أحداث الاتحادية كانت المسمار الرئيسى فى نعش حكم «الإخوان».. وأعتقد أن كثيرين من الشعب -باستثناء النخبة المايعة - أدركوا وقتها خطورة التنظيم وعدم إيمانه بالديمقراطية وأن العنف من أهم أدواتهم فى الوصول للسلطة والحفاظ عليها.. كما أن قيادات الجيش المصرى مروا خلالها بأصعب فترات الإحباط بعد أن قامت ميليشيات إخوانية مسلحة بتعذيب وقتل مواطنين مصريين أرادوا التعبير عن آرائهم ضد الإعلان الدستورى بتخطيط مكتب الإرشاد ومندوبيهم فى رئاسة الجمهورية من أول «مرسى»، مروراً بأسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى وأيمن هدهد. كان موقف الحرس الجمهورى واضحاً؛ حيث رفض مهاجمة المتظاهرين.. «الداخلية» سارت على نفس النهج؛ حيث تجاهل وزيرها الرد على مكالمات «مرسى» لمدة 3 ساعات، ثم طلب بعدها أمرا كتابيا لفض المتظاهرين، لكن الرئيس السابق رفض ودفع «جمال الدين» ثمن موقفه؛ حيث تمت الإطاحة به فى أول تغيير وزارى، ويعلم الجميع أن أوامر ضرب المتظاهرين كانت تصدر من داخل القصر عبر «الشيخة» وغيره؛ لذا لم يكن غريباً أن يخرج السفير رفاعة الطهطاوى على إحدى القنوات ليقول إن أنصار الرئيس 10 أضعاف معارضيه و«ممكن ننزّلهم». أحداث الاتحادية كانت كفيلة بإنهاء حكم «مرسى»؛ فقد أصدر الرجل إعلاناً دستورياً مخالفاً لاستقلال القضاء والدستور وقواعد الديمقراطية التى انتُخب على أساسها، ثم استخدامه القوة عبر ميليشيات جماعته لضرب المتظاهرين وتعذيبهم وسحلهم وقتلهم، كما حدث مع السفير يحيى نجم ومينا فيليب وغيرهما، بالإضافة إلى مقتل الكثيرين وأبرزهم الزميل الصحفى الحسينى أبوضيف، وبعدها ذهب «مرسى» إلى مناصريه ليتحدث معهم أمام الاتحادية وأعلن عن أمور تدخل فى نطاق سلطة التحقيق؛ حيث أكد أن المتظاهرين حصلوا على مبالغ لتنفيذ ذلك.. ثم خرج بعدها نائبه الخاص المستشار طلعت إبراهيم ليطلب من المستشار مصطفى خاطر حبس المتهمين حتى لا يتم إحراج «مرسى»، ولا أعرف كيف لم يُسأل «طلعت» حتى الآن عن هذه الجريمة! إذن الأحداث تؤكد أن الإخوان يخططون للبقاء فى الحكم 500 عام، كما قال «السيسى»، ويستخدمون البلطجة القانونية والقضائية والمسلحة لاستمرارهم فى السلطة، وبالطبع يتم ذلك بدعم أمريكى - تركى - قطرى - حمساوى لم يكن يتخيله أحد انكشف بعد ثورة 30 يونيو، وبالتالى كان جبروت «مرسى» وإخوانه مستمدا من الخارج وميليشيات الإخوان.. وهو ما تم فى ثورة 30 يونيو بالضبط وما بعدها ليتأكد الجميع أن ذلك هو نهج الإخوان: العنف والاستقواء بالخارج واستخدام الداخلية والنيابة والقضاء لتحقيق أغراضهم. وبالمناسبة لم يعرض أحد من أصحاب المبادرات الحالية أى حلول ولم يدينوا بقوة تصرفات الإخوان ولم يتحدثوا عن حرمة الدم المصرى. قضية الاتحادية والإعلان الدستورى يوضحان منهج الإخوان، ويكشفان تابعيهم ولمن لا يعلم فقد اتصل «مرسى» بمرشده وأستاذه «بديع» يستنجد به من المتظاهرين وأن الحرس الجمهورى ينصحه بالانتقال إلى نادى الحرس الآمن فطلب منه بديع 10 دقائق وعاد إليه بعد ذلك حاسماً: ابقَ فى مكتبك.. و«سيب الشارع للشارع»!