سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«محمد».. خرج ليبحث عن ابن شقيقه.. فقتلته رصاصة «إخوانية» دخلت فى عينيه وخرجت من رأسه والده: «كان عكّازى أنا وأمه»..واللى قتل ابنى واحد محترف عارف هو بيقتل إزاى
خاف على نجل شقيقه من الموت، فمات هو، خرج يبحث عنه فى الشارع الذى دخلته مسيرة إخوانية، فعاد إلى منزله جثة هامدة بعد أن اخترقت رصاصة إحدى عينيه وخرجت من مؤخرة رأسه. 24 سنة فقط قضاها محمد عبدالستار بين أفراد أسرته، إلى أن اضطر والده للوقوف فى دار المناسبات لأخذ العزاء فى نجله الذى يشيد أهالى حى سراى القبة بأخلاقه. كان «محمد» يجلس إلى جوار والده لتناول الطعام قبل وفاته مباشرة، واليوم يجلس الحاج عبدالستار، رجل سبعينى، وحيداً بعد أن فقد نجله دون مقدمات: «كنا بنتغدى عصر يوم الجمعة الماضى، وفجأة سمعنا طلقات نار، خرج (محمد) يجرى يشوف إيه اللى بيحصل فى الشارع، بعد 5 دقائق تقريباً دخل أحد أصدقائه إلى المنزل ليبلغنا أن (محمد) أصيب فى الاشتباكات الدائرة فى الشارع بين مسيرة الإخوان والأهالى، نزلت أجرى أشوفه، لقيته مضروب بالرصاص فى راسه، وجسمه كله دم». ويقول أهالى المنطقة، الذين وجدوا فى قاعة المناسبات لأداء واجب العزاء، إن «(محمد) كان مهذباً وعلى خلق، وجميع أهالى المنطقة يحبونه، ولم يكن لديه أى مشكلة مع أحد، وكل الناس زعلت على موته». وقال والد «محمد» إن «الأعداد كانت كبيرة فى الجنازة، لأن (محمد) كان محبوباً من أهالى المنطقة»، ويتابع: «اللى قتلوا ابنى لا لهم دين ولا إحساس، دى جماعات إرهابية»، ثم يردد: «لا إله إلا الله، (محمد) أخد رصاصة فى راسه، اللى ضرب ابنى واحد محترف، عارف هو بيقتل إزاى، وربنا يهدى حال البلد، كفاية دم!». ولا يمنع البكاء والد «محمد» من مواصلة حديثه فيقول عنه: «كان هو العكاز اللى باتعكز عليه أنا وأمه، إحنا مسلمين وعارفين إن الموت بيد الله، لكن الفراق صعب. (محمد) مش ابنى انا بس، لكنه ابن سراى القبة كلها، ومشاركة كل الناس دى فى الجنازة ووقفتهم جنبى هون عليا المصيبة». داخل حارة ضيقة، تجلس مجموعة من سيدات المنطقة، تتوسطهم والدة «محمد»، التى لم تتوقف عن البكاء والصراخ، ولم تتمكن من الحديث، لكنها ظلت تردد: «هتجيبوا ليا ابنى؟ عمرى كله ضاع، ده كان زرع عمرى، راح منى فى ثوانى، أنا عايزة ابنى، هاتولى ابنى أتكلم معاه، ابنى ماعملش حاجة، منهم لله، هتجيبولى حقه فلوس، مش عايزة فلوس، أنا عايزة قلب اللى موت ابنى، ابنى ضاع وعمرى كله خدوه منى، هو العكاز اللى أنا كنت باتسنّد عليه». «محمد»، نجل شقيق المتوفى، يبلغ من العمر 15سنة، يقول: «عمى (محمد) عرف إنى كنت فى الشارع وقت مرور مسيرة الإخوان، نزل من البيت علشان يرجعنى، قتلوه»، ويتابع «محمد» الذى يبكى عمه: «عمى (محمد) كان واقف جنبى، وفجأة لقيت رصاصة دخلت فى عنيه وخرجت من راسه الناحية التانية، قتلوه قدام عينيا».