انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة جديدة وغريبة فى نفس ذات الوقت على مجتمعنا المصرى، فبدأنا نسمع عن أناس انتحلوا صفة هى ليست بهم، فنجد من يدعى أنه دكتور، أو ضابط شرطة أو صحفى وهم فى حقيقة الأمر ليسوا كذلك. وانتحال الشخصية هو الظهور أمام الغير بمظهر الذى تم انتحال شخصيته بحيث الناظر إليه والمتعامل معه يعتقد دون شك أنه يتعامل مع من تم انتحال شخصيته، فإذا انتحل شخصية ظابط الشرطة فهو يعامل معاملة الضابط بالتمام والكمال لا ينقص منها شيء، ومنهم من ينتحل صفة الطبيب وهو لم يدرس الطب من الأساس، ويبدأ فى مزاولة مهنة الطب مما يتسبب فى أضرار جسيمة على المجتمع، ويهدد أرواح كثيرة بالخطر والموت أحيانًا وتكون ضحية لمثل هذه الجريمة الذى يعانى فاعلها بخلل نفسى على الأغلب، على اعتبار أن الفرد قد فشل فى دراسته ويريد أن يكون طبيبًا دون التقييد بدراسة جامعية أو ضوابط مهنية، ويحاولون محاكاة نفس الممارسات الذى يقوم بها الشخص منتحل صفته من حيث اللغة والمصطلحات وربما نفس الزى فى بعض الأحيان. وذكر لى أحد الأصدقاء تزايد أعدادهم بمسميات مختلفة منها ( سفير السلام، عضو اللجنة العليا لكذا، الصحفى..، الإعلامى ..، المحامى..، الدكتور..) وهو يستغل كل هذه المسميات بغرض تحقيق وجاهة اجتماعية أو مكاسب شخصية أو جماعية، وحب الشهرة والظهور وإشباع نقص أو خلل فى شخصيته. وبمطالعة القانون المصرى وجدنا مواد تطبق على هذه الجريمة الحبس من ثلاثة شهور إلى ثلاث سنوات عقوبة انتحال الصفة حيث تنص المادة 155 من قانون العقوبات على أنه كل من تداخل فى وظيفة من الوظائف العمومية ملكية كانت أو عسكرية من غير أن تكون له صفة رسمية من الحكومة أو إذن منها بذلك أو أجرى عملاً من مقتضيات إحدى هذه الوظائف يعاقب بالحبس. فانتحال الصفة هى جريمة يعاقب عليها القانون تصل عقوبتها إلى ثلاث سنوات، وعلى المنتحل أن يسلك قنوات مشروعة يمكن أن يكمل بها دراسته والحصول على أى مؤهل دراسى شاء، ويرفع من كفائته دون إلحاق ضرر وأذى بالمجتمع نتيجة انتحاله صفة ويمارسها دون أدنى علم أو مسؤولية، فعلى سبيل المثال من يريد أن يقدم نفسه للمجتمع على أنه دكتور أو حاصل على درجة الدكتوراه فعليه بالتسجيل فى أحد الجامعات لدرجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه، ويحصل عليها بشرف وتعب وشغف وحب التعلم ويكون محل مسؤولية وهكذا حتى لا يسئ لأصحاب المهنة ووضعهم، وهذا ينطبق على كل المهن والصفات.