علمت «الوطن» بكواليس الليلة الأولى التى قضاها الدكتور محمد البلتاجى القيادى البارز فى جماعة الإخوان، بعد إلقاء القبض عليه ظهر أمس الأول فى قرية ترسا البلد بالجيزة، وكشفت مصادر أمنية أن المتهم تم ترحيله الساعة الخامسة والربع من عصر الخميس إلى سجن طرة وسط حراسة أمنية مشددة من قوات العمليات الخاصة والأمن الوطنى والأمن العام وضباط مباحث الترحيلات، وتم إيداعه سجن ليمان طرة المجاور لسجن طرة «أ» الكائن على طريق كورنيش المعادى المواجه لمحطة المترو. ويعد «البلتاجى» أول سجين يتم إيداعه هذا السجن من قيادات الإخوان، حيث تم إيداعه فى زنزانة انفرادية مساحتها 2 متر فى 2 متر، ولا توجد بها سوى فتحة تهوية واحدة وبها حمام، ومرتبة إسفنجية للنوم. وقال أحد الضباط المرافقين للقوة التى نقلت «البلتاجى» إلى محبسه من مديرية أمن الجيزة إن المتهم كان حريصاً طوال المدة التى استغرقها نقله، على الظهور بابتسامة صفراء. وأضاف الضابط أن «البلتاجى» كان يصر على التلويح بعلامة «رابعة العدوية» أمام الضباط بقصد الاستفزاز، فصرخ فيه أحد الضباط «التزم بالتعليمات يا متهم»، فرد «البلتاجى»: «أنا متهم بإيه إوعى تقول إنى متهم بالتحريض على قتل المتظاهرين والشروع فى قتلهم انتم الداخلية بلطجية وانتم اللى قتلتوا المتظاهرين بتوع رابعة واقتحمتوها بعد علمكم بأنها خاوية من الأسلحة»، فسخر أحد الضباط منه وقال «معلش أصل لو كان مرسى لسه موجود كان زمانه دلوقتى وزير الداخلية أو رئيس المخابرات» يقصد «البلتاجى». وفى حوالى الساعة السادسة والربع وصل المتهم إلى سجن طرة، وكشف مصدر أمنى ل«الوطن» أن وزير الداخلية أودع المتهم داخل سجن ليمان طرة بعد أن كانت الأجهزة الأمنية تنوى إيداعه سجن العقرب، لكن لدواعٍ أمنية تم إيداعه سجن الليمان، المخصص للمحكوم عليهم بأحكام فوق ال10 سنوات، ولدى وصول المتهم تم استيفاء نماذج الإيداع وتحرير محضر التسليم وتسليمه ملابس السجن البيضاء المخصصة للمتهمين المحتجزين احتياطياً، وتم تفتيشه واستلام الأغراض التى ضبطت بحوزته وإيداعها داخل خزينة السجن، ومن بينها النظارة الخاصة بالقراءة وساعة اليد. وفى حوالى الساعة الثامنة مساءً تم إخطاره بحضور محقق من نيابة الجيزة للتحقيق معه فى أحداث النهضة وبين السرايات، فطلب المتهم من مأمور السجن إحضار محامٍ لحضور التحقيقات معه من مكتب محامٍ يُدعى «على كامل» ووصلت النيابة وبدأت التحقيقات معه وأنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه وماحصلش واتهم الداخلية بقتل المتظاهرين، وأن اللى حصل فى مصر انقلاب عسكرى واشترك فيه القضاء والمخابرات الحربية والجيش وأن جميع القتلى الذين سقطوا بتخطيط الثلاثة «مخابرات حربية وجيش وشرطة» وأن دول العالم سوف تقف مع الإخوان وسنقيم دعوى جنائية دولية ضد قادة الانقلاب. وخلال التحقيقات طلب المتهم أكثر من مرة الاستراحة وكان يبدو عليه الإرهاق، وذلك بعد مرور ما يقرب من 6 ساعات من التحقيق معه، ثم وقّع على أقواله فى محضر تحقيقات النيابة. وأكدت المصادر أن «البلتاجى» لم ينم طوال الليلة الأولى وكان يؤدى صلاة قيام الليل ويقوم بقراءة القرآن الكريم، وطلب من وكيل النيابة إنه ماياخدش تحريات المباحث، ويحاول أن يبحث عن الحقيقة بمجهوده الذاتى، لأن الأمل الوحيد فى مصر الآن هو القضاء. وأنهى حديثه مع النيابة بأن من قام بقتل المواطنين فى أحداث بين السرايات والنهضة مجموعة من البلطجية تابعين لوزارة الداخلية. ووجّه طلباً إلى قيادات السجن بأن يسمحوا لأفراد أسرته بالزيارة، فردوا عليه بأنه لا يسمح له بالزيارة إلا بعد مرور 11 يوماً، وعندما طلب إجراء مكالمة هاتفية مع زوجته، رفضت إدارة السجن، وظل «البلتاجى» مبتسماً، محاولاً إظهار التماسك والقوة أمام الضباط، وأخبرهم أنه كان يتوقع إلقاء القبض عليه، وكشف «البلتاجى» عن مفاجأة بأنه أكد محاولته الهرب من مصر ومحاولة الدفاع عن القضية من الخارج لكشف أصحاب الانقلاب العسكرى، على حد قوله. ومن المقرر أن يتم التحقيق اليوم مع «البلتاجى» أمام نيابة مدينة نصر ومصر الجديدة فى الاتهامات الموجهة إليه، بالإضافة إلى نيابة أمن الدولة العليا فى تصريحاته بشأن الهجمات من قِبل المجموعات الإرهابية على أفراد الجيش والشرطة فى سيناء. اخبار متعلقة ليلة سقوط البلتاجى فيديو «القبض»: حاول أن يظهر متماسكاً ومبتسماً.. وملامح وجهه كشفت اليأس لائحة الاتهامات: التحريض على القتل والعنف والإرهاب فى القاهرةوالجيزةوسيناء وبقية المحافظات النيابة تواجهه اليوم باتهامات التعذيب والقتل فى سلخانة «رابعة» نيابة الجيزة تقرر حبسه 15 يوماً فى أحداث مجزرة «بين السرايات» لو لم يكن «البلتاجى».. ستكون «أمه» على «الجزيرة مباشر مصر» قرية ترسا.. هنا سقط ب«جلباب» فى منزل ريفى