اعتبر دبلوماسيون فى تصريحات ل«الوطن»، أمس، أن الحرب التى تخوضها مصر على الإرهاب لعبت دورا فى تغير الموقف الأمريكى تجاه نظام ما بعد عزل محمد مرسى، ولكنهم رهنوا استمراره بسرعة تنفيذ خارطة الطريق. وأرجع السفير رخا حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، الفضل فى تطور الموقف الأمريكى من مصر إلى العمليات الإرهابية، وقال: أثبتت للعالم أن الجيش المصرى انحاز لإرادة الشعب وأنقذه من إدارة الإخوان «الإقصائية» فى الحكم، و«الإرهابية» بعد عزل الرئيس محمد مرسى. أضاف أن خطاب «أوباما» فى الأممالمتحدة يدل على حرص بلاده على استمرار علاقتها الاستراتيجية بمصر التى وصفها ب«رمانة الميزان» للشرق الأوسط التى تضمن استمرار السلام والعلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب. وأوضح السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التطورات على الأرض هى التى دفعت «أوباما» لتطوير موقفه، وقال: «مع فضح حقيقة الإخوان ونواياهم فقدوا مصداقيتهم لدى الأمريكان وقطاع كبير من الرأى العام العالمى، فأصبح تمسك الإدارة الأمريكية بأن ما حدث انقلاب وليس ثورة شعبية يعد ضربا من العبث. وتابع: «الولاياتالمتحدة أدركت أن الدفاع عن مصالحها فى المنطقة لن يتحقق بدون الاستقرار فى مصر من خلال نظام ديمقراطى حقيقى، وليس نظام الإخوان الذى قدم تنازلات للولايات المتحدة مقابل تثبيت حكمه». ولفت السفير محمد أنيس سالم، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إلى أن تطور موقف «أوباما» امتثال لقواعد ما سماه «المدرسة الأمريكية البراجماتية» التى تفرض عليه ضرورة تغيير مواقفه ساعة بعد ساعة سعيا وراء مصالح واشنطن. وأشار إلى أنه بالرغم من إيجابية الموقف الأمريكى الآن فيما يخص مصر، فإنه لا يمكن التعويل عليه لاستمرار هدوء العلاقات، مؤكدا أن الأزمة ما زالت قائمة وأن تنفيذ خارطة الطريق رهان لا بد أن تربحه مصر لتضمن المزيد من التأييد، مشيدا بالدور الذى تلعبه الدبلوماسية المصرية بقيادة وزير الخارجية نبيل فهمى.