بين كل الأبواب التى فتحت أمامه، اختار أن يضع بصمته فى عالم السياسة من بوابة الدين، أطلق العنان لتصريحاته، هنا يهاجم دولاً وجيوشاً، وهناك يحرض على القتل، وفى وقت الأزمات يستبيح التدخل الأجنبى فى الدول العربية، حججه الجاهزة دائماً ما تخلط الدين بنزيف الدم، أيد ضمنياً فى إحدى خطبه توجيه القوى الغربية ضربة عسكرية ضد النظام السورى، دعا الشعب المصرى للتظاهر والاقتتال ضد الجيش أو ما سماه -الانقلاب العسكرى- باعتباره فرض عين، لم يعد يتعجب أحد من كلمات يوسف القرضاوى التى تصدر من منبره التحريضى بعاصمة قطر، منبر الشيخ يسير وفقاً لتردد قناة «الجزيرة» برعاية قطرية. مريدو الشيخ الثمانينى لطالما تبركوا بتقبيل يده فى المحافل الدولية، فى الوقت الذى كان يخذل الجميع بمجرد وقوفه وسط حاخامات اليهود لالتقاط بعض الصور، وصفه أحد شيوخ التيار السلفى بأنه «الشيخ الوحيد الذى يفتى حسب بوصلة أمريكا وإسرائيل وقطر»، غايته دائماً ما تبرر وسائله، يجيد تصوير الأشياء وفقاً لأهوائه الشخصية، استخدم قصة سيدنا يوسف عليه السلام لتحريض الإخوان على استمرار الاعتصام فى «رابعة والنهضة»، «اصبروا فالتمكين يكون بعد الابتلاء»، من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة يقف ليتلو ما يملى عليه، وسرعان ما يقابل ردود أفعال تجاه كل خطبة جمعة تنتهى أكثر من مرة بوضع اسمه على قائمة الممنوعين من دخول بعض الدول. لم يكن موقف دولة الكويت تجاه «القرضاوى» بصفته رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين هو الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فبينما أثارت زيارته استياء بعض القوى السياسية والبرلمانية لوجوده فى بلد حرض على قيام ثورة فيها فى خطب عدة من منبره القطرى، والتى أدت إلى مغادرته البلاد بعد ساعات من وصوله، وقبل حضوره المؤتمر الذى حضر من أجله، تشابه الأمر مع مواقف سابقة تعرض لها وقت منعه من دخول بريطانيا وفرنسا والإمارات لأسباب عدة، اختلفت فى تفسيرها واتفقت فى مسماها «الشيخ المحرض دائماً»، ومنذ أيام تقدم رئيس مجلس العلماء التابع لدار الإفتاء الروسية بطلب لوضع القرضاوى على قائمة المنع من دخول البلاد أيضاً، ليظل اسم «القرضاوى» مدوناً فى سجلات مطارات عربية وأجنبية باللون الأحمر، فباتت نتائج جولاته إما عائداً مطروداً أو ممنوعاً. لم ينكر الشيخ الأزهرى انتماءه لتنظيم الإخوان الذى تعرض على أثره للسجن عدة مرات، وبعد رفضه تولى منصب المرشد وفقاً لتصريحات سابقة، سافر إلى الدولة الحاضنة للإخوان، وما هى إلا سنوات حتى حصل على الجنسية القطرية بأريحية شديدة، اعتبرها «القرضاوى» تأشيرة عبوره لكسب تأييد التنظيم وتدويل قضيته ظالماً كان أو مظلوماً.