لا أفضل صفة «المؤقت» قبل اسم الرئيس التونسى «منصف المرزوقى»، لأن الوصف الأدق له أنه «كومبارس»، لأن الحاكم الفعلى لتونس والمحرك للأحداث هو «راشد الغنوشى»، زعيم حركة «النهضة» الإسلامية! لقد خرس «المرزوقى» تماماً فلم ينطق بكلمة تتعلق بالشلل السياسى فى «تونس» أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرر الرقص على جثة مصر.. دون أن ينتبه إلى أنه يرقص داخل حقل ألغام، مفخخ بالثوار وإرادة الشعب المصرى، والسيادة الوطنية والديمقراطية التى لا يتقنها. ذهب طبيب الأعصاب إلى الأممالمتحدة فاقداً أعصابه، فحركة «النهضة» تتراجع أمام القوى الليبرالية، و«الغنوشى» قبل بحل الحكومة الحالية «مبدئياً»، كمنطلق لحوار وطنى مع المعارضة العلمانية، فى خطوة حتماً ستقود لانتخابات جديدة.. بينما «المرزوقى» يطالب بالإفراج عن «مرسى».. وكأنما كان يدافع عن مصير يتهدده هو وقيادات حركة «النهضة». لم يذكر «المرزوقى» شيئاً لقادة العالم عن الاغتيالات السياسية للمعارضين فى بلاده، رغم أنه اتهم تنظيم «أنصار الشريعة» التونسى بتنفيذ تلك الاغتيالات فى حواره لصحيفة «الحياة» اللندنية. لم يشر من قريب أو بعيد للقمع ومصادرة حرية الرأى فى تونس، ومحاكمة مالك قناة «الحوار»، المعارض السياسى الشرس لحكومته «الطاهر بن حسين»، واتهامه بالتحريض على العصيان وقلب النظام.. إنه نفس منهج «الإخوان». نفس الوقاحة فى إدانة الآخر والتدخل فى شئون دول ذات سيادة، للتعتيم على جرائمهم وحكمهم المستبد. «السلطة» أعمت المناضل اليسارى «الذى كان» وأصبح مثل عرائس الماريونيت فى يد زعيم «النهضة».. وأصبح الإعلام التونسى يطنطن بنفس تعبيرات الإخوان الإرهابيين عن «الشرعية» و«الانقلابيين».. وبالتالى ف«تمرد» هى الحل!!. فشلت حركة «النهضة» فى صياغة دستور لتونس، رغم مرور عامين على انتخاب المجلس الوطنى التأسيسى.. ورغم ذلك لم يخجل «المرزوقى» من المزايدة حتى على الرئيس الأمريكى «باراك أوباما»، الذى خضع لإرادة المصريين التى تجلت يوم 30 يونيو. لم يكن غريباً استدعاء السفير المصرى من تونس، لكن الغريب فعلاً والمثير للإعجاب هو استدعاء دولة «الإمارات العربية» لسفيرها فى تونس «للتشاور حول المستجدات الإقليمية والعلاقات بين البلدين»، والتأكيد على أن ما فعله «المرزوقى» هو (دفاع مكشوف عن جماعة بحد ذاتها، وليس حرصاً على الديمقراطية)!!. قد يكون «المرزوقى» بحاجة لعلاج نفسى، بعد صدمته فى سقوط الإخوان بمصر، أو قد تكون رعونته نتيجة الزلزال السياسى الذى يجتاح تونس، وينذر بسقوطه.. لكن فى كل الأحوال أقول له: «من أنت»؟؟. هل أنت المناضل اليسارى الذى فر إلى فرنسا من بطش الرئيس السابق «زين العابدين بن على».. أم أنك مجرد مندوب لحركة «النهضة»، التابعة لتنظيم الإخوان، فى قصر الرئاسة.. أم أصبحت مجرد «مسخ» يحمل ملامح المناضل القديم وذنوب النظام الحاكم؟! لا تقل إن تونس مؤتمنة على الربيع العربى، لقد حولتم الأوطان إلى جحيم بالفاشية الدينية والاستئثار بالسلطة.. أنتم أصلاً لستم أهلاً لحمل أمانة تونس. والربيع العربى تحول على أيديكم إلى ثورة إسلامية ترفضها شعوب تواقة للحرية.. حتى وجه «تونس الخضراء» أصبح ذابلاً يعانى اللون الأصفر الذى أدمنتموه بمرحلة انتقالية لا تنتهى.. واغتيالات لا تتوقف. لقد فشل مشروعكم من هنا، من مصر، وتنظيم الإخوان الدولى أخذ يتساقط مثل قطع «الدومينو».. ونحن نعلم جيداً أن فرع تونس للإخوان المسمى ب«النهضة» لن يغفر لنا ذلك. نعم كتبنا «النهاية» يوم 30 يونيو.. فانتظروا مصيركم على يد شعبكم.