أصدر حزب التجمع بالمنوفية بيانًا ينعى فيه الشاعر، المنوفي اليساري، حلمي سالم، مؤكدًا أنه رجل صاحب مواقف وطنية. يعتبر الشاعر ابن قرية الراهب مركز شبين الكوم بالمنوفية أحد أبرز شعراء مصر في السبعينيات، وقد حصل على ليسانس الصحافة كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل صحفيا بجريدة الأهالي ومديرا لتحرير مجلة أدب ونقد الثقافية ورئيس تحرير مجلة قوس قزح الثقافية المستقلة. حصل سالم على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية واقترن حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات، ومن شعرائها حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم. نشر سالم عام 2007 بمجلة "إبداع" قصيدة بعنوان "شرفة ليلى مراد"، ورغم أنها كانت قد نشرت سابقا في ديوان شعري بعنوان "الثناء على الضعف"، إلا أن رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدر حينها قرارا بسحب نسخ العدد من الأسواق، عندما رأى أن بعض ما ورد في القصيدة "يسيء إلى الذات الإلهية" واتهم مجمع البحوث الإسلامية القصيدة بأنها "تحمل إلحادًا وزندقة"، وكانت تلك أشهر أزمات سالم التي تعرض خلالها لحملة تطالب "باستتابته" بعد أن وقع بيانا بالأمر نحو مائة شخصية إسلامية. أصدرت محكمة القضاء الإداري في أبريل 2008، حكما قضائيا يطالب وزارة الثقافة بعدم منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم بدعوى "إساءته للذات الإلهية" ليقوم الشيخ يوسف البدري وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بعدها بدعوى قضائية ضد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي، مطالبا إياهما بتنفيذ قرار سحب الجائزة التي منحت لحلمي سالم، إلا أن تنفيذ القرار "استبعد" على اعتبار أن أيًّا من فاروق حسني وعلي أبو شادي لم يصدرا قرارا بمنح حلمي سالم الجائزة، كون القرار جاء من لجنة مختصة بالمجلس الأعلى للثقافة وبناء على عملية تصويت بين أعضاء المجلس. وفي الشهر نفسه، طعن المجلس الأعلى للثقافة على قرار المحكمة ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن الطعن جاء "كدعوة للتنوير ومحاربة الظلامية التي توقف كل عمل إبداعي". من جهته، قال حلمي سالم إنه لم يطلب من وزارة الثقافة الطعن في الحكم أو استئنافه. ويعتقد أنه حصل على الجائزة بالفعل. وفي رده حول اتهام أن القصيدة تسيء للذات الإلهية، نفى سالم الاتهام، مضيفا "لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين. وهذا معنى ديني ذكر في القرآن الكريم؛ حيث قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرأون الأدب قراءة حرفية ضيقة". وقد توفي حلمي سالم، ظهر اليوم، عن عمر يناهر 61 عاما بعد صراع مع المرض دام لعدة أشهر بعد أن أصيب بسرطان الرئة.