قال مصطفى جمال، رئيس اتحاد طلاب «الجامعة الأمريكية» الأسبق، رئيس الوفد المصرى المشارك فى «نموذج محاكاة مجلس الأمن» بمنتدى شباب العالم، الذى اختتم أعماله فى شرم الشيخ، إن «تجربة المحاكاة التى خاضها المشاركون من 20 دولة من دول العالم كانت تجربة غنية، خاصة أننا كنا حريصين على البعد عن محددات السياسة بشكلها التقليدى». وأضاف «جمال» ل«الوطن» أنه «رغم اتفاق جميع الأعضاء على القضية المطروحة، وهى مواجهة الإرهاب، فإن المناقشات شهدت جدلاً ساخناً بين الأعضاء، ليقوم كل عضو بجذب النتيجة لصالحه، ولكننا فى النهاية خرجنا بحلول بناءة، ويمكن للدول بناءً على هذه التجربة الحية أن تخرج بقرارات حاسمة لمواجهة قضية الإرهاب الدولى، والقضاء على الظاهرة على أرض الواقع تماماً». وأوضح «جمال» أن «الخلافات التى شهدتها الجلسات تمثلت فى آليات مواجهة الإرهاب، ولكن بالنقاش تم التوصل إلى صيغة نهائية متوافق عليها، ومن ثم تم التصويت عليها بإجماع الآراء»، مشيراً إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد تواصل الأعضاء المشاركين من الدول المختلفة، كما سيتم تشكيل مجموعات عمل تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقديم تقرير شامل ووافٍ إلى مجلس الأمن الدولى». «دعم مصر»: مبادرة الرئيس للشباب على مائدة اجتماعات البرلمان.. واستدعاء «إسماعيل» لعرض خطة الحكومة وعن أهم التوصيات التى خرج بها المشاركون فى «نموذج المحاكاة»، قال «جمال» إنها «تتلخص فى وضع رؤية شاملة لمواجهة الإرهاب، وأن يكون التعليم شيئاً أساسياً لمواجهة التطرف، وذلك من خلال الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالثقافة والتعليم، وأن يتم تجفيف منابع الإرهاب من خلال وقف تمويل الدول له، وأن يكون هناك الحق فى الإبلاغ عن تلك الدول وإجراء تحقيق فى تلك القضية فى مجلس الأمن». من جانبه، قال يوسف أشرف، مندوب مصر فى نموذج محاكاة مجلس الأمن، إن «مندوبى الدول من الشباب كانوا حريصين على تقديم رؤية واقعية لمحاربة الإرهاب، بعيداً عن الطرح الحالى الذى يطرحه رؤساء الدول فى مجلس الأمن والأممالمتحدة، بحيث تكون ملزمة لجميع الأعضاء، حيث قاموا بتغييرات فى تشكيلة مجلس الأمن، وتم تشكيل مجلس خاص لمواجهة الإرهاب، وإصدار وثيقة ملزمة يتم من خلالها مواجهة الدول والمؤسسات التى تمول الإرهاب بشكل مباشر من خلال فريق عمل مكون من دول المواجهة» لافتاً إلى أنهم «شعروا بالفخر حينما أصدر الرئيس السيسى تكليفات إلى وزير الخارجية بإرسال هذه التوصيات إلى الأممالمتحدة». وأضاف «أشرف» أن «الترتيب لعقد مجلس أمن مصغر بحضور مندوبى 20 دولة أخذ مجهوداً كبيراً، بداية من ترتيب القاعة لتشبه مقر مجلس الأمن الحقيقى فى الأممالمتحدة، إلى اختيار أعضاء المجلس من الدول المشاركة، وكان العمل على مناقشة القضايا لا يتوقف أبداً، بل إنه كان يستمر فى الفندق بعد انتهاء العمل فى القاعة». وأشار «أشرف» إلى أنه «يدرس إدارة الأعمال فى الجامعة الأمريكية وسبق له القيام بالتجربة فى كثير من المنظمات، لكن تجربة منتدى شباب العالم هى الأكثر ثراءً وجعلته يشعر بالفخر، حيث إن تجربة المشاركة فى المنتدى كانت ثرية وغنية». من جهة أخرى، قالت باربرا جارى، مندوبة دولة المجر فى تجربة المحاكاة، إن «تجربة نموذج مجلس الأمن أضافت لها الكثير لكونها غير تقليدية، وفيها كثير من الحرية» مشيرة إلى أنها «تعلمت الكثير من نموذج المحاكاة، خاصة القضية التى تم مناقشتها وهى قضية الإرهاب التى تشكل تهديداً للعالم أجمع». ولفتت «جارى» إلى أن «تجربة المشاركة فى منتدى شباب العالم مبهرة، ولم أتوقع أن تكون بهذا القدر من النجاح، كما أن حفاوة الاستقبال التى شعرت بها منذ لحظة وصولى إلى المطار وشعورى بالأمان، جعلتنى أحب مصر أكثر، وخاصة مدينة شرم الشيخ الساحرة». يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كلف وزارة الخارجية فى ختام المؤتمر أمس الأول، بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولى الذى قام بتنفيذه شباب مصر والعالم، والتوسع فى تنفيذه فى المنتديات المقبلة على كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية. وكلف الرئيس باتخاذ ما يلزم لإنشاء مركز للتكامل الحضارى والثقافى، بهدف تفعيل آليات التعارف والتقارب الثقافى بين شباب العالم بهدف تحقيق مبدأ تكامل الحضارات والثقافات والتنسيق مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة لإنشاء المركز المصرى الأفريقى للشباب. وفى السياق قال النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، إن التوصيات التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال منتدى شباب العالم، ستكون على مائدة جميع لجان مجلس النواب لمتابعة ومراقبة تنفيذ وزراء الحكومة لها، وتقديم الدعم التشريعى إذا لزم الأمر لتطبيقها بشكل عاجل وسريع. وتقدم النائب سعيد حساسين، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطى، ببيان عاجل لاستدعاء المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، لعرض خطة الحكومة لتنفيذ توصيات الرئيس خلال منتدى الشباب، مطالباً مجلس الوزراء بعقد اجتماع طارئ لوضع الخطة التى سيعرضها على البرلمان. وأكد النائب مصطفى الجندى، المستشار السياسى لرئيس البرلمان الأفريقى، ضرورة اهتمام جميع القادة والرؤساء والحكومات والبرلمانات الأفريقية بمبادرة السيسى، مشيراً إلى أن منتدى شباب العالم حقق جميع أهدافه لصالح شباب مصر والعالم بصفة عامة، ولشباب الدول الأفريقية بصفة خاصة. وقال عمرو عصام الدين، المنسق العام لمنتدى شباب العالم، ل«الوطن»، إن اللجنة المنظمة للمنتدى ستبدأ من الآن العمل على تفعيل توصيات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أعلنها فى الجلسة الختامية، أمس.