وزير التموين: السيطرة على الفساد سواء في الدعم العيني أو النقدي شغلنا الشاغل    خريف 2024.. تقلبات جوية ودرجات حرارة غير مسبوقة هل تتغير أنماط الطقس في 2024؟    تعرف على شروط مسابقة التأليف بمهرجان الرواد المسرحي    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي ممثلي عدد من الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر    غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    إبراهيم عيسى: السودانيين زي ما بيتخانقوا في الخرطوم بيتخانقوا في فيصل    بايدن يواصل تعزيز قيود اللجوء لمواجهة الانتقادات الخاصة بالحدود    طوني خليفة: لبنان مقسم لعدة فرق.. ومن يحميها هو الذي يتفق على رأسها    "أوتشا": العوائق الإسرائيلية تعرقل استعداداتنا لموسم الأمطار بغزة    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكني في غزة    القضية الفلسطينية..حسن نصرالله دفع حياته ثمنًا لها وبن زايد سخر طاقاته لتصفيتها وبن سلمان لا تعنيه    عادل عبد الرحمن: تعيين الأهلي محمد رمضان مديرا رياضيا «ليس قرارا انفعاليا»    نجم الأهلي يتخذ قرارًا مفاجئًا بالرحيل (تفاصيل)    مدرب الزمالك: احتفال ربيعة وعمر كمال حفزنا أكثر للفوز على الأهلى    رونالدو: هدفي في الريان له طعم مختلف..«يوم عيد ميلاد والدي»    توفيق السيد: محمد فاروق هو الأحق برئاسة لجنة الحكام    خالد عبد الفتاح يطلب الرحيل عن الأهلي وكولر يناقش القرار مع لجنة الكرة    160 جنيهًا تراجع مفاجئ.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 في مصر «بيع وشراء»    دخلت بها ولم أرى أثر.. نص تحقيقات النيابة العامة في مقتل عروس أسيوط علي يد عريسها    ما حقيقة إلغاء منهج الفيزياء وتغيير منهج الأحياء لطلاب تانية ثانوية؟.. مصدر بالتعليم يجيب    وكيل تضامن الشيوخ: كفاءة برامج الدعم النقدي المباشر للمواطنين أثبتت كفاءة أعلى    "المهاجر إلى الغد.. السيد حافظ خمسون عامًا من التجريب في المسرح والرواية" كتاب جديد ل أحمد الشريف    مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء القادم    أستاذ دراسات إيرانية: المجتمع الإيراني راض عن اغتيال حسن نصر الله لأن جزءا كبيرا من دخل البلاد كان يوجه لحزب الله    السيطرة علي حريق شب في شقة بالمطرية    أماكن سقوط الأمطار غدا على 14 محافظة.. هل تصل إلى القاهرة؟    محمد الشامي: لم أحصل على مستحقاتي من الإسماعيلي    الموافقة على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني يوم السبت بالإسماعيلية    برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: تواصل مع الزملاء في العمل    برج العقرب.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: احرص على دراسة الأمور جيدا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: واجه التحديات الجديدة    «وحشتوني».. محمد محسن يشوّق جمهوره لحفله بمهرجان الموسيقى العربية    «هيئة الدواء» تعلن ضخ كميات من أدوية الضغط والسكر والقلب والأورام بالصيدليات    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    كيفية التحقق من صحة القلب    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    مباشر أبطال آسيا - النصر (0)-(0) الريان.. انطلاق المباراة    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق بمدينة نصر    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«القوات الخاصة» رجال لا تعرف المستحيل
المجندون يقفزون من ارتفاعات ويشتبكون ويعبرون الموانع والنيران على طلقات الرصاص فى ثبات
نشر في الوطن يوم 09 - 10 - 2013

هنا المساحات الصحراوية الواسعة، والطبيعة القاسية، حيث أصوات الرصاص المتتالية، هنا تشتعل حلقات النيران لتصنع قوة الرجال وشجاعتهم، وتبنى أجيالاً من طراز خاص أو بالأحرى مقاتلين من الدرجة الأولى، هنا داخل معسكرات العمليات الخاصة تعلو الآية الكريمة «وأعدو لهم ما استطعتم من قوة»، صدق الله العظيم.
لافتة كبيرة تتصدر أحد جانبى طريق المحور تعلن عن معسكر التدريب، مكان غير عادى، وأشخاص غير عاديين. تنقسم المساحات داخل معسكر تدريب القوات الخاصة إلى ميادين مختلفة، أحدها يسمى ميدان الرماية يتم تقسيمه بمسافات محددة يقف خلالها الضباط لتعلم أول فنيات القتال؛ حيث الرماية بطلقات الرصاص المختلفة، هنا تكتم الأنفاس إلى أن تنطلق الرصاصة الأولى لتعلن عن تميز ضابط جديد فى فنون الرماية، يرتفع فوق الساحة الأولى علم مصر مدون عليه «مصر أولاً ومصر دائماً»، كلمات دُونت على مسافات عالية تزيد الجميع إصراراً على مواصلة العمل والاجتهاد وبذل قصارى جهدهم لتأدية عملهم بتميز.
لا تهمهم طلقات الرصاص التى تعلو رؤوسهم ولا تهمهم ألسنة النيران المشتعلة من حولهم ولا تلك الأسلاك الشائكة التى تحيط بهم من كل اتجاه، فقط أمامهم هدف واحد يحاربون من أجله، إنهم فرق القوات الخاصة بوزارة الداخلية، هم العمود الفقرى فى كل مهمة تنفذها الوزارة، هم الفرق القتالية المؤهلة لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة الخارجة على القانون.
وللتدريب أنواعه، منها الخاص بالتدريبات البدنية واللياقة والقدرة على المقاومة والاشتباك، ومنها ما يتعلق بالتدريبات النفسية أو ما يسمى بالثبات الانفعالى، وهو ما أشار إليه الرائد محمد عبدالعال الذى يشغل منصب رئيس قسم تدريب القطاع، ويشير إلى أن التدريبات مستمرة ولا تتوقف لكى يظل الضابط محافظاً على قدرته القتالية ولياقته البدنية. التدريبات تتنوع ما بين التسلق على ارتفاعات كبيرة تصل إلى 25 متراً وخلق ثغرات، تسمح لهم بالدخول إلى الهدف والتعامل معه خاصة لو كان مسلحاً وهو ما يسمى «اسبايدر»، تسمح لهم بالدخول واقتحام المبانى على ارتفاعات عالية، بالإضافة إلى التدريبات القتالية الأخرى.
رغم صغر سنهم فإنهم أصبحوا فى موقع قيادة، لأنهم برعوا فى التدريبات القتالية، وصاروا مؤهلين لتدريب عدد من المستجدين ومنحهم كافة التعليمات التى تكسبهم خبرة، وتضعهم فى مقدمة الصفوف، صاروا يمتلكون كل الفنون القتالية بصورة جعلتهم الوحيدين القادرين على مواجهة الإرهاب، لا يخشون الموت أياً كانت المهام الصعبة التى يقدمون عليها، فعلى مدخل أحد معسكراتهم الخاصة بالمحور تتجسد الآية الكريمة: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، صدق الله العظيم.
بطول يتجاوز المترين وجسد ممشوق القوام وأكتاف امتلأت بعضلات كادت تبرز من ملابسه ووجه عابس وعيون يقظة تدقق النظر فيمن حولها وقف يحرك سرية من الجنود الجدد الذين لم يكملوا شهرهم الثانى بعد، صاروا يجيدون الالتزام بالعسكرية، ينفذون كافة التعليمات المطلوبة فى طابور التدريبات من تحريك السلاح وحمله والتدريبات العابرة المعتادة لديهم، يظل الملازم أول محمد مؤمن شاخصاً بوجهه فيمن حوله من الجدد يلقنهم التدريبات بصوته الجهورى: «كتفاً سلاح» من «جنباً سلاح» يهتز المكان استجابة لأوامره، لا يكتفى الشاب الذى لم يتجاوز عامه ال23 بالتعليمات الأولية التى يسعى لتعليمها للمستجدين، لكنه يتقن جيداً فنون القتال المختلفة من رمى الرصاص، وكيفية مواجهة الخدع الشراكية وغيرها من المعوقات التى قد تواجهه فى تأدية عمله، وحده من صار ضابطاً وسط أسرته الصغيرة، واحد من بين إخوته الأربعة قرر أن يصبح ضابطاً وأن يتخصص فى العمليات الخاصة مثله مثل عمه الذى راح ضحية الإرهاب فى التسعينات، موت عمه كان بمثابة نقطة تحول ليضع الصغير هدفه الأول أن يكون ضابطاً فى نفس التخصص الذى كان به عمه ليصبح أحد ضباط العمليات الخاصة بمعسكر المحور، مؤمن الذى قارب على إتمام فرحه على خطيبته نهاية الشهر الجارى يؤكد أن لديه رسالة لن يهدأ حتى تتحقق وهى عودة الأمن والأمان لمصر مثلما كانت، والقضاء على الإرهاب أو من يمثل خطراً حقيقياً على المواطنين البسطاء. يتحدث مؤمن عن ذلك القلق الذى يقتل والدته كلما أخبرها بخروجه لمهمة ما فى كل مرة، لا يمكنه أن يخبرها عن مكان المهمة بالتحديد، يضيف: «ربما يسمع بعض أسر أصدقائى خبر استشهاد أبنائهم فجأة».
لكل مجموعة من الضباط قائد يعلمهم فنون القتال وكيفية مواجهة الجناة أو الخارجين عن القانون مهما كان تسليحهم، الشجاعة والايمان بالله أكثر ما يمكن أن يتميز به ضباط القطاع. يخرج المقدم محمد جعفر بصوت جهورى يتحدث إلى فرقته الخاصة، يأمرهم بالاستعداد لمهمة قتال جديدة، يستعد الضباط بكافة الصور، بعضهم يتجه نحو ميدان الرماية، ينشط حركاته القتالية قبل النزول إلى أرض المعركة، ينام على ظهره ويطلق الرصاص ليصيب الهدف الذى يريده، ويقف فوق أصدقائه الذين قاموا بتشكيل ما يشبه السلم ليقوم الأخير بقنص تلك البالونة التى تبعد مئات المترات عنه، يختلف الأمر فى حال إذا ما كان التصويب عبر قذيفة «آر بى جى»، فالمسئول عن إطلاق القذيفة لديه تدريبات خاصة تتعلق بكيفية حمل السلاح وكيفية إطلاقها، فينبغى أن يفتح فمه أثناء إطلاق القذيفة حتى لا تصاب أذناه بضرر من شدة الصوت المنبعث منها، وهو الانفجار الذى يرج أرجاء المعسكر بأكمله.
تتسم كل مهمة بالسرية فى تفاصيلها، تظل المعلومات حكراً على القائد الأكبر العقيد حسن موسى رئيس قطاع المحور للعمليات الخاصة، والذى ينتقى أكثر الضباط حرفية وأكثرهم احترافاً فى أداء المهمة ليتشكل الفريق ويبدأ فى التحرك عبر إحدى المدرعات الجديدة التى تقوم بمراقبة مناطق بمسافات تصل إلى 4 كيلومترات، جاءت مؤخراً للقطاع وبالتحديد فى أعقاب ثورة يناير لتساعد بقدر كبير فى تحقيق وتنفيذ المهمات المطلوبة على أكمل وجه، يحكى جعفر عن المهمات التى قامت بها فرقته مؤخراً وبخاصة فى أحداث فض اعتصام رابعة العدوية؛ إذ واجهت قوات الأمن مشكلة فى اقتحام مقر الاعتصام وبخاصة بعد إرسال النداءات المتكررة لفض الميدان وتشغيل أصوات الإنذار المتكررة وغيرها من الوسائل التى استخدمتها القوات قبل بدء الفض بالقوة، لتواجه القوات أزمة فى تخطى الحواجز النيرانية التى أشعلها المعتصمون، لم تكن الحواجز النيرانية وحدها هى العائق الذى واجههم، فقد اتخذ المسلحون من مؤيدى الرئيس المعزول من إحدى العمارات السكنية مكاناً لرشق قوات الأمن بوابل من طلقات الرصاص ليسقط منهم أول شهيد، وهنا تتغير الخطة لتبدأ القوات الخاصة فى التعامل مع المبنى المجهول الذى يختبئ بداخله مجموعة من المسلحين، ينطلق جعفر وخمسة أفراد من الضباط ليجتازوا العوائق النيرانية ويتسلقوا العمارة ويقوموا بإيقاف تلك العناصر عن أفعالها الإجرامية وإلقاء القبض عليهم.
جعفر الذى يعلّم أبناءه الضباط عقيدة واحدة يرددها بين الحين والآخر: «من لم يكن الموت واعظاً له فلا واعظ له»، يؤكد أنه فى كل مأمورية يقوم بها يردد هو ومجموعته الآية القرآنية: «إنك ميت وإنهم ميتون»، وهو ما يقول إنه دافع لهم يزيدهم إصراراً على مواجهة الموت فى سبيل القضاء على البؤر الإرهابية التى انتشرت مؤخراً فى كل مكان، ويشير إلى أن كل ضابط يعمل فى العمليات الخاصة لديه صداقة مع الموت لأنه واقع يواجهه كل لحظة يخرج فيها لأداء المهمة المطلوبة منه.
إن أصعب ما يمكن أن يواجه ضباط القوات الخاصة، والتى لا دور لها إلا الاقتتال مع العناصر الإرهابية وكبار تجار المخدرات وجميع المسلحين والخارجين عن القانون والذين يشكلون خطراً على أمن المواطن، هو أسرته التى باتت تتعامل معه فى كل صباح، ولديهم تساؤل صارت تكتمه الألسن وتنطقه العيون: «هل ستعود إلينا حياً؟» سؤال يقرأه جعفر فى عيون زوجته وولديه الصغيرين، اعتادت الأسرة على مفارقة الأب يومياً بألم، بعضهم صار يخشى عليه من الموت، وخاصة بعد أن صارت شاشات التليفزيون تنقل بثاً مباشراً لبعض الأدوار التى يقومون بها، مثلاً مواجهة بؤر الإرهاب فى كرداسة.
جعفر الذى قضى 21 عاماً من عمره داخل معسكر تدريب القوات الخاصة يرى أن كل مهمة خرج إليها كان لها طابعها الخاص، لكنه يقول إنها جميعاً تتساوى فى الخطورة، فجميعها كانت مواجهات مع الموت المتمثل فى بؤر الإرهاب أو تجارة المخدرات أو بعض الخارجين عن القانون.
«سنوات عمرك داخل المعسكر تمنحك الخبرة وتمنحك أيضاً الرؤية لما تواجهه» وهو ما أكده النقيب أحمد صلاح الذى مكث بالمعسكر نحو 8 سنوات كاملة لم ير خلالها مثل ما شاهده فى فض اعتصامات رابعة العدوية الذى شاهد فيه تصدير الإخوان للسيدات والأطفال فى مقدمة الأحداث رغم قسوة المشهد، وهو الأمر الذى يقول صلاح إنه لم يره على مدار عمره فى العمليات الخاصة حتى فى مواجهة كبار تجار المخدرات والسلاح لم يشاهد النساء فى المقدمة مثلما حدث من جماعة الإخوان المسلمين.
لا ينتظم العمل فى المعسكر إلا بالمجندين الذين لا يختلفون فى قدرتهم على القتال وقدرتهم على المواجهة عن مدربيهم من الضباط والقادة، يظل الجندى كتفاً إلى كتف الضابط أثناء مهمته إما بالحماية أو بالمشاركة فى أداء دور واحد لإنقاذ مواطنين من مجرم مسلح أو جماعة إرهابية، يتحدث محمود سعيد عوض، أحد المجندين الذين أكملوا عامهم الأول من خدمتهم العسكرية المقرر لها 3 سنوات داخل المعسكر، يتحدث عن الرجولة: «اللى تعلمتها فى المعسكر بقى لها معنى بخدمة الوطن وحماية الناس، وإحنا قدها وقدود»، يعرف جيداً أن دوره فى كل مهمة يخرج فيها لا يقل شأناً عن الضابط المكلف معه، فكلاهما يكمل بعضهما البعض من أجل هدف واحد وهو القضاء على الإرهاب وإلقاء القبض على الخارجين عن القانون، سعيد الذى أتى من إحدى القرى التابعة لمحافظة البحيرة يجد أن ما تعلمه داخل القطاع فى عام واحد يتساوى مع ما تعلمه على مدار عمره، ال21 عاماً أو يزيد، يتحدث سعيد عن المناطق التى شارك فيها بعد تأهيله لتلك المعارك، والتى كان منها مأموريات لمحافظة الفيوم ومحافظة العريش وغيرها من المأموريات التى شاهد خلالها الكثير من مواجهات مع المسلحين «أشبه بالمواجهة مع الموت».
المجندون الذين يلتحقون بالمعسكر غير عاديين، فلديهم سمات محددة تشترط أطوالاً تقترب من المترين أو تزيد، وبعض السمات الأخرى التى تتعلق بنوعية التدريبات التى يتلقونها جميعاً، لكن كفاءة المجند تبدأ منذ أن يتولاه أحد الضباط الماهرين فى تعليمه كافة الفنون الخاصة بالصاعقة والرماية وفنون القتال والاشتباك جميعها، ليصبح على قدر كبير من الكفاءة يؤهله للاشتراك فى عمليات واقعية مع مجرمين مسلحين.
ومن ميدان الرماية إلى ميدان الموانع الذى يصل طوله لأكثر من 800 متر يتعلم خلالها المجند والضابط أيضاً كيفية المواجهة مع ألسنة النيران الملتهبة التى قد تعوقهم فى تأدية عملهم ليجتاز المجند المهمة بنجاح بعد أن يُسقط نفسه من ارتفاع قد يزيد على الخمسة أمتار، صيحات الجنود ب«صاعقة» لا تتوقف طيلة فترة التدريب، فهو النداء السحرى الذى يدفعهم لمواصلة العمل واجتياز المعوقات مهما كانت قسوتها.
عبر أسلاك شائكة ترتفع لأقل من متر تقريباً يزحف الجنود أسفلها لمواصلة العمل، قد تنالهم تلك الأسلاك وتصيب أجسادهم، لكنهم لا يتوقفون لحظة رغم الرمال التى تلقى عليهم من الحين والآخر لتعمى أبصارهم وتعوقهم عن الحركة لكنهم يواصلون ولا يبالون بكل تلك المعوقات، على بعد مسافة من تلك الأسلاك تنتظرهم ألسنة النيران الملتهبة التى أشعلها المدربون فى «كاوتشات» لكى يقضوا على الخوف.
أحداث شاركت فيها فرق العمليات الخاصة
برز دور قوات العمليات الخاصة فى الفترة الأخيرة بعد ثورة 30 يونيو، وما صاحبها من تداعيات وعنف فى الشارع المصرى وإرهاب فى بعض المناطق الحدودية، وتجلى هذا الدور فى شمال سيناء فى مقاومة العناصر الإرهابية، تلاه فض اعتصام رابعة العدوية ومداهمات لبعض المناطق والتجمعات السكنية التى كانت تشكل بؤرا إرهابية، مثل اقتحام منطقة كرداسة، وبعض المداهمات التى تستهدف عناصر وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين المطلوبة فى قضايا عديدة، فى هذه الأحداث سقط شهداء من بين صفوف قوات الشرطة والعمليات الخاصة، نرصد بعضا من الأحداث التى شاركت فيها قوات العمليات الخاصة ونخلد ذكرى شهدائهم.
3 يوليو القبض على «الكتاتنى»
ألقت مجموعة من العمليات الخاصة، بمساعدة بعض من قوات الشرطة القبض على الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور رشاد بيومى، قيادى بجماعة الإخوان المسلمين، فى منزليهما بمدينة السادس من أكتوبر.
4 يوليو القبض على «عاكف»
ألقت القوات القبض على الدكتور محمد مهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، فى نطاق محافظة القاهرة وبصحبته بعض من أفراد حراسته.
5 يوليو القبض على «الشاطر»
قامت مجموعة من العمليات الخاصة بحصار العمارة التى كان يقطن بها المهندس خير الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، بالحى الثامن بمدينة نصر وألقت القبض عليه واقتادته للتحقيق معه.
14 أغسطس فض اعتصام رابعة
شاركت مجموعة كبيرة من العمليات الخاصة فى عملية فض اعتصام رابعة العدوية، ونجحوا فى الدخول إلى المستشفى الميدانى وإخلائه رغم التحصينات الكبيرة واستشهاد ثلاثة ضباط فى رابعة.
17 أغسطس أحداث مسجد الفتح
حسمت مجموعة من العمليات الخاصة موقف اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمسجد الفتح، وقامت بإخلائه وتصدت لبعض العناصر الإرهابية التى أطلقت النيران من أعلى مئذنة المسجد، واستطاعت أن تؤمن خروج المعتصمين داخل المسجد.
20 أغسطس القبض على «بديع»
شاركت مجموعة من ضباط العمليات الخاصة فى القبض على الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، فى شقة سكنية بمدينة نصر، وبصحبته يوسف طلعت، عضو التحالف الوطنى لدعم الشرعية.
19 سبتمبر اقتحام كرداسة
شاركت مجموعة من العمليات الخاصة مع قوات الشرطة والجيش فى اقتحام منطقة كرداسة، لتطهيرها من بؤر الإرهاب والعناصر الخارجة على القانون، وأصيب بعض أفراد قوات الشرطة، واستشهد اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.