تشهد المحافظات أزمة طاحنة فى مياه الشرب، ورفع أهالى قرية نجع القاضى التابعة لمركز فرشوط بمحافظة قنا، شعار «من حقنا نشرب ميه نضيفة»، احتجاجاً على انقطاع المياه منذ ما يقرب من شهرين، واشتداد حدتها منذ أول شهر رمضان، لتصل المياه لمدة ربع ساعة يومياً فقط وفى الفجر، ما دفع 15 فرداً من الأهالى للإضراب عن الطعام منذ التاسعة مساء الجمعة بمستشفى فرشوط المركزى للمطالبة بتوفير مياه صالحة للشرب، خاصة بعد إصابة عدد من أطفال وحوامل القرية بالتسمم إثر عودة الأهالى لاستخدام مياه «الطلمبات الحبشية»، وذلك بعد تراجعهم عن قطع السكك الحديد، حتى لا تعطل الحركة المرورية ومصالح المواطنين. وشدد المضربون، وهم: (محمود عاطف، وكمال محمد، وعصام مطاوع، وأحمد أبوالسعود، وحمام سيد، وعبدالله فوزى، ومحمد عزالعرب، وبركات محمد، وكرم خليفة، وحمام حميد، ومحمد إسماعيل، ومحمد منصور، عاطف عبدالمنصف، ممدوح عبدالمنصف) على أحقيتهم فى الحصول على كوب ماء نظيف ولجوئهم للإضراب عن الطعام بدلاً من التعرض لقبضان السكك الحديدية وقطع الطرق. وكشف ممدوح عبدالمنصف، أحد المضربين عن الطعام ل«الوطن»، عن تحريض عبدالحميد عيسى، سكرتير مجلس مدينة فرشوط، للمضربين بقطع الطريق بقوله «لو فيكم حد بشنب يروح يتخانق فى قنا، ومفيش ميه عندنا، وروحوا اقطعوا السكة الحديد»، وهو ما أشعل غضب أهالى «القاضى» ودفعهم للدخول فى اعتصام مفتوح أمام مقر الوحدة المحلية لمجلس ومدينة فرشوط. وفى سياق متصل، تفقد اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، مدينة فرشوط لمتابعة حملة «وطن نظيف» دون الالتفات للمضربين عن الطعام ولقاء المحتجين أمام مقر مجلس المدينة وبحث مطالبهم، وهو ما أثار غضب الأهالى ومطالبة بعض المحتجين بإقالته. وفى السويس تمثل مياه الشرب قنبلة موقوتة تهدد صحة المواطنين فى ظل الإهمال الشديد، الذى أصاب المسئولين وتركهم الترعة التى يشرب منها السوايسة للملوثات والحشائش، بجانب إهمال محطة التحلية. وهدد العاملون بمحطات مياه الشرب بأبو عارف، وجنيفة، والمحطات القديمة، والجديدة، بالسويس أكثر من مرة بالتوقف عن العمل بتلك المحطات نتيجة لاستيائهم من رداءتها وسوء حالتها، وعدم إجراء صيانة دورية لها من قبل شركة «الرحاب» التى تشرف عليها، رافضين التجاهل الواضح من قبل المسئولين بالمحافظة لمطالبهم، التى تتركز فى تحسين الخدمة بمحطات مياه الشرب بعد انهيارها فى الآونة الأخيرة، وأصبحت تهدد الصحة العامة للمواطنين. ومن جهته قرر المحافظ، تشكيل لجنة مكونة من الدكتورة نادية عطالله، مدير صحة البيئة بالسويس، والكيميائية أميرة محمد السيد من الطب الوقائى، وزارت اللجنة محطة تحلية مياه الشرب بأبوعارف وأعدت تقريراً كشف عدداً من الكوارث، وأكد أن المحطة غير مستوفاة للشروط الخاصة بالقرار الوزارى رقم 301 لسنة 95، كما تتكاثر الحشائش والنباتات وورد النيل، على جانبى مأخذ المحطة. وفجر التقرير مفاجأة مدوية، فأكد أن الشبة الصلبة المستخدمة بالمحطة تاريخ إنتاجها عام 2001 وانتهت صلاحيتها منذ سنوات، وأن طبقات المرشحات الذى يصل عددها إلى 12 مرشحاً غير نظيفة، ويعلوها الصدأ. وفى السياق ذاته، قطع العشرات من سكان منطقة الصيادين بمدينة الغردقة طريق السقالة - الدهار لعدة ساعات، احتجاجاً منهم على استمرار قطع مياه الشرب بالمنطقة، مؤكدين أن سكان المنطقة محرومون من المياه منذ عدة أيام، وتقدموا بشكاوى لشركة مياه الشرب بالغردقة ضد المسئول عن خط المياه بالمنطقة لعدم انتظامه فى توصيل المياه لسكان المنطقة. وأكد الحاج أحمد سالم، أحد المواطنين، أن القرى والفنادق السياحية تستخدم مواتير ضخمة لسحب المياه، مما يتسبب فى ضعف المياه تماماً عن المنطقة، وأدى قطع الطريق إلى شلل تام فى حركة المرور والسير عكس الاتجاه، وزحام شديد شهدته أكبر المناطق السياحية بالغردقة، وتدخل بعض المسئولين لفتح الطريق، لكن الأهالى رفضوا ذلك حتى تنفذ مطالبهم ويتم تشغيل خط المياه بالمنطقة.