تتعرض خطة السماح للقوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان إلى ما بعد 2014، بهدف مقاتلة فلول تنظيم القاعدة، إلى التهديد، بسبب الخلاف حول حق الأمريكيين في شن العمليات العسكرية على الأراضي الأفغانية، كما ترى الحكومة الأفغانية. ويقود الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مباشرة الآن محادثات التوصل إلى اتفاق أمني بهذا الشأن، بعد أن توقفت رغم الضغوط الأمريكية لاستكمال الاتفاق بنهاية الشهر الحالي، بحسب ما أفاد المتحدث باسم كرزاي إيمال فيزي. وتعتزم الولاياتالمتحدة سحب معظم قواتها البالغة 57 ألف جندي من أفغانستان بنهاية 2014، إلا أن لديها خطط أولية للاحتفاظ ببعض القواعد وعدد أصغر من القوات يبلغ نحو 10 آلاف جندي بعد ذلك. وصرح فيزي للصحفيين، في وقت متأخر أمس، أن "الولاياتالمتحدة ترغب في الحصول على حرية شن عمليات عسكرية وغارات ليلية وعمليات تفتيش للمنازل". واضاف "وطبقا لهم يوجد في افغانستان 75 من عناصر القاعدة، وهو امر غريب لان هذا الاتفاق سيمنحهم الحق لمدة تزيد عن العشر سنوات لشن العمليات العسكرية في اي مكان في البلاد". وتابع "ان حصول (الأمريكيين) على الحق للقيام بعمليات عسكرية احادية الجانب هو امر غير مقبول مطلقا بالنسبة للافغان". واضاف ان الجانبين لم يتمكنا من الاتفاق كذلك على كيفية تعريف الاتفاق الامني الثنائي لاي هجوم على افغانستان يمكن ان يؤدي الى تدخل اميركي لحماية البلاد. وقال "نعتقد انه عندما يتم ارسال ارهابيين لارتكاب هجمات انتحارية هنا، فان هذا هو كذلك اعتداء". واوضح "نحن شريك استراتيجي للولايات المتحدة، ويجب حمايتنا من اي عدوان خارجي. وبالنسبة لنا وللولايات المتحدة فان هذه تشكل نقطة خلاف. فنحن نختلف معهم في الراي، ونحتاج الى توضيح من الجانب الاميركي". وكان كرزاي اكد مرارا انه لن يتعجل في التوقيع على الاتفاق وان الاتفاق قد لا يتم الانتهاء من وضعه الا بعد اختيار خليفته في انتخابات ابريل. وقال فيزي "اذا تم التوقيع على الاتفاق من قبل الرئيس الحالي، فان التاريخ الافغاني سيحاسبنا اذا حدثت أية اخطاء". ووصف وزير الدفاع الاميركي تشاك هيجل الاتفاق، يوم الاثنين، بانه "مهم للغاية" لان الولاياتالمتحدة وحلفائها من الحلف الاطلسي يخططون للانسحاب من افغانستان بحلول ديسمبر 2014. وقال هيجل "امل في ان نتوصل الى ذلك الاتفاق بنهاية أكتوبر لاننا لا نستطيع التحرك بدونه". وادى انهيار اتفاق مماثل مع العراق في 2011 الى سحب الولاياتالمتحدة لجميع قواتها من ذلك البلد الذي يعاني الان من اسوأ اعمال عنف طائفية منذ 2008. وتعتقد كابول ان واشنطن اختارت "الخيار صفر" بالنسبة لافغانستان، نافية اية تشابهات مع العراق. وقال فيزي "نريد التوقيع على هذه الوثيقة ولكن نريد ان نضمن تلبية مطالبنا وشروطنا". وعلق كرزاي رسميا اتفاقا في حزيران/يونيو بعد ان اغضبه فتح مكتب لطالبان في قطر اتخذ شكل سفارة لحكومة منتظرة بزعامة الحركة المتشددة. الا ان الاتصالات السياسية استمرت بشان مسودة الاتفاق، وتولى كرزاي مؤخرا شخصيا مسؤولية المفاوضات الافغانية. ويواجه اي اتفاق يتم التوصل اليه الى عائق اخر بعد ان تعهد الرئيس بالسعي للحصول على موافقة مجلس الوجهاء (لويا جيرغا) قبل التوقيع عليه. ويمكن ان يتسبب هذا المجلس في تعطيل طويل للتوقيع على الاتفاق بسبب مناقشات وجهاء القبائل وعلماء الدين وجماعات المجتمع الدولي لاستمرار التواجد العسكري الاميركي على الاراضي الافغانية. وكانت تحالف قيادة الولاياتالمتحدة اطاح بحركة طالبان من السلطة في 2001 بسبب ايوائها زعماء للقاعدة اتهموا بانهم وراء هجمات سبتمبر على نيويوركوواشنطن. ومنذ ذلك الحين يخوض عناصر الحركة تمردا دمويا ضد قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة وضد الجيش الافغاني الجديد.