قصص قصيرة سطَّرتها بقلمها الذي طالما اعتبرته رفيقها النبيل، تكتب وتحاول أن تبدع خاصة في بداية طريقها، إلا أنها كانت تحبو بخطوات بطيئة، حيث كانت تبيع قصة أو اثنتين كل عام، واهتزت ثقتها بنفسها وأصبحت أكثر حساسية، بسبب كثرة ما أرسلته للناشرين وعاد إليها حاملا بين طياته الرفض. مشوار طويل استطاعت القاصَّة الكندية آليس مونرو أن تخطوه، حتى تم تتويجها اليوم وهي في الثانية والثمانين من عمرها بجائزة نوبل للآداب. وُلدت مونرو في 10 يوليو عام 1931 في وينجهام بكندا، لوالدها المزارع روبيرت إريك ليدلو، الذي ترك عمله واشتغل كحارس منشأة، وفي سنواته الأخيرة كتب رواية عن حياة الكشافة والمغامرين، ووالدتها التي عملت معلمة قبل زواجها، وحرص والدها على تعليمها الحياكة والأعمال المنزلية، حيث كان المتوقع أن تكون زوجة لمزارع، إلا أنها كانت تهوى الكتابة منذ كان عمرها 19 عاما. وحصلت القاصَّة الكندية على منحة للدراسة في جامعة غرب أونتاريو بلندن عام 1949، فاختارت قسم الصحافة، وبعد عامين في الجامعة تزوجت وغادرت مع زوجها جيمس إلى كولومبيا البريطانية ورزقت بطفلين، وكانت تصارع من أجل الكتابة وسط ظروفها كأم وربة منزل. تخبطت موهبة آليس بالواقع، حيث كانت ترسل قصصها ويرفضها الناشرون، لكن في عام 1968 أصدرت أولى مجموعاتها القصصية بعنوان "رقصة الظلال السعيدة"، وحصلت على جائزة عمدة المدينة الأدبية عام 1969 بعد ثناء النقاد على مجموعتها. انتهت علاقتها بزوجها جيمس بالطلاق عام 1972، وتزوجت للمرة الثانية من جيرالد فريملين عام 1976، وواصلت كتابة ونشر مجموعات قصصية كل ثلاثة أو أربعة أعوام، ثم نشرت مجموعة "مسيرة الحب" عام 1986، وحصلت عنها على جائزة عمدة المدينة الأدبية للمرة الثالثة، بعد مجموعة "من تعتقد نفسك". اعترفت مونرو بأن رؤيتها للحياة البشرية تميل للسوداوية بمرور الزمن، لكن قصصها سوداوية ممزوجة بالمرح الساخر. كتبت أديبة نوبل نحو 15 مجموعة قصصية، منها "هارب" و"الكثير من السعادة" و"صديق من شبابي"، وحصلت على الكثير من الجوائز، كما كُرِّمت مرات عدة من الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الملكية للورن بيرس الكندية، وحصلت على وسام الشرف للأدب من نادي الفنون الوطنية الأمريكية.