ركوب الفتيات الدراجات في المجتمعات العربية بصفة عامة والمصرية بشكل أخص أشبه بالأحلام المستحيلة، فلن تسلم الفتاة من تقاليد المجتمع سواء من رفض أهلها خوفًا عليها، أو المضايقات التي تواجهها في الشوارع بالأوقات العادية، فما الحال أثناء ركوب الدراجات. إلا أن مبادرة "ثورة البنات" نظّمت أمس فاعلية "هنركب عَجَل" على طريق صلاح سالم بالتعاون مع فريق "جو بايك"، كرؤية جديدة في الدراجات كبديل للمواصلات من ناحية، وتحقيقًا لرغبة الفتيات اللاتي يرغبن في ركوب الدراجات بأمان في الشوارع بعيدًا عن أي مضايقات. ويقول مايكل نزيه، أحد مؤسسي "ثورة البنات"، إن الفاعلية كانت ناجحة بالنسبة لأعداد الفتيات اللاتي شاركن، حيث شاركت حوالي 100 فتاة، وكذلك إصرارهن على السير لمسافة 7 كيلومترات وعدم اهتمامهن بالمعاكسات التي تعرضن لها خلال الفاعلية، بالإضافة إلى دور فريق "جو بايك" والمجهود الذي بذله لإنجاح الفاعلية. وأضاف نزيه، أن فاعلية "هنركب عَجَل" تحمل رسالة واضحة تتضمن نزول الفتيات لمواجهة التحرش، ونشر ثقافة العَجَل في مصر، وقوبلت الفاعلية بردود فعل معظمها إيجابية ومشجعة. وشاركت منى كامل، نائب مدير عام بإحدى شركات مستلزمات الفنادق، في "هنركب عَجَل" لرغبتها في ركوب الدراجات وخوفها من التحرش، وأشادت بالفاعلية وكثرة البنات اللاتي حضرن، وتمنت أن تنتشر ثقافة ركوب الدراجات، فهي تصل لعملها خلال ساعتين رغم أن المسافة بين عملها ومنزلها لا تستغرق أكثر من ربع ساعة. الرغبة في ركوب الدراجات كانت أيضًا دافع هبة لتشارك في الفاعلية، فتقول إنها تحب ركوب العَجَل وكانت الفكرة بالنسبة لها فرصة لتحقيق رغبتها من ناحية ولأنها رياضة من ناحية أخرى، إلا أنها فشلت في قيادة الدراجة أثناء الفاعلية لأنها لم تركبها منذ حوالي 14 سنة. "هنركب عَجَل" لم تكن مقتصرة على الفتيات فقط، بل شارك مجموعة من الشباب في الفاعلية، التي لاقت إعجاب المشاركين بها، والذين طلبوا من المبادرة تكرار مثل هذه الفاعلية، خاصة بعد نشر صور الفاعلية على الصفحة الخاصة بالمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي.