تزايد احتمال تحرك أمريكي احادي ضد سوريا مع إعلان البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيحسم قراره بهذا الشأن "وفقا للمصالح الأمريكية" بمعزل عن رفض مجلس العموم البريطاني أي ضربة عسكرية وعدم الحصول على تفويض من الأممالمتحدة. وقال مساعدون لأوباما أن الرئيس على قناعة بأن سوريا يجب أن تدفع الثمن لانتهاكها القوانين الدولية التي تحظر استخدام أسلحة كيميائية، وهو ما يشكل بنظره تهديدا خطيرا للأمن القومي الأمريكي. وتلقت المساعي الأمريكية لتشكيل ائتلاف دولي لشن عمل عسكري "محدود" ضد النظام السوري ضربة قوية، حين صوت مجلس العموم البريطاني في لندن ضد استخدام القوة لمعاقبة النظام السوري على هجوم كيميائي اتهم بشنه في 21 أغسطس في ريف دمشق موقعا مئات القتلى. وكان مسؤولون أمريكيون أفادوا في وقت سابق أمس أن أوباما سيتحرك بشكل أحادي إن كان ذلك ضروريا، لكن هذا الاحتمال أصبح واقعا مفروضا عليه مع التصويت البريطاني الذي كان له وقع كبير عبر الأطلسي. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن "لقد رأينا نتيجة التصويت في البرلمان البريطاني الليلة". وتابعت "أن الولاياتالمتحدة ستواصل التشاور مع الحكومة البريطانية، أحد أقرب حلفائنا وأصدقائنا". لكنها أكدت "كما سبق وقلنا، أن الرئيس أوباما سيتخذ قراره بناء على ما هو أفضل لمصلحة الولاياتالمتحدة. إنه يعتقد أن هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة على المحك، وأن الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيميائية يجب أن تحاسب". ومن المتوقع أن يؤدي رفض مجلس العموم البريطاني التحرك العسكري ضد سوريا إلى تعزيز موقف الممانعين في الكونجرس الأمريكي لاحتمال دخول الولاياتالمتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط. كما يترك التصويت في لندن الرئيس أوباما مكشوفا سياسيا ودوليا في وقت يؤكد على وجوب ان يكون هناك رد أمريكي شديد لردع نظام بشار الأسد عن معاودة استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد اتهامه باستخدامها في هجوم أوقع مئات القتلى في ريف دمشق في 21 أغسطس. وفيما دعا عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة بمن فيهم فرنسا إلى التحرك ضد سوريا، يبدو من المستبعد أن ينضموا إلى ضربة عسكرية أمريكية في غياب تفويض من الأممالمتحدة تستمر روسيا في عرقلته. ومن المرجح أن يتذرع البيت الأبيض بأن التحرك المزمع ضد سوريا سيكون "محدودا" ما يغنيه عن الاستحصال على إذن من الكونجرس المخول بموجب الدستور إعطاء الضوء الأخضر لإعلان الحرب. وتعمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية على إعداد تقرير تنزع عنه صفة السرية حول الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، يقول مسؤولون إنه سيظهر بشكل لا يقبل الشك أن نظام الأسد استخدم فعلا أسلحة كيميائية ضد مدنيين رغم نفيه ذلك بشكل قاطع.