رغم اقترابه من نهاية فترة رئاسته للجنة الأولمبية الدولية، بعد فترة رئاسة امتدت على مدار 11 عاما وتنتهى فى العام المقبل، يتعامل البلجيكى جاك روج مع دورة الألعاب الأولمبية «لندن 2012» بكل تفانٍ، مؤكدا فى تصريحات صحفية له أن لندن مضيف مبهر، واصفا العاصمة البريطانية ب«مهد الرياضة الحديثة». وقال روج: «اللجنة الأولمبية الدولية لا يمكنها حل كل المشاكل فى العالم، ولكنها تساهم فى ذلك»، وذلك فيما يتعلق بعلاقة السياسة بالرياضة. وعن رؤيته بالنسبة للفترة التى سبقت أولمبياد لندن مقارنة بالشهور التى سبقت أولمبياد بكين 2008، أجاب روج ضاحكا: «لا، لا، هناك الكثير من العمل فى كل مرة قبل الدورات الأولمبية، الحقيقة أن الأجواء مختلفة وأقل توترا وتصادما، ورغم ذلك فإننى رجل أتسم بالحذر، سأكون سعيدا فقط إذا سارت جميع الأمور على ما يرام فى حفل الافتتاح». وعما إذا كانت لندن بمثابة واحة للراحة أو التوقف بين دورات الألعاب الأولمبية التى تقام فى أراضٍ جديدة وبين المزيد من التحديات الأولمبية، قال روج: «هذا هو ما يسألنى الناس عنه دائما منذ أن منحنا لندن فى عام 2005 حق ضيافة الأولمبياد. ويعرف الناس أنه من الصعب على لندن أن تحاكى بكين، من أجل أن نفعل ذلك يجب أن يكون لديها 1٫3 مليار نسمة، وهناك 60 مليون بريطانى فقط فى العالم». وأضاف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: «أقول دائما إن بريطانيا هى الدولة التى ابتكرت الرياضة الحديثة فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، إنه البلد الذى وضع الرياضة أيضا ضمن برنامج المدارس واستخدم الرياضة كأداة للتعليم، وهذا مهم للغاية. إنه بلد يعشق الرياضة». وتابع: «إذا نظرت إلى كل دورة فى حد ذاتها، سترى أن أولمبياد أثينا كانت عودة إلى الجذور الأولمبية حيث ابتكرت اليونان الألعاب الأولمبية، أما بكين فهى عاصمة أكثر دولة مأهولة بالسكان فى العالم، واستحقت بكين ضيافة الأولمبياد». وواصل روج: «لندن هى مهد الرياضة الحديثة. ريو دى جانيرو -التى تضيف أولمبياد 2016- ستكون أول مدينة تضيف الأولمبياد فى قارة أمريكا الجنوبية». وعما يتبادر لذهنه عندما يذكر اسم سباستيان كو، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن، قال روج: «شيئان؛ الأول هو أنه الرياضى الذى التقيت به للمرة الأولى فى أولمبياد موسكو 1980، والآخر أنه الشخص المسئول عن تنظيم أولمبياد لندن. لديه عشق هائل للرياضة، ويتحرك من منطلق شخصيته كرياضى». وعن الرياضة التى يرغب فى ألا تفوته مشاهدة منافساتها فى الدورة الأولمبية، قال روج: «أريد مشاهدة جميع الرياضات المدرجة فى برنامج الدورة، ولكنى بالتأكيد لن أستطيع مشاهدة جميع النهائيات، نعم، هناك مسابقات وسباقات أود رؤيتها، أريد مشاهدة المواجهات المرتقبة بين السباحين الأمريكيين رايان لوكتى ومايكل فيلبس، وكذلك المواجهات المرتقبة بين عدائى جاميكا أوسين بولت ويوهان بليك التى ستحدد من هو أسرع رجل فى العالم». وأكد روج أن اللجنة الأولمبية الدولية ستقيم العلاقة بين الرياضة وحقوق الإنسان، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، موضحا: «عندما أنظر إلى تطور الوضع بهذا الصدد، أرى بوضوح أن دورة بكين الأولمبية أثرت على الصين وجعلتها أكثر انفتاحا». وعما إذا كان العلم الأولمبى هو الحل لمشاركة دولة جنوب السودان فى أولمبياد لندن، قال روج: «ما من سبب فى المشاركة تحت العلم الأولمبى، جنوب السودان تم الاعتراف بها كدولة.. نحاول إيجاد المكونات الضرورية فى جنوب السودان، إنه أمر فى غاية الصعوبة لأنها دولة لها مشكلة مسلحة، نعمل مع الأندية والسلطات الرياضية هناك ونحاول إيجاد أفضل حل ممكن، ولكننى لا يمكن أن أضمن الآن وجود هذه الدولة فى الأولمبياد». وعن «الأفيال البيضاء»، وهو المصطلح الذى يطلق على الاستادات المهجورة، وما إذا كان يشعر بالقلق من تكرار ذلك مثلما كان فى دورات الألعاب الأولمبية الأخيرة، قال روج: «كانت هناك أمثلة للأفيال البيضاء أكبر من الاستخدامات المتوقعة بعد الأولمبياد، يجب توضيح الفارق، الاستاد الأولمبى فى برلين ليس مربحا ولكنه ما زال يستخدم.. والاستاد الأولمبى فى باريس -استاد دو فرانس- ليس مربحا بشكل تام، كل عاصمة كبيرة تحتاج إلى استاد أولمبى يستخدم فى مناسبة». وأضاف: «نحرص على التأكد من عدم وجود أفيال بيضاء، نطالب المنظمين بأن يتأكدوا من عدم هجر هذه الاستادات الضخمة، فى سيدنى ضمت الأولمبياد استادا هائلا تبلغ سعته 125 ألف مقعد وتقلص العدد إلى 80 ألف مقعد بعد الأولمبياد. وفى لندن هناك نفس الشىء حيث يتسع الاستاد الأولمبى لنحو 80 ألف مقعد وسيتقلص إلى 25 ألفا بعد الدورة الأولمبية.. وأينما يكون متاحا، فإننا نفضل الاستادات المؤقتة على الأفيال البيضاء الضخمة». ولدى سؤاله عما إذا كانت الدورة الأولمبية ساهمت فى التعجيل بالأزمة الاقتصادية فى اليونان، قال روج: «هذا ليس صحيحا، الميزانية الإجمالية لأولمبياد أثينا كانت 2٫5 بالمائة من الدين الخارجى على اليونان». وأضاف: «كانت دورة رائعة بالتأكيد ومنظمة بشكل جيد ولكن بتكلفة مرتفعة». وعما إذا كانت بعض أحلامه كرئيس للجنة الأولمبية الدولية لم تتحقق بعد، قال روج: «هناك أشياء قليلة كنت أود فقط أن أؤديها بشكل أسرع قليلا، ولكن النتيجة النهائية كانت كما أردتها تماما، ما يتبادر إلى ذهنى بالفعل هو إصلاح البرنامج الأولمبى، الذى ينمو بشكل مطرد، كان هناك الكثير من الضغوط من اللجان الأولمبية الوطنية والاتحادات الدولية لزيادة عدد اللاعبين المشاركين فى الدورات الأولمبية وتصدينا لهذا، ونرغب الآن فى نظام يعمل على تحديث البرنامج الأولمبى ليكون لدينا برنامج أولمبى متحرك». واختتم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: «لدينا نظام يمكن من خلاله إضافة رياضات جديدة فى كل دورة أولمبية، فى 2020 ستكون هناك رياضة إضافية فى الدورة الأولمبية، لقد استغرقت خمس سنوات من الدراسة للوصول إلى ذلك فى ظل المعارضة الشرسة من الاتحادات الدولية، ولكن فى النهاية وصلنا لما نريده، إلى أفضل حجم يمكن السيطرة عليه فى الدورات الأولمبية، وأعتقد أنه ليس بالإمكان زيادة عدد الرياضيين المشاركين عن عشرة آلاف و500 رياضى ورياضية يتنافسون فى 28 لعبة رياضية».