هدوء ينكسر بصوت محركات السيارات «الملاكى» داخل الشارع الراقى، لا أحد يترجل سوى بعض حراس العقارات الذين يقضون حوائج السكان، وبعض المارة قاصدى منازلهم، بشارع نجيب محفوظ المتفرع من شارع عباس العقاد، عمارة مميزة تطل على ناصيتين، مكونة من 13 طابقاً، لونها «روز» يقطن بها المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين مع أسرته، وسعد وحسن ابنيه، وبعض من بناته وأزواجهن. غابت حراسة وزارة الداخلية على العمارة بعد 30 يونيو، حيث كان يرابط بعض أفراد الشرطة لتأمين دخول وخروج المهندس خيرت الشاطر وعائلته، ورغم ذلك يعيش أفراد الأسرة حياته بشكل طبيعى. الحديث مع حارس العقار محفوف بالمخاطر، الرجل يتوجس خيفة من الصحفيين، ويرفض الحديث إليهم، لكنه لا يمانع فى سرد المعلومات نفسها إذا ما كان محدّثه أحد الباحثين عن شقة فى المنطقة، هكذا تحدث ل«الوطن»، راوياً قصة الدور ال«12» وطبيعة المتردّدين عليه، وطريقة تأمينها قبل عزل «مرسى» وبعد سقوط نظام الإخوان. ويكشف الحارس عن طبيعة حياة القيادى الإخوانى والأشخاص الذين يتردّدون على العائلة بعد اعتقاله، وقصة الزيارات المتكررة لزوجة الرئيس السابق «مرسى» قبل عزله، روى كل هذا.. «الناس دول محترمين وماشيين فى حالهم، ماشفتش منهم حاجة وحشة، والسكن فى العمارة اللى هما فيها مش هيأثر على حد من السكان، لأن خلاص المهندس اتحبس ومافيش قلق بيحصل دلوقتى، وعائلته عايشين طبيعى فى المنطقة وبيمشوا فى وسط الناس عادى من غير مشاكل».. قالها الحارس مُطَمئناً سائله بأن العمارة آمنة. مضيفاً: «العمارة يسكن فيها حسن وسعد ابنا المهندس خيرت وبعض من أزواج بناته، فى 4 شقق فى الدور ال12 وال13، ويعيشون حياة طبيعية، وبينزلوا يصلوا فى المسجد ده»، مشيراً إلى مسجد بلال بن رباح المجاور لعمارة «الشاطر».. تقطع حديثه تحية ألقاها رجل خمسينى يرتدى تيشيرت وبنطلون جينز أثناء خروجه من المصعد فى اتجاهه لاستقلال سيارته.. يشير الحارس إليه قائلاً: ده أخو المهندس خيرت صاحب الشقة اللى اتقبض على المهندس فيها فى الحى الثامن. يروى الحارس كيف تغيّر وضع الحراسة الأمنية على العقار بعد عزل الرئيس «مرسى» واعتقال نائب مرشد الإخوان قائلاً: بعد المهندس ما خرج من السجن عقب ثورة 25 يناير بكام شهر كانت العمارة عليها حراسة من وزارة الداخلية، وبعد ترشّحه للانتخابات الرئاسية كانت الحراسة مشدّدة عليه، وبعد فوز «مرسى» بالرئاسة كانت الحراسة على العمارة كلها، لدرجة أنه أثناء خروج المهندس من البيت كان الحراس بيقفلوا الشوارع من كل اتجاه عشان يخرج من العمارة، يلازمه الحارس اللى اتقبض عليه فى القضية إياها -يقصد خليل العقيد- وبعد الثورة الأخيرة (30 يونيو) الوضع تغير وتركت حراسة وزارة الداخلية العمارة ومافيش حراسة عليها». يشير بواب العمارة إلى سلوك أسرة «الشاطر» بعد ثورة يونيو، مؤكداً أنهم يتعاملون مع الناس بخُلق حسن ويعيشون بعلاقات وتعامل محدود مع السكان والجيران، ويشاركون فى المسيرات والمظاهرات المناهضة لعزل الرئيس مرسى، يقول: «أسرة المهندس بتنزل تشارك فى المظاهرات، ودعونى قبل كده إنى أنزل معاهم الشارع فى المسيرات، لكنى رفضت، أصل عندى عيلين وخايف على نفسى وعلى عيالى ماليش دعوة بالسياسة». ويتطرق الحارث بحديثه إلى مشادة كلامية حدثت بين زوجة الشاطر السيدة عزة توفيق، وأحد سكان الشارع أسفل العمارة التى يحرسها قائلاً: «زوجة المهندس وقفت أمام العمارة ودعت الناس للتظاهر معها ضد (السيسى)، وحين اعترضها أحد السكان، طالباً منها أن تصمت ولا تفرض رأيها على أهالى المنطقة، بدأت مشادة كلامية شارك فيها زوج ابنة الشاطر، إلى أن تدخّل ابن الشاطر وفض الاشتباك، واعتذر للشخص الذى اشتبك مع والدته، وأخذها وصعدا إلى شقتهما بالعمارة. يسترجع الحارث من ذاكرته مواقف ترتبط بأعضاء جماعة الإخوان الذين تردّدوا على المهندس خيرت الشاطر، منهم الرئيس السابق محمد مرسى وزوجته.. «قبل الرئاسة، زار (مرسى) المهندس كثيراً، وبعد فوزه، جاءت زوجته 3 مرات بسيارات (BMW)، ومعها قوات من الحرس الجمهورى وزارت عائلة المهندس خيرت». يتذكر الحارس موقفاً شخصياً جمعه بالمهندس الشاطر مباشرة: «طلبت منه بعد (مرسى) ما بقى رئيس إنه يوفر لى شغل فى الحكومة، فقال لى: أنا عارف إن شغلانة واحدة فى العمارة مش هتكفيك حاضر هاشوفلك شغل.. لكنه (ماعملش حاجة) وكلمته مرة كمان، وبرضه (ماعملش حاجة).. فسكت وماقلتلوش تانى وبعد كده الدنيا خربت واعتقلوه». اخبار متعلقة بيوت «الإخوان» حكايات وشهادات.. وذكرى تنفع المؤمنين فيلا «صفوت حجازى»: مقصد الأمن.. والحرامية بيت «البلتاجى» المتبقى.. لافتة «عيادة» حطمها الاهالى مكتب «الشاطر» اسمه «نهضة مصر».. وطبيعة العمل: مقابلة الضيوف وإدارة نشاط الإخوان و«أشياء أخرى» شقة «مرسى» كل ما بقى «كولدير» يحمل اسم «المشير» فيلا «بديع».. قلعة محصنة بالفولاذ بيت «العريان» العمرانية.. انتهت «نفحات» التطوير بيت باسم عودة الوزارة.. نقطة التحول الكبرى