف عشرات الأشخاص يهتفون "الخائن" و"القاتل" و"يسقط حكم العسكر". وتابعت "لوموند" في تقريرها: "عندما عجز أفراد الأمن في القاعة عن السيطرة على الموقف طلبوا من الأسواني المغادرة على الفور". ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين فى المعهد قوله: "لو لم نقم بإخراج الأسواني لربما تعرض للضرب". وقالت الصحيفة: "عندما جاء الرئيس التونسي منصف المرزوقي المتحالف مع حركة النهضة الإسلامية، تظاهر ضده معارضوه ولكن دون عنف، أما ما فعله المصريون من نقل لصراعاتهم إلى هنا فهو أمر محزن حقا". وأوضحت "لوموند" أن "الأسواني شأنه شأن معظم النخبة الليبرالية في مصر لم يعتبر تدخل الجيش في الإطاحة بمرسي انقلابا عسكريا على اعتبار أنه قد سبقته مظاهرات حاشدة ضد الرئيس الإخواني". وأشارت إلى أن الأسواني، الذي وصفته بأنه أحد أعمدة ميدان التحرير، كان ممن رحبوا بانتخاب محمد مرسي، ووصفوا انتخابه بأنه انتصار للثورة، غير أنه سرعان ما تحول إلى المعارضة، خاصة بعد الإعلان الدستوري الذي منح "مرسي" فيه لنفسه سلطات مطلقة في نوفمبر 2012. وتقول "لوموند": كان واضحا أن المتظاهرين من أنصار محمد مرسي في معهد العالم العربي، أعدوا جيدا ما قاموا به. فالكثير منهم ارتدوا قمصانا تحمل علامة "رابعة"، ونقلت الصحيفة ما كتبه مترجم أعمال الأسواني "جيل جوتيه" الذي كان من المفترض أن يدير الندوة، على صفحته على "فيس بوك" منتقدا ما حدث: "لسنا هنا بإزاء أناس يدافعون عن الديمقراطية، لكننا إزاء مجموعة لا تعرف إلا القوة البدنية كوسيلة للتعبير عن نفسها، تماما كما كان الحال فى إيطاليا في العشرينات وفي ألمانيا في الثلاثينات". أما رئيس معهد العالم العربي، جاك لانج، فأدان ما حدث على حسابه على "تويتر" واصفا إياه ب"الاعتداء غير المقبول على حرية التعبير". وتنهي "لوموند" موضوعها برصد الخسائر التي قالت عنها إنها "ضئيلة للغاية لم تتعد كسر لوج زجاجي"، وتقدمت إدارة المعهد بشكوى إلى السلطات الفرنسية.