اعتبر اللواء محسن النعمانى وزير التنمية المحلية الأسبق، وكيل أول المخابرات العامة الأسبق، أن فرحة المصريين واحتفالاتهم بذكرى نصر أكتوبر هذا العام لم يسبق لها مثيل، خصوصاً أنها أول ذكرى بعد زوال حكم الإخوان وبعد أن شعر المواطنون أن البلاد عادت إلى قبضة المصريين. وقال «النعمانى» فى حوار ل«الوطن» إن الإخوان أثناء حكم الرئيس السابق المعزول تعمّدوا تهميش وتجاهل القوات المسلحة وقيادات الجيش المصرى أثناء الاحتفالات، فغاب عن الحضور من كان له الحق الأصيل فى الوجود فى هذه الذكرى وحضر من لا يعلم شيئاً عن الحرب والدماء الذكية التى بذلها الأبطال على الجبهات فى سبيل تحرير جزء غالٍ من أرض الوطن. ■ كيف ترى فرحة المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر على العدو الإسرائيلى؟ - فرحة الشعب المصرى بذكرى أكتوبر هذا العام فرحة حقيقية ولا توصف إذا ما قُمنا بمقارنتها باحتفالات العام الماضى التى أرى أنها كانت أسوأ فترة مر بها الشعب المصرى فى حياته بعد أن شعر خلالها بأن الوطن سُلب منه. ■ هل ترى أن الإخوان خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى الذى استمر على مدار عام سرقوا فرحة المصريين بنصر أكتوبر؟ - أرى أن الاحتفالات التى شهدها العام الماضى فى ظل حكم الإخوان جاءت بشكل مخيّب، ولم تكن تتناسب تماماً مع عظمة هذا النصر، كما أننى أراها استثناءً فى تاريخ مصر، حيث إنها ظهرت بشكل فاتر وغير مسبوق على الإطلاق، لأن الذى قام على تنظيمها عناصر لم تعرف معنى الانتصار على عدو سلب جزءاً عزيزاً من أرض الوطن. ■ هل هذا يعنى أن الشعب المصرى لم يشعر بأى معنى للاحتفال فى العام الماضى؟ - بالطبع، فالشعب المصرى كان يشعر بالاكتئاب بعد أن تعمّد النظام الإخوانى الحاكم خلال العام الماضى تهميش دور القوات المسلحة والجيش المصرى خلال ذكرى احتفالات النصر المجيد الذى صنعه أبطال الجيش المصرى وقهروا به أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى صوّر للعالم كله أنه الجيش الذى لا يُقهر. ■ وكيف تعمّد النظام الإخوانى تهميش دور الجيش وقواتنا المسلحة فى ذكرى النصر المجيد؟ - يكفى أنه أثناء الاحتفالات غاب الأبطال الحقيقيون عن المنصة التى جلس عليها أناس لم يعرف عنهم الشعب أنهم جاهدوا فى سبيل تحقيق نصر أكتوبر، لا من قريب أو من بعيد، بل تصدّروا أيضاً المشهد وكأنهم هم الذين حاربوا على الجبهة فى 73، كما تصدروا كلمات المنصة فى الاحتفالات، فى غياب واضح من رجال القوات المسلحة، ومن هنا شعرت الجماهير أن الإخوان سطوا على انتصار لم يصنعوه وتجاهلوا صنّاعه الحقيقيين، فكان من الطبيعى أن يشعر الشعب بالاكتئاب والحزن وعدم الفرحة، كما كان يحدث على مدار السنوات السابقة لحكم الإخوان. ■ كيف ترى الاحتفالات بذكرى أكتوبر هذا العام عن العام الماضى؟ - اختلاف كبير وشاسع يشعر به أى مواطن مهما كانت درجة ثقافته واهتمامه بما يجرى على الساحة السياسية، ويكفى أن أوضح لك أن الشعب المصرى يعيش فرحة كبيرة، وكأنها فرحة النصر فى عام 73، لأن الشعب تأكد أنه أصبح بالفعل هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصبحت كلمته هى النافذة، التى قالها فى 30 يونيو، والرد على تكليف وتفويض القوات المسلحة فى 26 يوليو. وشاء الله أن تحل ذكرى الانتصار المجيد هذا العام متزامنة مع اختتام القوات المسلحة معاركها فى سيناء ضد التنظيمات الإرهابية الدولية وتطهيرها من هذه العناصر، وهو بالفعل أمر شبيه بانتصار أكتوبر المجيد فى عام 1973 عندما طهّرت قواتنا الباسلة أرض سيناء الغالية من دنس الجيش الإسرائيلى وحطمت ما أطلقه الجيش الإسرائيلى على نفسه بأنه أسطورة العالم كله واستردت قطعة غالية من أرض الوطن. ■ تردد فى الآونة الأخيرة كثير من الشائعات حول مؤامرات تنظم الإخوان فى الداخل والخارج لإفساد فرحة المصريين.. هل ترى أنهم يستطيعون ذلك؟ - بالفعل هناك محاولات ومؤامرات مستميتة يقوم بها التنظيم الدولى للإخوان منذ سقوط النظام الإخوانى فى 30 يونيو بإرادة شعبية وإصرار جموع الشعب على عدم العودة إليه، لكن الشعب المصرى الواعى الذى ذاق المرار خلال العام الماضى أطاح بمؤامرات الإخوان لإفساد هذه الفرحة، بالإضافة إلى أن دور القوات المسلحة ومشاركتها جموع الجماهير للاحتفال بهذه الذكرى سد كل الطرق والأبواب أمام هذه المؤامرات. ■ كيف ترى خطورة استمرار المؤامرات الإخوانية لنشر الفوضى فى البلاد؟ - هناك بالفعل خطورة، خصوصاً بعد انضمام الجماعات والتيارات المتطرفة التى انفصلت عن تنظيم القاعدة واستطاعت أن توجد على أرض مصر خلال حكم الإخوان، ومن هنا أتت خطورتها فى الفترة الماضية، ولكن استمرار جهود القوات المسلحة فى استئصال شأفة الإرهاب والتصدى لهذه العناصر ساعد كثيراً فى تقليص هذا الخطر الذى بالفعل بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً.