أكد الأديب والمفكر النوبى حجاج آدول أن ترشيحه لعضوية لجنة الخمسين لتعديل الدستور له دلالة خاصة؛ لأنه سيمثل أهل النوبة كما سيمثل المثقفين، مؤكدا ل«الوطن» أن أهم مطالبه فى الدستور المعدل سيكون استعادة جميع حقوق أهل النوبة وتأكيد أفريقية مصر ومحو دستور الإخوان المشوه. * ماذا يمثل لك ترشيحك ضمن لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟ - ترشيحى فى لجنة الخمسين له طبيعة خاصة، تتمثل فى أنى الوحيد الذى أمثل القطاع النوبى، كما أنى كأديب أُمثل قطاعا عريضا من المبدعين، وسأعمل مع الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب، والشاعر سيد حجاب، عضو المجلس الأعلى للثقافة، على أن يضمن الدستور الجديد حرية أكبر للأدباء والمثقفين والمبدعين؛ فمن أهم خصائص حرية المجتمع: حرية الإبداع، ولا يصح أن يكون هناك رقيب يسلط سيفه على رقبة المبدع الذى هو فى الأساس رقيب على المجتمع لا تتحكم فيه إلا رقابته الداخلية. * وما أهم البنود التى يهمك أن يتضمنها الدستور الجديد؟ - يهمنى وضع دستور يعبر عن دور مصر الحضارى والتاريخى ويعبر بمصر إلى آفاق المستقبل ويحولها إلى دولة عظيمة فى المنطقة، ودستور تنويرى يغير أنماط التفكير السائدة، يهتم بالتعليم ويمثل الخطط الثقافية الكبرى التى نطمح إلى أن يكون عليها الشعب ويؤكد الهوية المصرية التى عانت طويلا جراء محاولات بعض الفصائل انتزاعها من مصريتها لتحويل مصر إلى إمارة. كما أطمح إلى أن يعيننى زملائى فى لجنة الخمسين على تأكيد أفريقية مصر حتى نستطيع استعادة دورنا فى أفريقيا وتحقيق الأمن المائى المصرى الذى يمثل أهم ملفات الأمن القومى المصرى * وماذا ستقدم للنوبة وأهلها فى الدستور الجديد؟ - يجب أولا أن يستوعب الرأى العام المصرى أن أهل النوبة أكثر من عانى؛ فلا يوجد شعب فى التاريخ تم تهجيره أربع مرات، ويجب أن يستوعب الجميع أن لأهل النوبة حقوقا وليس مطالب وأول تلك الحقوق حق العودة إلى أراضينا التى هجرنا منها، فعلى الرغم من الوعود التى حصلنا عليها بتنفيذ جميع مطالبنا عقب الثورة فإن شيئا لم يتحقق، وجاء حكم الإخوان ليقضى على البقية الباقية من تلك الوعود. * ألم يفِ دستور 2012 بمطالب أهل النوبة؟ - لا يليق أن نطلق على هذا المخلوق المشوه الذى لا يحمل أى ملامح والذى أنتجه الإخوان اسم دستور؛ فهذا الدستور لم يفِ بحقوق النوبيين فقط بل بحقوق جميع المصريين بدستور يهدف إلى تحويل مصر إلى دولة خلافة أنتجته مجموعة لم تحترم مصر ولا المصريين. * لكن كان هناك ممثل لأهل النوبة فى الدستور السابق، وعقد محمد البلتاجى جلسات حوار بالنوبة لمعرفة مطالب النوبيين؟ - ممثل النوبيين فى الدستور كان الأستاذة منال الطيبى التى انتهت علاقتها بالدستور بتقديمها استقالة مسببة فى غاية القوة من لجنة المائة، بعدما أدت دورا عظيما، أما جلسات «البلتاجى» المزعومة فكانت مجرد مسلسل للترويج للإخوان اكتشفه أهل النوبة مبكرا عقب استبعاد قادتهم من هذه اللقاءات، ما نتج عنه مقاطعتهم لهذه اللجنة واجتماعهم بمؤيدى الإخوان. * هل يعنى هذا اعتراضك على تعديل الدستور ومطالبتك بتغييره كليا؟ - بالطبع كنت أفضل ذلك وفى اعتقادى أن الاكتفاء بتعديله أمر يراه العارفون ببواطن الأمور فى هذا التوقيت الحرج الذى نعيشه وفى كل الأحوال فإنى متفائل لأنى أعمل مع مجموعة من ذوى الضمائر اليقظة، الذين سيسمعوننى ويعملون على تحقيق جميع المطالب النوبية وليس بعضها. * وما نص المادة التى تريد إضافتها للدستور المعدل؟ - لا يوجد نص معين؛ لأنى سأسعى لبناء كل ما أقدمه للجنة الخمسين على مجموعة من الاجتماعات والمشاورات مع ممثلى جميع التيارات بالنوبة للخروج بمادة تحقق جميع طموحاتهم. * أثار البعض أن حجاج آدول لا يصلح لتمثيل أهل النوبة لأنه وُلد وعاش بالإسكندرية، فما رأيك؟ * قبل أن أكون من أبناء الإسكندرية فقد عشت فى كنف أبوين عاشا كل مآسى التهجير، وهو ما عايشته بدورى، كما شهدت كل ما عاناه أهل النوبة، وليس معنى أنى لم أولد هناك أنى منفصل عما يحدث، فقد دافعت عن سيناء رغم أنى لم أعش فيها وكنت على استعداد للشهادة فداء لها، وهو نفس ما يحدث مع النوبة؛ فأنا مصرى أولا وأخيرا، والنوبة بالنسبة لى هى مصر.
