نموذج محاكاة مجلس الأمن كان واحدًا من ضمن فعاليات منتدى شباب العالم الذي استضافته مدينة السلام شرم الشيخ، إذ استقبل 60 شابًا من جنسيات مختلفة ليمثلوا 20 دولة تنقسم إلى 15 عضوًا ممثلين في مجلس الأمن حاليًا و5 دول أخرى ممثلة بدول ألمانيا وأوغندا والسعودية والإمارات وجنوب أفريقيا. ضم نموذج محاكاة مجلس الأمن 60 شابًا، 20 من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، و20 من جنسيات متنوعة، و20 مصريًا تم ترشيحهم عن طريق جامعاتهم بينهم 17 من الجامعة الأمريكية و3 من جامعات خاصة. «المصري اليوم» تحدثت مع ليلى يونس، التي مثلت المملكة المتحدة خلال فعاليات نموذج المحاكاة، الذي حضر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، جلسته الختامية. وقالت ممثلة المملكة المتحدة: «أنا عُمري 19 عامًا، وأدرس اقتصاد وعلوم سياسية بالجامعة الأمريكية، وحضرت نماذج محاكاة كثيرة، وهذه هي المرة العشرين بالنسبة لي، وتم اختياري لتمثيل السياسات الخارجية لبريطانيا مع اثنين آخرين، إذ يكون عدد كل وفد 3 شباب». وأضافت أن اختيارها يكون بناء على ما تقدمه من أوراق بحثية تخدم من خلالها السياسية الخارجية للبلد الأقرب لتمثيلها و«تم اختياري لتمثيل أوروجواي أولًا، ولكن مع تركيزي على الشأن البريطاني أصبحت ممثلة لها، وكان تحديا كبيرا بالنسبة لي خاصة أنها دولة عظمى لها حق الفيتيو وعليّ أن ألتزم بسياساتها حال استخدامه في مجلس الأمن لمنع أي قرارات ضد مصالحها». وعن آليات تدريبها، قالت: «تدربت لمدة 4 مرات في المجالس المتخصص التابعة لرئاسة الجمهورية، قبل المجئ لحضور منتدى شباب العالم، إذ تم ترشيحي عن طريق جامعتي». وبشأن المناقشات الخاصة بمكافحة الإرهاب، قالت إن رؤيتها لهذا الأمر يتعلق بضرورة تدشين وحدة لمكافحته عبر الإنترنت بين دول العالم لتبادل المعلومات الخاصة بالإرهابيين ومصادر تمويلها وتجفيف منابعها بالاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة. وأبدت ممثلة المملكة المتحدة سعادتها لتواجد السيسي في الجلسة الختامية، قائلة: «كنت فخورة جدًا بحضوره، وشعرت بمدى تقدير الدولة لمجهودنا وأن مصر تُقدِّر أفعالنا، فضلًا عن إتاحة الفرصة للتعاون مع جميع بلدان العالم». وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة للحديث مع السيسي فما الذي ستقوله، أجابت: «سأقول له: (مبسوطة جدًا بما نظمته مصر من فعاليات خاصة بمنتدى شباب العالم، ونحن نجحنا بجدارة)»، خاتمة بأمنية تود تحققها في العام المقبل بأن تستضيف فعاليات المنتدى «مناقشات تتعلق بقضايا حقوق الإنسان ومكافحة المخدرات في العالم». «لدي أبحاث تتعلق بسياسات اليابان الخارجية، ومن هنا جاء اختياري ممثلًا لها».. كلمات يقولها شريف العشيري، وهو ابن الخامسة والعشرين عامًا، ويدرس في كلية الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب. العشيري، الذي أصبح مندوبًا لليابان، قال ل«المصري اليوم»، إنه جهز نفسه عن طريق المشاركة في أكثر من نموذج محاكاة في عدة جامعات على رأسها الجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة. وقال «العشيري» إنه يلتزم كممثل لليابان بدستورها الذي يحظر على جيشها الاشتراك في عمليات عسكرية خارج حدود أراضيها و«لكن يحق لليابان تمويل العمليات العسكرية المكافحة لبؤر الإرهاب»، مؤكدة انتظارها لتمثيل بلدها مصر بأي منصب في المستقبل لخدمتها سواء في مجال الاقتصاد أو الحقوق، إذ تسعى لدراسة الحقوق بعد إنهاء دراستها. مصطفى جمال، خريج كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية يونيو 2016، تولى رئاسة الوفد المصري المشارك في نموذج محاكاة مجلس الأمن، وخرج بأكثر من استفادة على المستوى الشخصي من تلك التجربة، جعلته يطمح في تمثيل حقيقي لبلده بأن يصبح مندوبًا لمصر في مجلس الأمن مستقبلا. مصطفى يقول:«قبل مشاركتي في الجلسة ممثلا لمصر، وضعت محاور السياسة الخارجية المصرية تجاه قضية الإرهاب، كمرتكزات للكلمة التي ألقيتها، وأبرزها المطالبة بضرورة وجود نظرة شاملة للإرهاب، ووقف كافة أنواع التسليح للتنظيمات الإرهابية، بالتوازي مع مواجهة الدولة التي تدعمه بالتمويل، أو توفير ملاذات آمنة للعناصر المتطرفة، فضلا عن محاصرتها، بجانب التأكيد على أهمية تجديد الخطاب الديني كمنطلق للمواجهة الفكرية للخطابات المتشددة». ولفت مصطفى إلى أن المجتمعين صاغوا توصياتهم النهائية، التي طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي، صياغتها في تقرير مفصل بالتعاون مع وزارة الخارجية، ورفعها إلى مجلس الأمن، وتركزت التوصيات حول ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وتجريم تلك الممارسات بشكل واضح في إطار قانوني، واحترام ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الشأن، ومنع الاستقطاب الحاد وتزكيته داخل مناطق النزاع، وحماية واحترام حدود الدول وسيادتها على أراضيها، وعدم السماح بانتهاكها تحت أي ضغط. وشارك الطالب مروان خالد السيد، وهو طالب بالجامعة الأمريكية، كلية العلوم الإكتوارية، ممثلا عن دولة روسيا، وهو يرى أن منتدى شباب العالم، تجربة شخصية رائعة، تبادل خلالها خبرات واسعة من كل مكان، وأتاح له فرصة التقاء مسؤولي وصناع القرار، مشيرا إلى لقائه وزيري التخطيط والشباب والرياضة، ورئيس الجمهورية. مشاركة مروان، في جلسة المحاكاة، جاء بعد اختياره من اللجنة المنظمة للمنتدى، بعد ان شارك بفعالية في نموذج القاهرة الدولي للأمم المتحدة بالجامعة الأمريكية، واختياره ليكون أحد أعضاء الوفد الطلابي المصري، الذي سافر إلى الأممالمتحدة في مارس الماضي، ليشارك في نموذج محاكاتها، الذي انعقد في ذلك التوقيت، لينجح الطلاب المصريون في حصد المركز ال 15 بين دول العالم المشاركة. مروان يقول: «الطلاب الأجانب المشاركون في منتدى الشباب، انبهروا بمستوى أدائنا، وأخبرونا بأنهم توقعوا أن الطلاب المصريين يشاركون في المنتدى من اجل التدريب فقط، ولكننا أثبتنا كفاءتنا، فلقد شاركنا من قبل في 22 جلسة لمؤتمرات سابقة بنماذج محاكاة الأممالمتحدة».
