■ لا أستطيع أن أستجمع شتات نفسى أو أفكارى.. غاب العقل عن مصر.. وضاع السلام والأمان منا.. يا ويلتى.. ما هذه الأعداد من القتلى التى لا تعد ولا تحصى؟ بل لها فى كل ساعة حصر وعد يختلف عن سابقه. ■ فهل استباح بعضنا دماء بعض؟ ■ وهل صلنا إلى خيار الحرب الأهلية الجزائرية بين الدولة والإسلاميين؟ ■ هل نسى الناس طعم الأمان وأحبوا رائحة الدم والدخان والحرائق والأشلاء؟ ■ كيف تحول الصراع السياسى المصرى لأول مرة إلى صراع دموى.. وبدأ ذلك من فض الاعتصام ب«رابعة» و«النهضة» وانتشر فى كل مكان؟ ■ رغم ذلك كله سأستجمع شتات قلبى ونفسى وأسطر هذه النقاط الرئيسية قبل أن يغيب العقل أو يقع تحت سيف العواطف الهائجة غير المنضبطة. ■ 1- أسوأ يوم مر على مصر كلها هو يوم 14/8، مئات القتلى وآلاف الجرحى فى كل مكان من أسوان إلى الإسكندرية.. قتلى وجرحى من الإسلاميين.. وكذلك من الشرطة.. ومعظم القتلى والجرحى ممن لا ينتمون إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. هذا اليوم هو أثقل يوم مر على مصر طوال تاريخها.. فقد تحولت مصر كلها إلى قابيل المصرى وهابيل المصرى.. وكلاهما خسارة لمصر وضرر على الإسلام والمسلمين.. وكان أولى بنا أن نوفر هذه الدماء الزكية لأعدائنا الحقيقيين. ■ 2- فض اعتصام «رابعة» و«النهضة» يعد أبشع مجزرة حدثت فى تاريخ مصر بعد مذبحة المماليك.. فقد تم فض الاعتصام بأقسى وأسوأ طريقة.. وكان يمكن فض الاعتصام بالتدرج وعلى مهل وعلى عدة أيام وبعد إخراج النساء والأطفال والشيوخ.. إنها مجزرة بالمعنى الحقيقى وليس المجازى. ■ 3- الصراع السياسى هو السبب فى كل هذا الخراب الذى حل على مصر، وإذا استمر هذا الصراع فلن تكون هناك مصر.. والحل هو التعايش والتوافق وعدم الإقصاء وعدم العنف، لا من السلطة ولا من غيرها، وقبول الآخر، وما دام هناك إقصاء للآخر فلا أمل فى التعايش ولا أمل فى تقدم مصر. ■ 4- واجب الوقت الآن فى مصر هو وقف نزيف الدماء بأى طريقة، وبعد ذلك نفكر فى الباقى.. فدماء الإنسان أغلى من أى شىء ودماء كل المصريين معصومة. ■ 5- حرق الكنائس خطأ شرعى وسياسى وأخلاقى، وسينسب للحركة الإسلامية وهى منه بريئة شئنا أم أبينا.. وعلى العقلاء جمعياً أن يوقفوه فوراً. ■ 6- دعوت منذ أكثر من شهر د. مرسى أن يستلهم خيار الحسن بن على ويقبل بالانتخابات الرئاسية المبكرة حقناً للدماء.. وسخر البعض منى قائلين: عندما يأتى معاوية سيتنازل له.. فقلت لهم: العلة فى تنازل الحسن بن على كانت حقن الدماء وليس مجرد التنازل لفلان أو علان.. وهذه العلة باقية ما بقى الليل والنهار.. وهى من أهم المصالح التى أرادت الشريعة تحقيقها فى كل العصور.. ولو أن هذا الخيار تم لما كانت هناك هذه المجازر.. ولما حرقت مصر كلها وتحول د. مرسى من رئيس إلى سجين. ■ 7- اقتحام قسم شرطة كرداسة وحرق كل الضباط فيه وتعميم العقاب على الضباط فيه خطيئة شرعية وأخلاقية.. والاعتداء على أقسام الشرطة سيضر الحركة الإسلامية ولا يفيدها.. وسيُدخل الآلاف مرة أخرى إلى السجون.. ويعيد الحركة الإسلامية مرة أخرى إلى المربع صفر بعد أن كانت على القمة.. ويحولها من زعماء سياسيين إلى إرهابيين مطلوبين ظلماً وعدواناً.. وعلينا ألا نعاقب أحداً بجريرة غيره لأن كل إنسان مسئول عن نفسه فقط «أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ». ■ 8- على الدولة المصرية ومؤسساتها الأمنية أن تسعى لحقن الدماء ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.. وأن تحذر من استخدام الأسلحة فى حالة الحشود، خاصة التى تخرج من صلاة الجمعة.. وعليها أن تقبض على كل البلطجية فى ربوع مصر فى شهر الطوارئ.. لأنهم يستغلون الصراعات السياسية ويندسون فى الحشود السياسية والدينية فيحرقون ويسلبون. ■ 9- على الحركة الإسلامية ألا تستنكف من مراجعة تجربة الثلاث سنوات الأخيرة لتستكشف بأمانة إيجابياتها وسلبياتها.