سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مجمع المدارس» و«منشية التحرير».. شارعان فى عين شمس مغلقان بأمر القمامة جامعو القمامة يحمّلون شركات النظافة المسئولية.. ومواطنون: «حرام كفاية.. اتعمينا من الريحة»
«مجمع المدارس» اسمه لم يشفع له أن يكون بعيدا عن أعين جامعى القمامة ليصبح هذا الشارع من أكبر مقالب القمامة فى منطقة عين شمس الشرقية، هنا فى الشارع المتفرع من متحف المطرية تتراكم أكوام القمامة وتتزاحم على سوره حتى يصبح المرور فيه ضربا من الجنون، يضم الشارع مدارس النعام التجارية والحرية جمعية التنمية الفكرية وإحدى الحضانات التابعة للجمعية الشرعية، وفى الجانب الآخر تقع إحدى قاعات الأفراح. كانت أعين المارة تراقبهم وهم يدخلون إلى منتصف الشارع بعرباتهم التى تجرها الحمير، فأكوام جديدة كانت فى طريقها للنزول إلى الشارع لتزيد الأمر تعقيدا، أحد المارة قال بصوت عال « كفاية حرام عليكم إحنا اتعمينا من الريحة دى»، فنظر إليه أحد جامعى القمامة وقال له: «إحنا مالنا الشركة هى اللى مبتجيش تشيل بقالها كام يوم». «عماد» أحد جامعى القمامة من المنازل قال: «إحنا بنلم الزبالة من البيوت ونيجى نرميها هنا عشان منقدرش نوديها الجبال أو أبوزعبل ودى الشغلانة اللى بناكل منها عيش ومنعرفش غيرها»، أما عن الأضرار الناتجة عن إلقائهم القمامة فى هذا الشارع وغيره من الشوارع الرئيسية فقال «الشركة غلطانة لأنها مابتجيش تشيل إلا كل كام يوم تكون الدنيا باظت ودى مش مشكلتنا إحنا بقى»، ثم عاد مرة أخرى إلى عربته بعدما ألقى بالقمامة فى بحر الشارع ثم مضى وما زالت أعين المارة تلاحقه حتى توارى تماما. صفوت سلام، صاحب محل: «يا ريت حد ييجى ينقذنا من اللى إحنا فيه ده عمال الشركة بينضفوا الشوارع الرئيسية وسابوا الزبالين يرموا الزبالة هنا لحد ما عربيات الشركة تيجى ده غير عربيات الكارو زى ما انتوا شايفين كل كام ساعة تيجى تفضى حمولتها ويسيبونا إحنا فى العذاب ده». منى محمد، من سكان المنطقة، تستنكر أن يكون هذا حال منطقة سكنية محاطة بالمدارس من كل اتجاه وتقول «بعتنا شكاوى للحى وللشركة وريقنا نشف معاهم ولا حياة لمن تنادى»، لم يختلف حال شارع منشية التحرير كثيرا، مئات الأمتار تفصل بين شارع مجمع المدارس ومنشية التحرير، وربما كان هذا سببا فى أن يكون حال الاثنين واحدا، بل إن الأمر أكثر تعقيدا فى شارع منشية التحرير بعد أن أدت أكوام القمامة ومخلفات البناء إلى إغلاق الشارع تماما لعدة ساعات حتى قام بعض الأهالى وركاب السيارات بمحاولات مضنية لإزالتها من نهر الطريق، ولكن عربة كارو ظهرت فجأة وقامت بإلقاء حمولتها فى وسط الشارع مرة أخرى، فحاول بعض الأهالى الإمساك بصاحب العربة لكنه هددهم بالسوط الذى يمسكه بيده. المهندس مجدى محمود مدير إدارة الصيانة بالكلية التكنولوجية بالمطرية الشهيرة بمعهد المطرية قال: «جامعو القمامة اتخذوا من سور المعهد مركزا رئيسيا لإلقاء القمامة التى يجمعونها من المناطق المجاورة، وقدمنا الكثير من الشكاوى لإنقاذنا من هذه المأساة ولكن دون جدوى، وما زلنا فى انتظار وعد الرئيس محمد مرسى بحل مشكلة القمامة كما وعد فى اللواء عبدالرحمن الطحان رئيس حى عين شمس اعترف بوجود خطأ فى منظومة جمع القمامة منذ البداية قائلا «متعهدو المجمع السكنى لا يوجد لديهم منطقة مناولة لذلك نقوم بمتابعتهم بالقلابات ونقوم برفعها باستمرار، ونحن فى طريقنا إلى تخصيص مناطق مناولة لجامعى القمامة بعيدة عن الحى». وأضاف « الطحان»: بدأت هيئة النظافة والأحياء والجمعيات الأهلية وحزب الحرية والعدالة بحملة نظافة لرفع القمامة من الشوارع، خاصة أنه كان ينقصنا الكثير من المعدات، لافتا إلى قيام حزب الحرية والعدالة بإمداد الحى بمعدات ومكانس ودهانات، إضافة إلى ارتداء شباب من الإخوان زيا موحدا ويقومون بجمع القمامة بأنفسهم وتوعية السكان بضرورة الحفاظ على نظافة الشوارع.