«البلدية جاية».. هتاف من أحد الباعة الجائلين الذين افترشوا ببضائعهم منطقة السيدة عائشة، لإنذار بقية زملائه حتى لا تلاحقهم قوات الأمن وتصادر أرزاقهم، فالأحداث الدامية والتوتر الأمنى الذى تعيشه مناطق شتى فى القاهرة الكبرى، كان سببا فى التكثيف الأمنى بالمنطقة، وإزالة معظم إشغالات الطرق.. «سامحونا عاوزين ناكل عيش» لافتة وجدها الشابان «ماندو» و«هيثم» طريقة جديدة ل«فك النحس» عن عربتهم للمشروبات المرطبة بعد أن أزالتها «البلدية» مئات المرات، فهى مصدر الرزق الوحيد الذى يمتلكه كل منهما فى ظل أزمة بطالة طاحنة. «العربية الصغيرة دى فتحت بدل البيت اتنين.. وإحنا زينا زى بقية الناس اللى مش لاقية تاكل»، أحمد السيد الذى عرف بين زملائه من الباعة ب«ماندو» قرر الدفاع عن مشروعه الذى تقاسمه مع صديقه هيثم بإطلاق اسمه على عربته، يتابع الشاب الثلاثينى: «أنا فضلت آكل لقمتى بعرق جبينى ولا إنى أسرق ولا أمد إيدى عشان أصرف على عيالى، ومش ذنبى إن الحكومة مش عارفة توفر لى مكان آكل منه بالحلال». «ماندو» بعد انتشار قوات الأمن وإزالتها ل«سبوبة» معظم أصدقائه حسب تعبيره، قرر مراوغة العناصر الأمنية عن طريق انتقاله بالعربة فى شوارع متفرقة بمنطقة السيدة: «شوية بابقى فى أول السيدة وشوية ألف فى الخليفة والسيدة نفيسة، والحمد لله ربنا بيرزق مكان ما باكون»، الأمل فى تلبية الحكومة لرغبتهما لا يترك الشاب الثلاثينى: «يمكن بعد ما قلنا الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة نعرف ناكل عيش».