تحت عنوان "المخابرات المصرية تسعى لزيادة شعبيتها في مواجهة الرئيس الإخواني" أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن جهاز المخابرات المصرية، اتخذ خطوة غير مسبوقة للخروج من دائرة الظل، في محاولة واضحة لكسب تأييد الرأي العام في مواجهة التحديات المحتملة من الرئيس الإسلامي الجديد، وذلك من خلال إنتاج وعرض فيلم وثائقي يفاخر بإنجازات المخابرات العامة ويركز على دورها في حماية البلاد. وأشارت إلى أن الفيلم الوثائقي لعب بشكل كبيرعلى المشاعر المعادية لإسرائيل، فأشار إلى أن المخابرات العامة حمت مصر من مؤامرات إسرائيل وحلفائها الغربيين، وعرض لقطات من الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك صور لليهود في معسكرات النازي، مع ذكر أنهم خططوا لإقامة دولة على أرض فلسطين". وذكرت الصحيفة، أن إصدار الفيلم خطوة لم يسبق لها مثيل بالنسبة لجهاز مخابرات سري يلعب دورًا خفيًا في الدولة، ويوصف بأنه "دولة داخل الدولة"، وأضافت "رغم أن وظيفة جهاز المخابرات هي رصد أنشطة التجسس، إلا أنه يلعب دورًا هامًا على الصعيد الداخلي، كما لعب دورًا حيويًا في استمرار حكم مبارك وقمع معارضيه والسيطرة على المؤسسات". ونقلت الصحيفة عن اللواء السابق بالمخابرات سامح سيف اليزل قوله: إن "الفيلم يهدف إلى رفع مستوى الوعي الشعبي بأهمية الجهاز بعد أن اتهمه البعض بالتقصير في عمله وبأنه أداة لخدمة فلول نظام مبارك"، وأضاف:"إن "المخابرات والجيش في تعاون وتفاهم كاملين، حيث يقع مبنى المخابرات وراء جدران وزارة الدفاع كما أنه طوال تاريخ المخابرات يتم اختيار رؤساء الجهاز من الجيش". وأضافت الصحيفة، أن "الفيلم يأتي في وقت تريد فيه المخابرات وأجهزة اخرى تنتمي للنظام القديم الدفاع عن مناطق نفوذها بعد انتخاب الرئيس الجديد القيادي في جماعة كانت عدوا لدودا لنظام مبارك وتعرضت للقمع على يد أجهزة أمن الدولة والمخابرات نفسها، ومن الناحية النظرية يفترض أن تقدم المخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى تقاريرها إلى مرسي، ولكن يعتقد أن الأجهزة الأمنية والجيش يقاومون ذلك بالإضافة إلى عدم تسمية مرسي لوزراء الحكومة الذين سيشرفون عليها". فيما قالت باحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" للصحيفة إن "المخابرات كانت تعتبر جماعة الإخوان المسلمين عدوا رئيسيا لسنوات ولذلك هناك أجواء من عدم الثقة والصراع على السلطة، والإخوان قد يحاولون إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية، وستتم إعادة هيكلة الأجهزة إن عاجلا أو آجلا، لكن المعركة لم تبدأ بعد". وأضافت "واشنطن بوست" أن جماعة الاخوان المسلمين دخلت بالفعل في حالة من الصراع على السلطة مع الجيش، ورغم تسليم السلطة لمرسي إلا أن الجيش احتفظ بكثير من السلطات التي تمكنه من كبح جماح الرئيس الجديد، بالإضافة الى تعهد المشير بعدم السماح للإخوان بالسيطرة على البلاد، ونوهت الصحيفة إلى أن المخابرات تواجه الآن انتقادات حادة من جانب الإخوان والناشطين السياسيين الذين يخشون أن تبقي المخابرات قبضتها على الدولة، وقد اتهم ممثلو الادعاء ومحامو عائلات الشهداء في محاكمة مبارك أجهزة المخابرات بعد التعاون في التحقيقات وتدمير الأشرطة والوثائق الهامة الأخرى في قضية إتهام الشرطة بقتل المتظاهرين العزل، ورغم إصدار مرسي قرارا بتشكيل لجنة تقصي حقائق في قتل المتظاهرين لكنها لا تملك سلطة التحقيق مع العسكريين".