قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن تنظيم الإخوان يترنح، وإنه بعد حرق مقره الرئيسى فى القاهرة، وإلقاء القبض على قياداته، اتجه التنظيم إلى العمل السرى داخل البلاد، وخارجها أيضاً، وانتقل نشاط التنظيم لمكان غير متوقع هو شمال لندن، وأشارت المجلة إلى أن تنظيم الإخوان يمارس نشاطه من خلال مكتب وصفته بأنه «مدفون» داخل العاصمة البريطانية لا يعلم أحد عنوانه، وتابعت المجلة أن المكتب الصحفى للإخوان فى لندن أصبح يعتبر من أهم أماكن عمل الإخوان وأكثرها نشاطاً، ويتم من خلاله التنسيق مع مكاتب الإخوان فى جميع أنحاء العالم، لإرسال أحدث تصريحات صحفية، وتنظيم الاحتجاجات والخروج باستراتيجيات جديدة، بما فى ذلك التعاقد مع محامين بريطانيين بارعين للتعامل مع التحديات القانونية للحكومة المصرية الجديدة. وتابعت المجلة: «هذا ليس شيئا مفاجئا، فلندن هى المكان الطبيعى للإخوان خارج مصر، فهى مقر موقع الإخوان باللغة الإنجليزية إخوان ويب الذى أطلق فى عام 2005 ليرسم صورة الوجه الإخوانى الصديق للغرب، كما أن إبراهيم منير المتحدث باسم الإخوان فى أوروبا يقيم فى العاصمة البريطانية والرجل الثانى فى قيادة الجماعة جمعة أمين يسعى حاليا للإقامة الدائمة فى لندن بعد زيارته لها لتلقى العلاج الطبى وبدء الاعتقالات لقيادة الإخوان فى مصر». ونقلت المجلة عن إحدى عضوات التنظيم قولها إن وظيفة مكتب لندن هى تنظيم الاحتجاجات الأسبوعية فى العاصمة البريطانية لدعم مرسى، كما نظم مؤخرا سلسلة بشرية بشارع أكسفورد فى منطقة التسوق الرئيسية فى المدينة، كما يعمل المكتب الآن فى توكيل عدد من المحامين البريطانيين المشهورين منهم مايكل مانسفيلد، الذى مثل محمد الفايد فى التحقيق فى وفاة الأميرة ديانا لبدء الإجراءات القانونية ضد الحكومة المصرية التى يحتمل أن تكون فى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت صحيفة «يو إس إيه توداى» إن الإخوان لم ينتهوا بعد فى مصر على الرغم من خروجهم من الحياة السياسية، فما زالوا يعملون بشكل سرى تحت الأرض ويعقدون اجتماعاتهم فى مكاتب المحاماة أو العيادات الخاصة أو حتى منازل أعضاء التنظيم بشرط ألا تطول هذه الاجتماعات أكثر من ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، ونقلت الصحيفة ما قاله خالد معاطى أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة أن التنظيم لديه مكاتب خاصة لا أحد يعلم شيئاً بخصوصها، وأضاف أنهم أحياناً يتقابلون فى منازل الأعضاء حتى يقرروا خطوتهم القادمة. وتابعت المجلة: «تنظيم الإخوان عاد للعمل تحت الأرض كما كان منذ عقود»، واستشهدت الصحيفة بقول «خليل العنانى»، زميل معهد دراسات الشرق الأوسط فى العاصمة واشنطن، إن الإخوان يمتلكون تاريخا رائعا فى العمل تحت الأرض والأداء فى مثل هذه البيئة وبالتالى فهذا ليس شيئا جديدا عليهم، كما يمكنهم التعود على ذلك بسهولة.