أجمعت الصحف الأمريكية، الصادرة صباح أمس، على أن الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، يدرس خيارات توجيه ضربة «محدودة»، من حيث المدى والزمن، للنظام السورى، فى الوقت نفسه الذى تجرى فيه مشاورات مكثفة بين الدول الغربية حول تدخل عسكرى محتمل، ردا على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن مسئول بارز بالإدارة الأمريكية، قوله إن «الضربة الأمريكية لن تدوم على الأرجح أكثر من يومين، وستجرى بشكل يجنب الولاياتالمتحدة التدخل بشكل أكبر فى النزاع المستمر فى هذا البلد منذ أكثر من سنتين»، وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن مسئولين أمريكيين أكدوا أن «الضربة ستتضمن إطلاق صواريخ كروز من بوارج أمريكية منتشرة فى البحر المتوسط، على أهداف عسكرية سورية»، مشيرة إلى أن التحرك لن يكون حملة طويلة تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد، أو حتى تغيير موازين القوى فى النزاع الدائر هناك، وإنما عقاب الأسد فقط، على استخدامه الأسلحة الكيماوية. وأضافت: «مسئولو الاستخبارات الأمريكية سيكشفون خلال الأيام المقبلة معلومات تدعم الاتهامات الموجهة لدمشق باستخدام أسلحة كيماوية، وواشنطن تجرى مشاورات مع حلفائها، لكن الأمل ضعيف فى الحصول على ضوء أخضر من الأممالمتحدة، بسبب معارضة روسيا، التى تعد أكبر حليف ل(دمشق)، والتى وفرت لها غطاءً دبلوماسيا منذ بدء النزاع، من خلال عرقلة أى قرار يدين نظام الأسد فى مجلس الأمن الدولى». من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالى، كيفن راد، أمس، أن الرئيس الأمريكى يدرس «مجموعة كاملة» من الخيارات ضد سوريا، ردا على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية، وقال: «أجريت محادثات مع باراك أوباما، أمس، بهدف رسم الطريق الواجب اتباعها بعد الهجوم الكيماوى الذى أوقع مئات القتلى الأسبوع الماضى فى ريف دمشق». وقال «راد»، الذى تترأس بلاده مجلس الأمن الدولى الشهر المقبل: «المجتمع الدولى تثبت بشكل متزايد من أنه تم استخدام أسلحة كيماوية، وأنه لا شك أن نظام الأسد هو المسئول»، متوقعا أن تأتى تقارير محققى الأممالمتحدة لتعزز موقف المجتمع الدولى، مضيفا: «من الذى يمتلك أسلحة كيماوية فى سوريا؟ الجواب هو النظام. ومن الذى يمتلك أنظمة إطلاق قادرة على إطلاق أسلحة كيماوية على الأهداف التى أصيبت؟ الجواب هو النظام»، مؤكدا أنه «على غرار الرئيس الأمريكى، فإننى أتحرك هنا بدافع أساسى هو عدم السماح بتوجيه رسالة مفادها أن استخدام أسلحة كيماوية أمر مقبول تحت أى ظرف، هذا أمر أساسى يتخطى سوريا». وفى الوقت الذى تبحث فيه دول الاتحاد الأوروبى الهجوم المحتمل على سوريا، تراجعت الأسهم الأوروبية فى المعاملات المبكرة، أمس، حيث أدت حالة القلق من احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا إلى قيام بعض المستثمرين بالبيع لجنى الأرباح بعد مكاسب قوية فى الآونة الأخيرة. وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية، فى تصريحات لإذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، إلى «ضعف فرص شن النظام السورى هجوما على إسرائيل، ردا على ضربة عسكرية أمريكية محتملة، وذلك إدراكا منه للنتائج شديدة الخطورة المترتبة على ذلك فى الوقت الذى يخوض فيه هذا النظام صراع البقاء»، مرجحة عدم قيام «حزب الله» اللبنانى بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل، مؤكدة فى الوقت نفسه أن إسرائيل تستعد لأى سيناريو، خاصة أن الجانب الأمريكى سيطلعها قبل أى تحرك ضد سوريا. من جانبها، ذكرت صحيفة «ذى جارديان» البريطانية، أمس، أن طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة «أكروتيرى» الجوية البريطانية فى قبرص، والتى تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السورى. وأضافت: «اثنان من الطيارين التجاريين، اللذان يحلقان بانتظام من مدينة لارناكا القبرصية، أكدا أنهما شاهدا عبر نافذتهما طائرات نقل من طراز (سى -130)، وتشكيلات قليلة من طائرات مقاتلة على شاشات رادارهما، وأكد شهود أن هناك نشاطات غير عادية فى القاعدة البريطانية». وأضافت: «فى حال صدور أمر أو قرار مهاجمة أهداف معينة فى سوريا، ستعتبر قبرص مركزا لهذه الحملة الجوية، كما أن وصول الطائرات الحربية يوحى بأن بريطانيا اتخذت قرار التأهب للدرجة القصوى». وفى السياق ذاته، اعتبرت قبرص أن القواعد البريطانية فى الجزيرة لن تلعب دورا كبيرا فى أى ضربات محتملة ضد سوريا، فيما نفى الجيش البريطانى معلومات تكثيف التحركات فى المطارات العسكرية الخاصة به فى قبرص.