تواصل «الوطن» نشر حلقات الكتاب الممنوع «وين ماشى بينا سيدى؟» للباحث السياسى التونسى الدكتور «سامى الجلولى»، والذى يكشف ضمن أسرار كثيرة تخص الأسرة الحاكمة فى قطر الآن، العلاقة المريبة بين الدويلة القطرية والولاياتالمتحدةالأمريكية. وفى هذه الحلقة الأخيرة نعرض لما أوردته صحيفة إسرائيلية كشفت النقاب عن «الصفقة القذرة» بين واشنطنوالدوحة لاستضافة مونديال 202، وهى الصفقة التى تتضمن بنوداً اقتصادية وإعلامية وسياسية، تضمن لقطر استضافة المونديال مقابل «مكاسب هائلة» تحصل عليها أمريكا، سياسياً واقتصادياً فى منطقة الشرق الأوسط برمتها: تكفّلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها على الإنترنت بكشف بعض الحقائق المتعلقة باستضافة قطر لنهائيات كأس العالم لسنة 2022. تقول الوثيقة: «عندما انحصرت المنافسة بين الولاياتالمتحدة وقطر كدولتين أساسيتين وقويتين فى المنافسة من أجل الحصول على حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022 رأت القيادة الأمريكية فى ذلك فرصة للضغط على أمير قطر الذى يسعى لأخذ دور السعودية فى الوطن العربى كأقوى دولة خليجية، وبدأت أعمال التخطيط لكسب نتائج هذه القضية وقلبها لصالحها، وتم كشف بنود هذا الاتفاق التى شملت ما يلى: تتخلى الولاياتالمتحدة عن حق الاستضافة لمصلحة قطر، ولكن هذا التخلى لن يكون علنياً بل سيكون سرياً مقابل قيام قطر بمجموعة من الأشياء مقابل هذا الإجراء، وهى: 1- المشاريع الخاصة بالملاعب والمنشآت الرياضية التى ستتولى قطر إنشاءها من أجل نهائيات كأس العالم 2022 يكون حق بنائها محصوراً بين شركتين أمريكيتين هما «موديلولار كونستراكشن سيستم» و«ستار جوزيف». 2- يحق للولايات المتحدة تنفيذ استثمارات جديدة فى قطاعى النفط والطاقة القطريين وبتسهيلات مميزة. 3- السماح للولايات المتحدة بالعمل «غير المشروط» فى مجال الإعلام خلال فترة المونديال وتجهيز معدات إعلامية متطورة يتم وضعها فى الدوحة ومدن قطرية أخرى اعتباراً من عام 2020 أى قبل المونديال بعامين. وهناك «بنود خاصة» فى الاتفاق ليس لها علاقة بالمونديال المقبل، وهى عصب هذا الاتفاق وشملت مواضيع سياسية متنوعة، وأهمها قضية الشرق الأوسط: 4- تعمل قطر على تعزيز دورها القيادى فى المنطقة عبر علاقات مباشرة ومميزة مع سوريا ولبنان وتركيا وتطوير العلاقات لتشمل علاقات مباشرة مع حزب الله وحركتى حماس والجهاد الإسلامى. 5- إقناع القيادة السورية بضرورة التخلى عن دعم «المنظمات الإرهابية» عبر إعطاء ملفات دعم لسوريا من خلال إقامة مشاريع جديدة وتشغيل عدد كبير من السوريين فى هذه المشاريع لكسب ودّ وحبّ الشعب السورى لأمير قطر. 6- العمل على متابعة الدعم لجنوب لبنان من خلال إنشاء الأبنية والمشاريع السكنية والاستثمارية التى يمكن أن تقرب أمير قطر من حزب الله والسعى لكشف مواقع الشيخ حسن نصر الله أمين الحزب وأماكن وجوده من خلال هدايا تقدم له لاحقاً وتساعد فى تحديد موقعه بدقة على الأقمار الصناعية. 7- الضغط على تركيا، خاصة رجب طيب أردوغان، من أجل مقاطعة دمشق بشكل تدريجى من خلال خلق ملف خاص بين الدولتين يتعلق بالأكراد فى سوريا، على اعتبار أن نظام بشار الأسد يقدم الدعم للأكراد، وتثبيت ذلك بمعلومات تصل لاحقاً من البيت الأبيض لأمير قطر من أجل استخدامها فى الضغط على تركيا بخصوص أكراد سوريا والعراق. 8- تقديم الدعم المادى للرئيس العراقى من أجل القيام بدوره فى العراق وبالتالى ترسيم الدور الفعال لأمريكا وفق أسس يتم تزويد قطر بها تباعاً. 9- عدم التدخل فى الشئون اللبنانية الداخلية وأن يبقى الدور مقتصراً على كسب تأييد اللبنانيين فى الجنوب، حسب البند «3» من نصوص الاتفاق. 10- تفعيل دور قناة «الجزيرة» أكثر من خلال تغطيات لملفات حساسة فى كافة الدول العربية وفق مخططات تصل من مؤسسات إعلامية أمريكية متخصصة فى ذلك. 11- العمل على نشر الفوضى فى الوطن العربى عبر الإعلام ومن خلال ملفات تتعلق بالفساد فى دول عربية وفى مقدمتها سوريا، من أجل جعل المواطن العربى يتحرك نحو «التغيير». 12- العمل على توسيع النشاط الإعلامى لدولة قطر والمتمثل فى قناة الجزيرة من خلال قنوات إعلامية جديدة أو قنوات إذاعية فى دول عربية متفرقة». أما البند الأخطر فى الاتفاق فهو: «يحق للولايات المتحدةالأمريكية إلغاء هذا الاتفاق فى أى وقت يثبت فيه عدم قيام قطر بالدور المطلوب منها بموجب هذا الاتفاق، وبالتالى الضغط على «الفيفا» من أجل إلغاء استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022. كما يحق لواشنطن إضافة بنود أخرى للاتفاق وفق المرحلة المقبلة مقابل مبالغ مادية يتم الاتفاق عليها بين قطر والولاياتالمتحدة». وكل متابع للملف القطرى يستنتج أن وراء حصول الدوحة على تنظيم كأس العالم 2022 قصصاً كبيرة، فقد دفعت قطر مبالغ مالية كبيرة فى شكل رشاوى، وهذا ما أكده الصحفى الألمانى «توماس كيستنر» الكاتب بجريدة «سودديتشا زايتنج» والتى تُعتبر الصحيفة الأكبر والأشهر فى ألمانيا وتصدر فى مدينة «ميونيخ». قال «كيستنر» إنه تحصّل على معلومات ومستندات رسمية تثبت قيام قطر برشوة الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم بمبلغ 78٫4 مليون دولار للضغط على الأرجنتينى «خوليو جروندونا» أحد نواب رئيس الفيفا «جوزيف بلاتر» الذى بدوره تحصّل على رشوة. وأكد «كيستنر» أن «جروندونا» حصل على وعود من قطر ببناء 22 ملعب كرة قدم فى بعض من الدول النامية بالإضافة إلى أكاديمية لكرة القدم فى تايلاند مقابل إقناعه لبعض الأعضاء فى اللجنة التنفيذية للفيفا للتصويت لمصلحة قطر. وأوضح الصحفى الألمانى أن المباراة الودية التى أقيمت فى العاصمة القطرية الدوحة بين المنتخبين البرازيلى والأرجنتينى كانت ضمن عملية «الرشوة»، حيث حصل رئيس كل اتحاد فيهما على المستوى الشخصى على مبلغ مليون دولار، كما حصل كل من زين الدين زيدان وباتيسوتا كل منهما على مليون دولار أخرى لقاء حضورهما. واعترف «زيدان» نفسه فى تصريحات صحفية بحصوله على مبالغ مالية اقتربت من 14 مليون دولار من أجل «مساندة الملف القطرى لتنظيم كأس العالم» الأمر الذى جعل الكثيرين فى فرنسا يصفونه ب«العاهرة» التى باعت نفسها من أجل المال. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث اتهم كيستنر قطر بأنها حصلت على صوت الفرنسى «ميشال بلاتينى» رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم بعد أن تلقّى أمراً من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الذى كان قد عقد صفقات للطاقة بين البلدين فى يناير من عام 2008. كما أكدت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية فى عددها الصادر بتاريخ 10 مايو 2011 بتلقى رئيس الكونفيدرالية الأفريقية عيسى حياتو مبلغ 1٫5 مليون دولار كرشوة مقابل تصويته للملف القطرى، نفس الاتهامات وردت من «داميان كولينز» عضو البرلمان البريطانى، فى تصريحات نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية للأنباء أن الكاميرونى «عيسى حياتو»، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» وعضو اللجنة التنفيذية بالفيفا بالإضافة إلى الإيفوارى «جاك آنوما» عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا أيضاً، قد تلقيا رشوة قدرها 1٫5 مليون دولار مقابل التصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم 2022. ولم تسعد قطر طويلاً بخبر استضافة مونديال 2022، فالاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» بدأ التفكير فى إمكانية تغيير مكان إقامة نهائيات كأس العالم للعام 2022 التى كان من المقرر أن تحتضنها الدوحة، وبدأت مخاوف «الفيفا» تأخذ طابعاً جدياً من أن الدوحة لا تستطيع استضافة هذا الحدث الكروى الكبير، بسبب نقص الخبرات وقلة السكان، وسوء الطقس الصيفى فى المنطقة إضافة إلى ظهور فضيحة رشوة «زيدان» ثم تلميح قطر إقامة بطولة العالم فى فصل الشتاء نظراً للحرارة الشديدة فى فصل الصيف، والهجوم على «الفيفا» من طرف اتحادى الدورى الأوروبى لكون ذلك مخالفاً للعرف وللأجندة الدولية، كما زادت الأمور حدة بعد الاحتجاجات التى مارستها وتمارسها منظمات حقوقية دولية ضد ظاهرة «الاتجار بالبشر» فى قطر. ولم تقف الفضائح القطرية عند هذا الحد بل إن اللجنة الأخلاقية التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» أدانت يوم الأربعاء 22 يونيو 2011 رسمياً القطرى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى وعضو اللجنة التنفيذية ب«الفيفا» والمجمدة عضويته حالياً بسبب تقديم رشاوى فى انتخابات رئاسة الاتحاد الأخيرة. وأشارت «اللجنة الأخلاقية» ل«الفيفا» فى تقريرها الذى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» إلى أن: «هناك أدلة شاملة ومقنعة تثبت محاولات محمد بن همام رشوة بعض المسئولين أثناء حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا». بن همام الذى لم يتوان سابقاً فى وصف الكويتى «أحمد فهد» علناً ب«المرتشى».. منح كل عضو من اتحاد «الكونكاكاف» 40 ألف دولار للتصويت لصالحه فى معركته الانتخابية ضد «بلاتر». وأضافت اللجنة فى تقريرها: «لقد ثبت أيضاً تورط جاك وارنر رئيس (الفيفا) السابق مع محمد بن همام فى هذه الفضائح، لكن بعد استقالته ستسقط عنه تهم الفساد والرشوة ويُحفظ التحقيق معه».