بعد أن خسرت الولاياتالمتحدةالأمريكية حليفها القوى فى مصر (الرئيس الأسبق حسنى مبارك)، بعد ثورة 25 يناير، ومع انتهاء مدة السفيرة الأمريكية آنذاك، مارجريت سكوبى، بحثت «واشنطن» عن بديل لها قادر على التعامل مع الفصيل السياسى الجديد، الذى يمكن أن يكون حليفاً لها أكثر قوة من نظام مبارك، وبسبب خبرات الولاياتالمتحدةالأمريكية الطويلة مع فصائل الإسلام السياسى فى كل من باكستان وأفغانستان، قررت واشنطن التعامل مع «الإخوان المسلمين» لتحصل على ما تريد بأقل ثمن، ومن هنا بدأت مسيرة «السفيرة آن باترسون»، خبيرة تأزيم العلاقات مع الإسلاميين. فى يوليو 2011 تم اعتماد السفيرة «آن باترسون» أول سفيرة جديدة للولايات المتحدة بعد ثورة 25 يناير، التى لديها خبرة كبيرة فى التعامل مع قوى الإسلام السياسى من خلال عملها فى باكستان وأفغانستان كمحطة مهمة من عملها الدبلوماسى قضت فيه أكثر من 40 عاماً. وبدأت «باترسون» عملها فى مصر بالتعامل مع القوى السياسية سواء، ولكن كان تركيزها على حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، كَثُرت الزيارات للحزب، إما بشكل فردى أو ضمن وفود قادمة من الولاياتالمتحدة، من أشهر الزيارات التى نظمتها «باترسون» زيارة السيناتور الجمهورى الشهير جون ماكين، والسيناتور جون كيرى، الذى أصبح وزيراً للخارجية الأمريكية حالياً. تقلدت «باترسون» مناصب دبلوماسية عدة، حيث شغلت منصب كبير موظفى وزارة الخارجية الأمريكية، والمستشار الاقتصادى للمملكة العربية السعودية منذ عام 1984 وحتى 1988، ثم تم تعيينها سفيرة للولايات المتحدة فى السلفادور فى الفترة من 1997 إلى 2000، ثم سفيرة الولاياتالمتحدة فى كولومبيا من عام 2000 إلى 2003، ، وفى عام 2004 شغلت منصب نائبة المندوب الأمريكى الدائم لدى الأممالمتحدة، حتى نوفمبر 2005 عندما عُيّنت كمساعد وزيرة الدولة لشئون المخدرات الدولية وتطبيق القانون حتى مايو 2007، ثم سفيرة فى باكستان لمدة 3 سنوات. ولدت «آن باترسون وودز» عام 1949 فى مدينة فورت سميث بولاية أركنساس الأمريكية، وحصلت على درجة بكالوريوس من كلية الآداب جامعة ويلسلى، وحضّرت الدراسات العليا فى جامعة كارولينا الشمالية فى تشابل هيل لمدة عام، متزوجة من ديفيد باترسون، ضابط متقاعد فى السلك الدبلوماسى. السفيرة الأمريكية فى القاهرة، آن باترسون، أصبحت منبوذة من قِبل المعارضة المصرية، لما تمارسه من أداء دور المندوب السامى الأمريكى فى مصر، وتدخلها المستمر والزائد عن الحد فى الشأن الداخلى لمصر، والذى تجلى قبل تظاهرات 30 يونيو التى أطاحت بنظام الإخوان والرئيس محمد مرسى. مع نهاية الشهر الجارى ينتهى دور «باترسون» فى مصر لتصعد لمنصب أعلى فى الخارجية الأمريكية، ويأتى آخر إما يكمل دورها «المشبوه» أو يعيد رسم صورة جديدة تمحو ما فعلته «سفيرة الجماعة» فى مصر.