حالة من اللبس عاشها المواطن اليمنى عيسى صالح، نتيجة متابعته لقناة الجزيرة وأخواتها، الرجل الذى جاء إلى القاهرة بغرض العلاج، يمكث بها منذ أسبوعين. كان يتصور بناء على ما تعرضه الجزيرة القطرية أن مصر غارقة فى المظاهرات والصخب، لكنه لم يلبث أن اكتشف، بحسب تعبيره، أن «البلد هادية وكل شىء على ما يرام». لم يطل تعجب المواطن اليمنى مما رآه، فالحالة تنقلها نفس القنوات للمصريين الذين لا يرون من مظاهرات اليمن إلا تلك الداعمة للإخوان: «فى جنوب اليمن تخرج مظاهرات مليونية عديدة لتأييد الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لكن لا أحد يتحدث عنها، لا القنوات تنقلها ولا المصريون يعرفون بها». عيسى يرى أن الفريق السيسى أنقذ مصر من الإخوان الذين ما زالوا يسيطرون على مفاصل اليمن الآن: «نفس اللى حصل فى مصر خلال سنة، يحصل الآن فى اليمن، الإخوان ممثلين فى حزب الإصلاح ينتشرون ويتوغلون فى كل مفاصل الدولة ووظائفها، من لا ينتمى لهم يعانى من البطالة والمشاكل، للأسف لن نستطيع نحن أهل الجنوب أن نتخلص منهم بسهولة». المواطن الذى يكره السيطرة الغربية التى قسمت الوطن العربى، يدعو فى الوقت نفسه لانفصال جنوب اليمن عن شمالها بسبب الإخوان، وله فى ذلك تبرير وجيه: «نحن فى الجنوب نعيش نضالاً سلمياً، كنا دولتين قبل عام 1990، ثم أصبحنا دولة واحدة، ويسيطر الإخوان على جزء كبير من الشمال، وللأسف منذ توحدت اليمن، بدأت الأزمات الناتجة عن وجود الإخوان بيننا، انفجارات وأمن مفقود وقتلى ودماء، فى كل مكان تكفيريون وإرهابيون فى كل مكان، وجدوا بيئة خصبة بين مجموعات الإخوان التى تخرج لتهاجم المصريين وجيشهم، وتهتف لأجل الرئيس السابق محمد مرسى». يتمنى عيسى أن يقابل د. نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، ليسانده وبقية أهل جنوب اليمن فى التخلص من إخوان الشمال بالانفصال، ويستنكر أن يتم اختصار اليمنيين فى توكل كرمان قائلاً: «توكل كرمان قيادية فى حزب الإصلاح الإخوانى، لا أتعجب من مواقفها، لكن أتعجب أن يتم اعتبار كل اليمنيين مثلها».