سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المقاولون العرب".. "جرَّاح" مباني الدولة تتولى بناء وترميم المنشآت والميادين بعد أعمال التخريب من "القديسين" حتى "رابعة".. وتساهم في مفاوضات "سد النهضة" بسبب مكانتها في أثيوبيا
كُتب على شركة "المقاولون العرب"، تحمل المسؤولية الأكبر في إعادة بناء وترميم المنشآت، التي تتعرض لتخريب أو تدمير، نتيجة أعمال عنف ومصادمات خلال التظاهرات والمسيرات، حتى قيل إن مهمتها الرئيسية هى "تضميد جراح الدولة" في المباني. الشركة التي كانت تحمل اسم "الهندسية للصناعات والمقاولات العمومية"، قبل تأميمها بالكامل عام 1946، تعد الراعي الرسمي لأعمال إعادة إعمار ميداني رابعة العدوية والنهضة، لكن خطواتها على هذا الطريق بدأت قبل التظاهرات التي ألفتها البلاد منذ ثورة يناير، فقد تولت ترميم كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية، التي فجرها إرهابيون أول يناير 2011، وبعد 25 يناير، رممت كنيسة العذراء في إمبابة، التي تعرضت للحرق في مايو 2011، إثر فتنة طائفية. ومع تواصل التظاهرات، وأعمال العنف والتخريب أحيانا، يصاب المجمع العلمي في ميدان التحرير بحريق أتى على مبناه كاملا، بفعل بلطجية، خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، في ديسمبر2011، لتسهم الشركة في إعادته كما كان. "المقاولون العرب"، معروفة بأنها أكبر شركات المقاولات الحكومية في مصر والعالم العربي، أسسها عثمان أحمد عثمان، أو "المعلم"، في 1917، وتضم الآن نحو 50 ألف عامل، وفي 1961 تأممت الشركة تأميما نصفيا، وساهمت في بناء السد العالي، واحتفظ عثمان أحمد عثمان برئاسة مجلس إدارتها، حتى بعد تأميمها كليا. الأسبوع الماضي، بدأت الشركة ترميم تمثال "نهضة مصر"، عند موقع اعتصام الإخوان، الذي فض مع اعتصام رابعة العدوية، بجانب عملية إعادة إعمار الميدان نفسه، وفي نفس الوقت، ترمم الشركة بتكليف من الحكومة، مبنى وزارة المالية الذي أحرقه أنصار المعزول يوم فض الاعتصامات، كما أعلنت الشركة إنها ستعيد بناء مبنى محافظة الجيزة، ومبنى المقاولون العرب نفسها، الذي أحرقه "الإخوان"، يوم الجمعة الماضي. ونظرا لأنشطة الشركة عربيا وإفريقيا، فإن دورها تجاوز التشييد، فهي تساهم في تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، فالشركة لها أعمال في إثيوبيا منذ عشرات السنين، وتنفذ حالياً مشروعات طرق وبنية تحتية، ما يتيح لها استغلال مكانتها في إفريقيا، وعلاقات إبراهيم محلب، رئيسها السابق ووزير الإسكان الحالي.