"عاوزين نلحق ندي الدم للأطفال اللي محتاجينه قبل ما يسيل على الأرض"، كلمات الشهيد البطل أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة الذي استشهد في معركة البرث هو وعدد كبير من أبطال كتيبته، ولكن لم يطول به العمر ليحقق رغبته وأمنيته ويقود أصدقاءه وأقاربه وأبطال كتيبته للتبرع بالدم لأطفال مستشفى 57357 "ليستفيدوا من دمائهم الطاهرة قبل أن تسيل على الأرض"، كما قال البطل. دماء الشهيد أحمد منسي وأبطال الكتيبة 103 صاعقة سالت وروت أرض سيناء، ولكنها لم تراق هباء، أسيلت من أجل إحياء 100 مليون مصري وليس فقط أبطالنا من الأطفال ممن يحاربون مرض السرطان بمستشفى 57357، وكما كان الشهيد البطل مخلصا لدينه وأرض بلاده، كان أصدقاؤه وعائلته أيضا مخلصين له ولأمنيته وأصروا على أن ينفذوا رغبته والذهاب لمستشفى 57357 وزيارة الأطفال المرضى، والتبرع بالدم لهم، وبالفعل جهزت للفاعلية والتنسيق مع إدارة المستشفى وتجمع عدد كبير من أهل وأصدقاء المنسي، ولم يقتصر الحضور على أهله وأصدقائه فقط، بل لبى رغبته محبين له لم يلتقوا به سابقا من محافظات مختلفة علموا بالفاعلية عن طريق "فيس بوك"، وجاءوا لتلبية رغبة البطل. ومن الفاعلية من مستشفى 57357، علق الدكتور رضا منسي شقيق الشهيد، قائلا إن التجمع اليوم للتبرع بالدم تنفيذا لرغبة شقيقه قبل استشهاده، الذي قال لزملائه: "عاوز أروح أتبرع بالدم بسرعة قبل ما دمي ينزل على الأرض"، موضحا أنهم خططوا لتنظيم الفاعلية يوم اليتيم، ولكن نظرا للزحام فضلوا المجيء قبلها بأيام. ولفت شقيق البطل إلى أن الأشخاص الموجودون في الفاعلية أصدقاء الشهيد أحمد منسي ممن خدموا معه بالجيش، وزملائه وأقاربه، معربا عن سعادته بالأعداد التي لبت النداء، مشيرا إلى أن هناك من لبوا النداء لم يلتقوا بالشهيد من قبل. فيما قال المهندس محمد صابر منسي شقيق الشهيد، إنه سعيد للغاية لتنفيذ رغبة أخيه، ويشعر بالفخر بتنفيذ رغبة أخيه، موضحا أنه جمع الناس عن طريق "فيس بوك"، مؤكدا أن "العدد الذي حضر مرضي جدا". وأوضح حسام حسني الصديق المقرب من البطل أحمد منسي: "دي حاجة أحمد الله يرحمه كان نفسه فيها، هو وصديقه الشهيد وائل كمال أحمد كان في دمغه الموضوع ده من زمان، وكان من زمان عاوز ييجي يتبرعلهم، وماكانش عاوز يتبرعلهم بدم بس كان ناوي أكتر من كدا بكتير، وإحنا جينا النهارده ننفذ حاجة من اللي كان منسي بيحلم بيها، وكان نفسه فيها". وقال البطل محمد التهامي أحد رجال الشهيد البطل أحمد منسي من كتيبة 103 صاعقة وأحد أبطال معركة البرث، الذي أنهى خدمته بسبب إصاباته البالغة في المعركة، إنه سعيد للغاية للمشاركة في تحقيق أمنية الشهيد البطل أحمد منسي قائده. وأضاف التهامي، ل"الوطن"، أنه يفقد قائده الشهيد منسي كثيرا فهو بالنسبة له كان القائد والمعلم والأب، ولن يعوض مرة أخرى، موضحا أنه بعد أن سالت دماؤه في معركة البرث على الأرض من أجل مصر وأبناء مصر، اختار أن تسيل مرة أخرى من أجل إنقاذ أطفال مصر. وتابع التهامي: "أنا لما كنت مصاب نزفت دم كتير واتنقلي دم كتير جدا، ولقيت الدم اللي أنقذ حياتي وأقل حاجة إني أساهم وأنقذ حياة أطفال، وأتبرع بالدم". كما شارك في الفاعلية حسام صلاح الشقيق الأصغر للشهيد البطل محمد صلاح شهيد معركطة البرث أيضا، وقال حسام إنه علم بشأن الفاعلية عن طريق "فيس بوك"، وأصر على الوجود والمشاركة في تلبية رغبة الشهيد البطل أحمد منسي قائد شقيقه الشهيد البطل محمد صلاح. وأضاف حسام: "أخويا كان بيحب الشهيد منسي، وكل المقربين من الشهيد منسي بيقولو إنه كان بيحب محمد جدا، وكان يشيد بأخيه دائما، وكان بيقول على محمد أخويا إنه ولد مجبتهوش ولادة في المدفعية". وتابع شقيق الشهيد صلاح: "زي ما أخويا روى أرض سيناء بدمه أنا النهاردة جاي أتبرع بدمي، وربنا يشفي الأطفال الأبطال دول". وقال حاتم ناجي صديق الشهيد أحمد منسي، إن اليوم إهداء للقائد منسي ولكل الشهداء، موضحا أن اليوم حضره عدد كبير من أصدقائه وأهله وعدد كبير لم يراه من قبل وسمع عنه فقط، واختتم حديثه: "أي حاجة الشهيد قالها أعملها لو في آخر الدنيا علشان حبي ليه". وقال أحمد حازم بوتشر أحد المشاركين في الفاعلية: "يوم جميل جدا، فرحان جدا إني بتبرع بالدم وهنفذ وصية واحد كان نفسه يتبرع بجزء من دمه بس ملحقش للأسف علشان منسي قدم دمه كله لمصر.. كان لازم ننفذ وصيته علشان يرتاح في قبره.. وربنا يلحقني بيه علشان أقدم دمي كله لتراب البلدي، وأنا ماعرفشي البطل منسي شخصيا بس سمعت عنه من ظابط أعرفه وكلمني عن رجولته وأدبه ومن ساعتها بقا تواصلت مع عائلته وبقيت أزوره في القبر". فيما نوه الدكتور رضا منسي شقيق الشهيد البطل أحمد منسي عن تنظيم مارثون يوم 6/7/2018 لإحياء ذكرى استشهاد البطل منسي، ويبدأ المارثون بتجمع أهل منسي وأصدقائه وزملائه وكل محبيه من المصريين والجري في المارثون وصولا لمقابر عائلة منسي بالعاشر من رمضان.