سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على طريقة «القاعدة»: انفجار سيارة مفخخة بمديرية أمن جنوب سيناء واستشهاد ضابط وشرطيين مصادر أمنية: التفجير عن «بُعد» باستخدام 300 طن من المواد شديدة الانفجار
امتدت العمليات الإرهابية من شمال سيناء لتصل إلى جنوبها، وانفجرت، صباح أمس، سيارة مفخخة داخل مديرية أمن جنوبسيناء، ما أدى إلى استشهاد 4 وإصابة 44 آخرين بينهم اللواء حاتم أمين حكمدار مديرية الأمن وعدد من المدنيين. وقالت وزارة الداخلية فى بيان لها أمس إن مبنى مديرية أمن جنوبسيناء تعرض لهجوم إرهابى فى العاشرة من صباح أمس، أسفر عن سقوط 3 شهداء من المجندين وإصابة 63 آخرين بينهم حكمدار المديرية وبعض المارة الذين تصادف وجودهم عند وقوع التفجير. وقالت مصادر أمنية فى جنوبسيناء ل«الوطن» إن التفجير كان باستخدام سيارة وتم عن بُعد وإن السيارة كانت موضوعة أمام الباب الرئيسى للمديرية بمسافة تصل إلى 50 متراً وتم تفجيرها ب«ريموت كنترول» وأحدث التفجير حفرة فى الأرض بعمق متر وأحدث ثقباً كبيراً فى مبنى المديرية بطول 6 أمتار وعرض 6 أمتار وتسبب فى هدم جدران وواجهة المبنى. وشرحت المصادر أن التفجير أحدث هزة كبيرة فى بعض المبانى القريبة من المديرية وشعر بها البعض فى مطار شرم الشيخ، ورجحت المصادر أن تكون العبوة التى تم زرعها فى سيارة تجاوز حجمها أكثر من 300 طن من المواد شديدة الانفجار والتى أوقعت ضحايا ومصابين وتسببت فى هدم جزء من المبنى. وقالت مصادر أمنية فى وزارة الداخلية ل«الوطن» إن مدير أمن جنوبسيناء اللواء محمود الحفناوى له مكتبان؛ الأول فى المديرية التى تعرضت للهجوم أمس فى عاصمة المحافظة وهى مدينة الطور وله مكتب آخر فى مدينة شرم الشيخ وكان وقت التفجيرات فى مكتبه بشرم وانتقل إلى مكان التفجيرات فوراً. وشرحت المصادر فى تصريحات خاصة أن الإرهابيين فى سيناء هاجموا مبنى المديرية واتجهوا بأعمالهم إلى الجنوب نتيجة ملاحقات الجيش والشرطة لهم فى شمال سيناء وأن السيارة المستخدمة تسمى ب«المارادونا» والتى تستخدم للسير فى المدقات والمناطق الجبلية دون أزمات وكثير منها لا يحمل لوحات. وأضاف المصدر أن العمليات الإرهابية فى جنوبسيناء متوقفة منذ فترة طويلة وكانت مرتبطة فقط بعمليات سطو مسلح على الشركات وأصحاب السيارات والأوتوبيسات فى الطرق المؤدية إلى المحافظة وهى طرق جبلية بها كمائن محدودة، وشرح المصدر أن المتهمين فى عمليات السرقة يستخدمون الأسلحة الآلية والثقيلة فى السيطرة على ضحاياهم. ونوه المصدر أن التفجير الذى شهدته جنوبسيناء قريب فى تنفيذه من التفجير الذى استهدف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم فى مدينة نصر يوم 5 سبتمبر الماضى وتبنته جماعة أنصار بيت المقدس بعد 3 أيام من وقوعه. وقال شهود عيان من مدينة الطور: إن السيارة التى تم تفخيخها تابعة للشرطة، وانفجرت داخل الفناء الخاص بمديرية الأمن، مرجحين قيام الإرهابيين بتفخيخها فى وقت سابق وتفجيرها عقب دخولها فناء المديرية. وتابع الشهود أن الانفجار تسبب فى اشتعال النيران فى سيارة أخرى كانت بجوار السيارة التى تم تفخيخها، بجانب تصدع أجزاء كبيرة من مبنى مديرية الأمن وتطاير زجاج النوافذ، كما تأثر مبنى ديوان عام المحافظة بالانفجار وتهشم زجاج نوافذ المبنى، ما تسبب فى إصابة 6 موظفين داخل المحافظة بشظايا. وأكدت مديرية التربية والتعليم تضرر مبنى المديرية و3 مدارس من جرّاء التفجير، دون حدوث أى خسائر فى الأرواح داخل تلك الأبنية التعليمية. وأكدت المديرية أن الانفجار حطم الواجهات الزجاجية لثلاث مدارس تقع فى محيط مديرية أمن جنوبسيناء، وهى مدرسة الطور الثانوية بنين ومجمع مدارس الزهور ومدرسة الطور الفندقية، كما أصاب الانفجار مبنى مديرية التربية والتعليم ومبنى إدارة الطور التعليمية. وأوضح الشهود أنه تم إخلاء مبنى المحافظة والمدارس الثلاث وجميع الأبنية المجاورة لمكان الانفجار. وسارعت قوات الجيش الثالث إلى إغلاق جميع المنافذ التى تربط جنوبسيناء بمحافظة السويس، لمنع هروب العناصر التى قامت بتفخيخ السيارة للسويس، ودفعت قيادة الجيش بتعزيزات عسكرية لنفق الشهيد أحمد حمدى، والمعدية الخاصة بحى الجناين، وشددت الإجراءات الأمنية على السيارات والأفراد، وذلك بالتزامن مع حملة تمشيطية موسعة للمناطق المحيطة بالمديرية، وغيرها داخل المحافظة لملاحقة العناصر التى استهدفت المديرية. كما دفعت بتعزيزات للنقاط الشرطية والكمائن على الطرق الدولية والرئيسية مع شمال ووسط سيناء، وتم إغلاق جميع المعابر فى سيناء، خاصة معبر طابا السياحى مع إسرائيل إلى حين شعار آخر، وفرضت حالة من الطوارئ القصوى فى سيناء. وحلقت طائرة أباتشى أعلى المجرى الملاحى لقناة السويس وشركات البترول والموانئ، كما مشطت الطائرة المناطق الجبلية الحدودية التى تربط جنوبسيناء بالمحافظات المجاورة، ومشطت جبل عتاقة، وذلك للتأمين والبحث عن أى عناصر إرهابية. وقال شهود عيان إن ثلاثة انفجارات سُمعت على التوالى ثم تصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب من داخل مبنى مديرية أمن جنوبسيناء مع تحطم زجاج غالبية غرف المبنى وأنه شوهدت سيارات الإسعاف وهى تنقل القتلى والمصابين إلى مستشفيات جنوبسيناء فى الطور وشرم الشيخ الدولى. وأضاف شهود العيان أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مبنى المديرية مما أسفر عن مقتل 3 أفراد شرطة واحتراق 3 سيارات شرطة إحداها سيارة خاصة باللواء حاتم أمين حكمدار مديرية أمن جنوبسيناء، ما أسفر عن إصابته. وشرح مصدر أمنى أن 32 مصاباً تم إسعافهم ويخضع باقى المصابين للعلاج بينهم 5 حالات خطيرة، وشرحت المصادر أن قوات الأمن تفحص المشتبه فيهم وانتقل خبراء المفرقعات والمعمل الجنائى إلى مكان الانفجار. وأضاف المصدر أن المقصود من هذا الانفجار هو زعزعة الاستقرار فى الجنوب بقصد التأثير على السياحة فى جنوبسيناء وفى مصر الآن، وأضاف المصدر أنه تم فرض حراسة أمنية على المنتجعات السياحية وعلى الفنادق والشواطئ وأن الأمور تمت السيطرة عليها.