لا أعرف -حتى الآن- ماذا تفعل حكومة «الببلاوى» فى مصر؟ وإلى أين تذهب بها؟ فأى متابع للشأن العام يدرك أن هذه الوزارة، التى جاءت وسط دعم شعبى وسياسى وإعلامى غير مسبوقين، أصبحت أسوأ ما فى مشهد ثورة 30 يونيو، بل إن أداءها يكاد يكون أحد أهم أسباب توغل الإخوان واستمرارهم فى مهاتراتهم حتى الآن؛ لأنهم بمعنى أدق يُطمعون أى طامع فى إسقاط الدولة المصرية ببطئهم وتراخيهم وترددهم وارتعاشهم وغياب الرؤية عنهم. الحكومة، التى تضم أسماء لامعة فى عالم السياسة، أداؤها استفز جبهة الإنقاذ التى طالبت بإجراء تعديل وزارى بعد استياء المواطنين من الأداء.. وللعلم فإن الحكومة تضم عدداً من الوزراء ينتمون لأحزاب جبهة الإنقاذ مما يتطلب وقفة مع هذه الحكومة، خاصة أن الانتقاد جاء من الوعاء الأم «جبهة الإنقاذ».. كما أن الحكومة، التى تضم 36 وزيراً، هى الأكبر فى تاريخ الحكومات المصرية، لكن أداءها مرتبك وبعض وزرائها حصروا أنفسهم فى متابعة جمهور تويتر وأعضاء نادى هليوبوليس، الذى يهوى د.حازم الببلاوى زيارته أسبوعياً، حيث يغادر مقر مجلس الوزراء ظهر الخميس ولا يعود سوى يوم الأحد صباحاً من كل أسبوع فى ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد وتحتاج إلى جهد ومشقة واجتماعات لبحث المخاطر التى تواجه الدولة المصرية سواء فى الداخل أو الخارج. هناك جهد ملحوظ داخل الحكومة لبعض الوزراء مثل محمود أبوالنصر، وزير التعليم، وإبراهيم محلب، وزير الإسكان، واللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، ومحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمستشار عادل عبدالحميد، وزير العدل، بالإضافة إلى طاهر أبوزيد، وزير الرياضة، الذى تعكس تصرفاته رجل دولة صاحب حس سياسى وشعبى من طراز فريد، أما د.حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير التعليم العالى، فأداؤه السياسى كان متميزاً، لكن عجزه عن تقديم رؤية واضحة لمشاكل الجامعات قد ساهم فى تراجع شعبيته.. ولا أحد يستطيع إنكار الجهد الواضح لوزارتى الدفاع والداخلية وإدراكهما للمخاطر والتحديات التى تواجه مصر. تشكيل الحكومة وأداؤها يكشف بما لا يدع مجالاً للشك الفرق بين رجل الدولة ومن يمكن تسميتهم بالنشطاء أو المحتجين، ويؤكد أن للدولة رجالها وأن المشاكل والتحديات التى تمر بها مصر لن يصلحها النشطاء، وأن كثيرين من أعضاء الحكومة الحالية يفتقدون، ليس فقط خبرة إدارة الدولة، ولكن الشعور بالمسئولية الوطنية فى هذه اللحظة العصيبة. أعتقد أن المجتمع بحاجة لاتخاذ موقف لأداء الحكومة لأنها أصبحت تهدد ثورة 30 يونيو وأهدافها.. فلولا الدعم الخليجى وأداء الجيش والشرطة ودعوات المصريين الطيبين لذهبت البلاد إلى نفق مظلم لن يراه وزراء الحكومة الحالية ورئيسهم لأنه بالتأكيد لن يصل إلى مجتمع تويتر أو نادى هليوبوليس!!