سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فشل وقف إطلاق النار في سورية والحرب الأهلية تلوح في الأفق نان:بعد أربعة أسابيع صارت مستويات العنف في البلاد غير مقبولة، وارتكب النظام انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان
حذر الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، الوسيط في اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، من احتمال "اندلاع حرب أهلية في البلاد ما لم تتراجع معدلات العنف"، وذكر عنان يوم الثلاثاء الماضي أمام مجلس الأمن الدولي أنه على الرغم من "التراجع البسيط" في الاقتتال، فإن دمشق لم تطبق خطة السلام ذات النقاط الست، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات السورية من مناطق الاضطرابات وبدء تحول سياسي يؤدي إلى نظام ديمقراطي تعددي". وقال عنان "يمكننا أن نتوصل إلى نتيجة مفادها أن الخطة لا تحقق النجاح المنشود، وأن مسارا آخر قد يتخذ وهو ما سيكون يوما شديد السوء ويوما شديد القسوة على المنطقة"، مضيفا أنه "بعد أربعة أسابيع صارت مستويات العنف في البلاد غير مقبولة، وارتكب النظام السوري انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان". وأكد عنان، خلال مؤتمر صحفي في جنيف بعد الإيجاز الذي قدمه لمجلس الأمن، "إنني متأكد من أنني لا أكشف سرا عندما أقول إن البلاد قد تدخل بدلا من ذلك في حرب أهلية كاملة، وستكون آثار ذلك مخيفة للغاية، لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك". وأوضح عنان أن "ثلاثة أو أربعة مراقبين على الأرض يمكنهم تهدئة المقاتلين". مع العلم أن هناك حاليا نحو 70 مراقبا تابعا للأمم المتحدة، ويتوقع نشر 300 مراقب عسكري غير مسلح في سورية في نهاية مايو الجاري. وتكمل الهدنة شهرها الأول اليوم السبت، حيث دخلت حيز التنفيذ يوم 12 أبريل الماضي، لكن ليست هناك بوادر على توقف القتال في وقت قريب. وكانت الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية قد صادقتا على الخطة التي أعطت فرصة لإعمال الدبلوماسية، وبعد إعلان وقف إطلاق النار في 12 أبريل الماضي بدت الأطراف المتناحرة في سورية موافقة عليها في بداية الأمر، ما أعطى أملا في أن يتوقف القتال لأيام. ومن جانبها، قالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس، في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، "إن الموقف في سورية أصبح رهيبا"، بعد سماعها تصريحات عنان. وأكدت دعوة واشنطن للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، لافتة إلى أن "الولاياتالمتحدة ما تزال تركز على زيادة الضغط على نظام الأسد وعلى الأسد نفسه للتنحي"، وأضافت "ندعم الجهود الدولية للتوسط من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء العنف، وتسهيل إجراء تحول سياسي حقيقي يفي بالتطلعات المشروعة للشعب السوري". وأكدت رايس إن السياسة الأمريكية "لا تناقض عنان لأن خطته تتضمن برنامجا ديمقراطيا سيفضي إلى نظام سياسي جديد في سورية". وأضافت أن "أعضاء مجلس الأمن الدولي يدرسون المزيد من التحركات إذا استمرت دمشق في عدم التزامها بوقف إطلاق النار"، لكن المسئولة الأمريكية لم تسهب في التفاصيل، بل أشارت إلى أن واشنطن "تساعد المعارضة السورية بوسائل غير قتالية"، لكنها لم تكشف عن المزيد من التفاصيل حول طبيعة تلك المساعدة، مؤكدة أن واشنطن "لا تضع كل ما بجعبتها في سلة واحدة، بل تبحث عن سبل أخرى لإنهاء الأزمة السورية". وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت إن الموقف في سورية "كئيب" وأن وصف عنان للموقف "أظهر أن أيا من الالتزامات التي قطعتها الحكومة السورية على نفسها في الخطة ذات النقاط الست لم تطبق بشكل كامل"، وأردفت قائلا أن "العنف على وجه الخصوص مستمر، والمناورات العسكرية مستمرة، وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة".