أثار رعب واشنطن وتل أبيب.. من هو إبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل؟    وزير الخارجية: تقسيم السودان خط أحمر، وقضية مياه النيل حياة أو موت، وخسائرنا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس 6 مليارات دولار، لا بد لإسرائيل أن تنسحب من رفح ومحور فيلادلفيا    موعد الشباب ضد التعاون في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    حدث ليلا.. تطورات جديدة بشأن حزب الله وإسرائيل والحرب على غزة (فيديو)    موعد مباراة يوفنتوس ضد نابولي في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    عاجل.. فيفا يعلن منافسة الأهلي على 3 بطولات قارية في كأس إنتركونتيننتال    موعد انكسار الموجة الحارة وتوقعات حالة الطقس.. متى تسقط الأمطار؟    حبس متهم مفصول من الطريقة التيجانية بعد اتهامه بالتحرش بسيدة    رسميا.. رابط الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل الصف الثاني الابتدائي    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    فلسطين.. شهيد وعدة إصابات جراء قصف الاحتلال لمنزل في خان يونس    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    عمرو أديب: بعض مشايخ الصوفية غير أسوياء و ليس لهم علاقة بالدين    هل يؤثر خفض الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في مصر؟    فصل التيار الكهرباء عن ديرب نجم بالشرقية لأعمال الصيانة    النيابة تأمر بإخلاء سبيل خديجة خالد ووالدتها بعد حبس صلاح التيجاني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    أرباح أكثر.. أدوات جديدة من يوتيوب لصناع المحتوى    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    هاني فرحات: جمهور البحرين ذواق للطرب الأصيل.. وأنغام في قمة العطاء الفني    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    عاجل - رياح وسحب كثيفة تضرب عدة محافظات في العراق وسط تساؤلات حول تأجيل الدراسة    "حزب الله" يستهدف مرتفع أبو دجاج الإسرائيلي بقذائف المدفعية ويدمر دبابة ميركافا    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    مواصفات فورد برونكو سبورت 2025    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعزى وزير الداخلية فى وفاة والدته    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    مواصفات هاتف Realme P2 Pro الجديد ببطارية كبيرة 5200 مللي أمبير وسعر مميز    ملف يلا كورة.. تأهل الزمالك.. رمز فرعوني بدرع الدوري.. وإنتركونتيننتال في قطر    نائب محافظ المركزي المصري يعقد لقاءات مع أكثر من 35 مؤسسة مالية عالمية لاستعراض نجاحات السياسة النقدية.. فيديو وصور    صرف فروقات الرواتب للعسكريين 2024 بأمر ملكي احتفاءً باليوم الوطني السعودي 94    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    وزير الثقافة بافتتاح ملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة: سندعم المبدعين    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    راجعين.. أول رد من شوبير على تعاقده مع قناة الأهلي    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    ريم البارودي تنسحب من مسلسل «جوما» بطولة ميرفت أمين (تفاصيل)    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    أوقاف الفيوم تفتتح أربعة مساجد اليوم الجمعة بعد الإحلال والتجديد    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الإفتاء: مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها محرم شرعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الهلباوى: نسبة «الإسلاميين» فى مصر لا تتجاوز 5%
ممثل التيار الإسلامى فى لجنة الدستور ل«الوطن»: المادة 219 تفرق الأمة وسأطالب بإلغائها
نشر في الوطن يوم 14 - 09 - 2013

قال الدكتور كمال الهلباوى، ممثل التيار الإسلامى بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن دستور 2012 لم يحقق الحد الأدنى من التوافق، وبه العديد من الملاحظات التى يجب تعديلها كى يعبر عن كل المصريين وهوية الوطن، وليس هوية تيار بعينه، وتوقع نجاح «لجنة الخمسين» فى أداء مهمتها لأنها متوازنة وتعبر عن تنوع المجتمع، حسب وصفه، وتضم كفاءات ومتخصصين عديدين.
وأوضح «الهلباوى» أنه يشارك فى اتصالات مع إسلاميين وبعض المنتمين للإخوان، بهدف إنهاء العنف والوصول إلى حل سلمى، مضيفاً أنه على اتصال مستمر مع بضع شباب الإخوان، وينصحهم بالبعد عن القيادة الحالية للتنظيم والاندماج فى المجتمع ومع شباب الثورة، لافتاً إلى أن قيادات الإخوان فشلوا فى حكم مصر، ووضعوا شروطاً قاسية للمصالحة بعد 30 يونيو، حالت دون إنجازها، واعتبر أن فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، كان ضرورياً.
دستور 2012 لم يحقق الحد الأدنى من التوافق و«30 يونيو» ثورة عظيمة أكبر من ثورة 25 يناير.. ومن يصفونها ب«الانقلاب» يُدلّسون
قيادات الإخوان رفضت كل النصائح بفض الاعتصام ووضعت شروطاً قاسية للمصالحة
■ فى البداية.. ما رأيك فى تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟
- تشكيل اللجنة هذه المرة أفضل من تشكيلها فى المرة السابقة، لأن التشكيل السابق كان يمثل فى أغلبه اتجاهاً واحداً هو «الإسلامى» رغم وجود بعض العناصر الأخرى القليلة التى انسحبت فيما بعد، أما التشكيل الحالى فهو يشمل جميع التيارات الفكرية بمصر. وهذا فارق أساسى بين تشكيل لجنة الدستور فى المرة السابقة وتشكيلها الحالى المتنوع والمتوازن.
نحن نريد دستوراً يمثل كل المصريين وهوية الوطن، وليس دستوراً يمثل تياراً واحداً، أو اتجاهاً بعينه، أو يعبّر عن هوية حزب دون هوية الوطن ككل بثرائه وتنويعاته.
■ ما تقييمك لدستور 2012 الذى تستعدون لإجراء تعديلات عليه؟
- دستور 2012 فيه العديد من العيوب والملاحظات التى لا تليق بمصر بعد ثورتين عظيمتين، ومحمد مرسى نفسه اعترف فى الخطاب قبل الأخير بأنه «دستور ليس محل توافق»، وسيجرى تشكيل لجنة لتعديل المواد المختلف حولها، لكن الوقت كان قد فات. وهو لم يستمع لكل القوى الوطنية والشخصيات السياسية الكبيرة الذين طالبوا بذلك مراراً وتكراراً. وهذا الدستور ما كان يجب أن يستمر بشكله الذى جرى الاستفتاء عليه، لأنه من «العيب» أن يكون الدستور الوطنى بهذا الشكل، دون أن يمثل كل المصريين، ولا يحقق الحد الأدنى من التوافق، وكان لا بد من تعديله بصورة واسعة.
■ ومن وجهة نظرك.. ما أهم تلك التعديلات؟
- أمور عديدة، ربما يكون من الصعب حصرها الآن إلا بعد اجتماعات للجنة، لكن بشكل عام يجب أن نكون متواضعين، بلا استكبار أو استعلاء كما حدث فى اللجنة التى أخرجت هذا الدستور، وكتبت عنه أنه «أعظم دستور لأعظم شعب»، وأنا قلت إن هذا «ليس أعظم دستور ولا نحن أعظم شعب»، نحن شعب من الشعوب «المتخلفة والنامية»، وعليها أن تخوض مشواراً طويلاً وتعمل بصورة أفضل فى جميع المجالات، كى نصبح «أعظم شعب». التواضع والأدب من خلق الإسلام، ويجب أن يتسم بهما من يكتبون دستور البلاد.
فى أول سطر من الدستور كتبوا: «هذا هو دستورنا.. وثيقة ثورة الخامس والعشرين من يناير»، وهذا لا يمكن أن يكون وثيقة ثورة 25 يناير، ولا اللجنة الدستورية كانت مشكّلة لتضع وثيقة للثورة، فوثيقة الثورة يكتبها الثوار أنفسهم، وليس أعضاء عيّنهم مجلس شعب باطل، فهذا مخادعة وتدليس.
■ ما موقفك من المادة 219 المفسرة للمادة الثانية من الدستور؟
- أنا أرفض هذه المادة، وأقف ضدها. فطول الوقت كان الدستور ينص فى مادته الثانية على أن «الإسلام دين الدولة»، و«اللغة العربية لغتها الرسمية»، و«مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع»، ولم يكن هناك اختلاف على هذا حتى بين المسلمين والمسيحيين. فظهر فى الوجود فجأة، نتيجة التيار الواحد الذى سيطر على اللجنة السابقة للدستور، هذه المادة المثيرة للجدل والاختلاف وغير المفهومة لعامة لشعب، ولا يفهمها إلا المختصون، وحتى هؤلاء يختلفون فيها.
ولو سألنا أى اثنين من المواطنين، حتى المتعلمين والمثقفين: ما الأدلة الكلية؟ سيختلفون. ولو سألنا عن القواعد الأصولية والفقهية، لن يعرفوها أيضاً، المتخصصون والدارسون أنفسهم يختلفون فى مثل هذه النقاط، ومصادر «أهل السنة والجماعة» التى تذكرها المادة متنوعة جداً، ومُختلف حولها، فكيف نورد مادة مثل هذه فى الدستور. فأنا لا يمكن أن أضع فى الدستور شيئاً يفرّق الأمة، ويجعلها تختلف، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالدين والشريعة. الدين الإسلامى هو دين الدولة الذى يفهمه ويعرفه الناس حتى لو لم يكونوا متخصصين. فقواعد الإسلام وأركانه الثابتة والمبادئ العامة للشريعة يعرفها الفلاح والعامل والناس جميعاً وليست محل اختلاف بين أحد. وهناك العديد من المواد الأخرى التى تحتاج للمراجعة، ولا يتسع المقام لذكرها.
■ هل أنت متفائل بعمل اللجنة الحالية وتضمن ألا تتكرر مأساة اللجنة السابقة للدستور برئاسة حسام الغريانى؟
- أدعو الله أن يوفقنا جميعاً، وأن ننجز الدستور بشكل يليق بالمصريين وثورتهم العظيمة. نحن نعلم أنه لا يوجد عمل بشرى كامل أو معصوم من الخطأ، لكن تشكيل اللجنة هذه المرّة بالتنوع الثقافى والفكرى والتعليمى الموجود من المؤكد أنه سيسهم فى تعديل الدستور بصورة أكثر توفيقاً وصواباً عما سبق إجراؤه.
■ ما ردك على ما يردده بعض التيارات الإسلامية، وحتى قيادات بحزب النور الممثل بالخمسين، من أن اللجنة غير متوازنة وأن القوى الليبرالية وجبهة الإنقاذ يسيطرون عليها؟
- هؤلاء لو نظروا إلى النسبة والتناسب فى المجتمع المصرى، لوجدوا أن الإسلاميين كلهم لا يشكلون 1 أو 2 أو 5%، فلو أنهم يؤمنون بالديمقراطية والتعددية لأدركوا أن تمثيل الإسلاميين ب5% أو 10% على أقصى تقدير هو أمر طبيعى. الأهم من ذلك أنهم للأسف يعتبرون أن الإسلاميين هم المنخرطون فى الإسلام السياسى، فيجب أن يكون الشخص عضواً فى حزب إسلامى كى يصفونه بأنه من الإسلاميين. فلا أعرف كيف ينظرون لمفتى الجمهورية العضو باللجنة، والدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الممثل باللجنة أيضاً، وغيرهما. هل هؤلاء غير إسلاميين لأنهم ليسوا أعضاء فى حزب النور ولا الحرية والعدالة ولا البناء والتنمية. ما هذا الفهم الأعوج؟
■ بعض هذه الاتهامات وُجهت لك، وقال المهاجمون إن الدكتور الهلباوى لا يمثل التيار الإسلامى، برغم تاريخك الطويل.. كيف واجهت هذا الأمر؟
- لم تزعجنى هذه الأقاويل، وهم كما قلت لك لا يعتبرون الرجل إسلامياً إلا بأن يكون عضواً فى حزبهم، فهؤلاء فقط هم الإسلاميون، وكأن الإسلام نزل فى تلك الأحزاب فحسب، وأنا لست عضواً فى أى منها. يقولون اليوم إن الإسلاميين من هم فى الحزب، وغداً سيقولون إن مَن هو خارج هذه الأحزاب ليس مسلماً. وبعض هذه الأمور بدأت تتردد كما قال عاصم عبدالماجد «قتلانا فى الجنة.. وقتلاهم فى النار»، كأننا كفار ولسنا مسلمين. أنا أحذر من هذا التشدد وخاصة الموجود فى الأحزاب المسماة «الإسلامية»، وقد يأتون يوماً إلى السلطة ويمارسون هذا التشدد الذى يهدد المجتمع.
■ بعيداً عن قضية الدستور.. كيف تقيّم «30 يونيو»؟
- «30 يونيو» مشهد عظيم. ثورة جديدة، أكبر من 25 يناير، لأنها ثورة دون إسلاميين، ورغم ذلك خرج فيها الملايين الذين لم يخرجوا فى 25 يناير.
■ وما رأيك فيما يردده الإخوان وحلفاؤهم من أن ما حدث انقلاب عسكرى وليس ثورة؟
- هذا تدليس وخداع وأبعد ما يكون عن الحقيقة، فالانقلاب العسكرى يحدث فجأة، ولا يوجد قائد انقلاب يعطى أسبوعاً مهلة للتوافق، ثم يعطى مهلة جديدة 48 ساعة. الفريق أول عبدالفتاح السيسى كان يريد الإصلاح والتوافق وأن يسير البلد للأمام، وما جرى لم يكن مفاجئاً، والقائد العام للقوات المسلحة لم يحكم، بل تولى رئاسة البلاد شخصية مدنية هو رئيس المحكمة الدستورية العليا. وتشكلت حكومة مدنية مؤقتة، ووُضعت خارطة طريق لإعادة الحياة الديمقراطية والمؤسسية بصورة سلمية.
كما أن حالات الانقلاب التى حدثت فى التاريخ رأينا بعدها تطبيقاً فورياً للأحكام العرفية، وهذا لم يحدث فى مصر، وحالة حظر التجوال جرى إعلانها فيما بعد بسبب الظروف الأمنية. أيضاً يُصاحب أى انقلاب عسكرى دماء وأشلاء لكن ما حدث هو أن الناس خرجوا يؤيدون ويهللون لما حدث، وهو ما طالبوا به فى مظاهرات مليونية حاشدة فى يوم 30 يونيو. وبالتالى ما حدث فى مصر أبعد ما يكون عن الانقلاب، إنما هو ثورة شعبية عظيمة.
■ ما تقييمك لأداء الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور حازم الببلاوى؟
- الوقت قليل للغاية لنحكم على أداء الحكومة الآن، أو نقيمها. فعندما حكمنا على «مرسى» بعد عام كامل، قالوا إنه لم يأخذ فرصته كافية، فهل نحكم الآن على حكومة الببلاوى بعد شهرين فقط؟ ولكن يمكن أن أقول إن أداء الحكومة لا يزال نمطياً، ويجب أن يكون أسرع من ذلك، خاصة أن هناك بعض الشخصيات المحترمة فى الحكومة والرئاسة مثل أحمد المسلمانى ومصطفى حجازى ووزراء ينتمون إلى الثورة وعندهم خبرة وكفاءة. وبصورة عامة فإن الشعب يكون متفائلاً جداً لو ظن أن الدكتور الببلاوى أو الرئيس المؤقت عدلى منصور، سيحلان كل المشكلات خلال الفترة الانتقالية، هذا غير صحيح، وسنظلمهما إذا طلبنا ذلك، لا سيما أن هناك تحديات وصعوبات كبيرة، فإذا نجحنا فى إنجاز خارطة الطريق وتسليم السلطة لحكومة منتخبة ومدنية، عبر أجواء ديمقراطية ونزيهة، يكون أمراً كافياً جداً لشكر السلطة المؤقتة الموجودة حالياً على أداء دورها.
■ ما رأيك فى قرار فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة؟
- فض الاعتصام كان ضرورياً، لأنه لا يوجد دولة فى العالم تسمح باعتصام يقوم بغلق الطرق، ووضع حواجز رملية وأسمنتية، وإطلاق سيل من التهديدات عبر المنصة مثل: «سنسحقهم، وسنرشهم بالدماء»، وغير ذلك. إضافة لترديد عبارات تفرّق الشعب والوطن، وتبث الفتن، وتكرّه الناس فى بعضهم، وهم يفتون فى أمور الدين بغير علم. لا يمكن أبداً فى دولة محترمة فى الغرب أن يُسمح بذلك.
لو أن الاعتصام لم يسد طريقاً، ولم يؤذ الناس، ولم تتضح منه مظاهر العنف وإثارة الكراهية والفتن، كان سيكون مقبولاً أن يستمر فى هذه الحالة.
■ كيف استقبلت استقالة محمد البرادعى، عقب ساعات من فض الاعتصام؟
- البرادعى رجل أعتبره فيلسوف الثورة، وكان من أشجع الناس فى مواجهة «مبارك»، وقرر أنه لن يترشح للرئاسة قبل 25 يناير إلا إذا حدث تعديل للدستور، ثم دعا للتغيير وقاد الجمعية الوطنية، حتى قامت ثورة 25 يناير، ثم رفض أيضاً الاستمرار فى الانتخابات الرئاسية بعد الثورة، لعدم وجود دستور يحدد صلاحيات الرئيس، وهو يعرف الديمقراطية جيداً وكان له وجهات نظر ثبت صحتها بمرور الوقت، فإذا نظر إلى عملية فض اعتصام أنصار «مرسى» بأنه كان هناك استخدام للقوة وضحايا كثيرون وأنه لا يريد تحمل مسئولية الدماء كما ذكر، فلا بأس أن يتخذ قراره بالاستقالة، لكنى أقول إنها جاءت فى الوقت فى الخطأ، وكان يجب أن يختار توقيتاً أفضل من ذلك.
■ ما تقييمك لحكم الإخوان وأداء محمد مرسى على مدار عام؟
- لا يجب أن تكون عملية التقييم فردية، بل أنادى بتشكيل فريق وطنى يضم أساتذة علوم سياسية وعلاقات دولية ومتخصصين فى النظم الديمقراطية وقانونيين، إلى آخره.. ويقوم هذا الفريق بمهمة التقييم هذه بصورة جماعية وشاملة، ويعلن نتائجها على الشعب حتى يعلم الجميع بشكل علمى ودقيق ما الأخطاء التى وقع فيها الإخوان، حتى لا تكررها أى سلطة لاحقاً. وكنت أتمنى أن يمد الإخوان أيديهم للجميع أثناء وجودهم بالسلطة وأن يستمعوا لكل الأطراف والمتخصصين والمعارضين حتى يقوّموا الأمر دون أن تتفاقم الأوضاع، ولا يسيروا فى خطئهم، لكنهم لم يفعلوا.
■ وفى رأيك الشخصى.. ما الأخطاء التى وقع فيها الإخوان؟
- أهم أخطاء نظام «مرسى» تقريب أهل الثقة وإهمال أهل الخبرات والتجارب من غير الإسلاميين، وما نتج عن ذلك من مصائب كبرى، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه «مبارك» من قبل. وكان ذلك واضحاً فى اختيار بعض مساعدى مرسى والمستشارين والوزراء والمحافظين، حيث كان لا بد أن يتسم أغلبهم بالثقة والولاء للإخوان، مما أساء إلى الأداء كله وجعله فاشلاً ودفع أهل الثقة والكفاءة إلى ألا يثقوا فى هذا النظام الذى يقوم على الموالاة، لا سيما فى ظل غياب رؤية محددة للنظام كما قال المستشار محمد فؤاد جادالله، المستشار القانونى لمرسى، فى نص استقالته بعد 9 أشهر من العمل معه، وهذه الاستقالة كشفت مدى السوء والفشل الذى يعانى منه النظام.
أيضاً من أهم أخطاء «مرسى» التى أدت للإطاحة به، عدم الوفاء بالوعود والعهود التى قطعها على نفسه سواء وعود المائة يوم، أو اتفاق فيرمونت الذى أخلّ به، وغير ذلك. إضافة للدخول فى صراع مع بعض مؤسسات الدولة ومنها القضاء والإعلام والنيابة والشرطة والأمن القومى، ولا يستطيع رئيس أن يقود دولة وهو فى خلاف مع كل هؤلاء. وتسبب نظام مرسى فى تعميق الانقسام فى المجتمع والاستقطاب الدينى والسياسى وتزايد العنف. كذلك الإعلان الدستورى الفرعونى المعيب لتحصين القرارات الرئاسية، ومحاولة إعادة البرلمان رغم حكم المحكمة الدستورية العليا.
■ كنت أحد الساعين لتحقيق مصالحة بين الدولة والإخوان بعد 30 يونيو.. ما الخطوات والاتصالات التى تمت فى هذا الشأن؟
- كنا ولا زلنا نسعى لهذا الأمر للحفاظ على الوطن، وليس شرطاً أن تحدث مصالحة وطنية بالمفهوم الشامل، لكن على الأقل نريد أن نصل لحلول سلمية لإنهاء كل مظاهر العنف واستقرار الأوضاع والعبور من التحديات القائمة. نحن ما زلنا نسير فى هذا الطريق بمشاركة بعض الإسلاميين، ومنهم أعضاء بالإخوان.
■ ولماذا لم تصلوا لنقطة توافق لإنهاء الاعتصام سلمياً دون فضه بالقوة؟
- قيادات الإخوان رفضوا كل شىء، ووضعوا شروطاً قاسية لا يقبلها الشعب. وفى ظنى يجب على قيادة الإخوان الحالية التى فشلت فى إدارة الأمور، حتى وهى بالحكم، أن تعلن على الفور نبذها للعنف، وأنهم لن يعملوا تحت الأرض أو فى إطار سرى، كما عليهم أن يشددوا على احترامهم للقانون، ويعطوا فرصة للشباب، وأخيراً عليهم أن يعتذروا للشعب عما حدث.
■ هل تعتقد أنهم سيتفاعلون مع هذه النداءات ويسيرون فى طريق المصالحة وفق القواعد الجديدة؟
- نحن نسعى للحلول السلمية والمصالحة ولمّ شمل المجتمع، وعلى الله التوفيق. وعليهم أن يراجعوا أنفسهم سريعاً لأن مشكلتهم لم تعد مع السلطة فحسب، بل مع قطاع واسع من المجتمع المصرى والشعب الغاضب منهم والرافض لهم.
■ بإشارتكم للشباب.. ما صحة وجود اتصالات مستمرة بينك وبين شباب الإخوان؟
- بالفعل تجمعنى اتصالات مع كثيرين من شباب الإخوان، ويأتون إلىّ ليستشيرونى ويتحدثوا معى.
■ وبم تنصحهم؟
- أنصحهم بالبعد عن قيادة الإخوان الحالية، والبعد عن التنظيم الموجود حالياً، إلا إذا نبذ العنف وأعلن الشفافية الكاملة والوضوح والعلانية واحترامه للقانون وأنه سيعمل فى إطار خاضع للدولة وقوانينها. أنصحهم أيضاً بالعمل والتعاون مع القوى الوطنية المخلصة والاندماج مع شباب الثورة، وألا يضعوا حواجز بينهم وبين هؤلاء الشباب بسبب الاختلاف الفكرى والأيديولوجى.
■ أخيراً.. كيف رأيت التشكيل الجديد للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وما أولوياتكم به؟
- التشكيل جيد بلا شك، وفيه اتزان وتنوع واختيار لأهل الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة والموالين للنظام كما حدث فى عهد «مرسى». وأتوقع أن يكون للمجلس الفترة المقبلة دور كبير ومؤثر.
■ هل ستحققون فى الوقائع التى شهدت عنفاً منذ 30 يونيو، كواقعة الحرس الجمهورى ورابعة العدوية وغيرهما؟
- نحن لسنا جهة تحقيق على الإطلاق، وإنما دورنا هو إعداد تقارير تستفيد منها الجهات المعنية، ويطالعها الرأى العام، وسنقوم بذلك الأمر وسندافع عن حقوق كل المواطنين من كل الاتجاهات إذا كانوا سلميين ويحترمون القوانين. نريد التأسيس لدولة جديدة وعصر جديد يعى الجميع فيه حقوق الإنسان الأصيلة المكفولة فى كل المواثيق، بل والأديان، دولة تقوم على الديمقراطية واحترام القانون والحقوق والحريات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لنستطيع أن نتعايش معاً ونبنى هذا البلد الذى تحمل كثيراً على مدار 3 أعوام من التغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.