طالب عدد من الخبراء وقيادات الأحزاب السياسية، المجتمع الدولي، بالوقوف خلف الدولة المصرية فى حربها ضد الإرهاب، مشيرين إلى أنه من الضروري تضافر الجهود ضد الدول التي توفر للمتطرفين ملاذاً آمناً، وأكدوا ضرورة أن يعد «المجلس القومى لمكافحة الإرهاب» خطة وطنية شاملة، سياسية وأمنية وثقافية واجتماعية؛ للتصدى لهذا الخطر والقضاء على الجماعات المتطرفة، وإعداد دراسات لمنع تجنيد مزيد من الإرهابيين من خلال التعليم والإعلام. وقال ثروت الخرباوي، القيادى الإخواني المنشق، والباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى، إن انتقال الإرهاب من شمال سيناء إلى الواحات أمر متوقع، فمع توالى الضغط هناك، كان لا بد بالنسبة للإرهابيين أن تكون هناك مناطق أخرى لرفع هذا الضغط، والواحات منطقة رحبة ومؤهّلة لذلك، وعبر تاريخ الإخوان كانت الواحات ملجأً للهاربين منهم، منذ زمن عبدالناصر». «الخرباوى»: نواجه «منتخب العالم فى الإرهاب» وتابع «الخرباوى» ل«الوطن»: «أنا في قمة الدهشة من الاستدراج الذى حدث، ففى الطلعات الأمنية تكون هناك مجموعة استكشافية لطبيعة المكان وجغرافيته وكيفية الدخول والخروج منه، لكن الأمن اعتقد أنه وقع على صيد ثمين، وهو ما نتج عنه هذا العدد الكبير من الشهداء، الذين هم خيرة شباب مصر، فهم مجموعة من أفضل الشباب»، مطالباً الدولة بإعلان الحداد الرسمى، وإلغاء أى احتفالات، وإعلان حالة الاستنفار العام لكل مؤسسات الدولة. وأضاف: «نحن نواجه منتخب العالم للإرهاب، وما يتم ليس بمقدور تنظيمات صغيرة القيام به، لا داعش ولا غيره، هذا عمل مخابراتي على مستوى رفيع، وإرهابيو سيناء لم ينتقلوا، وإنما المخططون لهم نقلوا العنف إلى مناطق أخرى، باستخدام إرهابيين آخرين، لأنه لو فرّغ سيناء من الإرهابيين فسوف يكون ذلك نجاحاً للدولة المصرية، وهو ما لن يسمح به، وبالتالى تم نقل الكثير من الإرهابيين من العراقوسوريا وليبيا وغيرها من البلدان التى يسيطر عليها المتطرفون إلى الواحات، فالعملية توضح أن هناك الكثير من المتطرفين تسللوا، من أجل إنهاك قوات الأمن، وهو ما يعرفه الخبراء الأمنيون والعسكريون المحترفون والمدربون، وذلك يوضح خطورة الموقف». وقال فؤاد الدواليبي، أحد قيادات الجماعة الإسلامية وأميرها السابق بالصعيد، إن العائدين من سورياوالعراق يمثلون خطراً كبيراً فى المواجهات الأمنية المقبلة، خصوصاً أن تلك المجموعات تدرّبت على خوض الحروب الكبرى، واستخدام جميع وسائل القتال، من أسلحة ومدافع وذخائر، وتعلموا كيفية الكر والفر فى المعارك والميادين. وأكد «الدواليبى» أن حادث الواحات يحمل بصمة تنظيم داعش الإرهابى من خلال الخلايا العنقودية المنتشرة بالمحافظات، خصوصاً محافظة الجيزة، وتوقع ارتفاع وتيرة مثل تلك العمليات فى المناطق الحدودية ببعض المحافظات، مشيراً إلى أن ما نشهده الآن هو «انتقال نوعى للعمليات إلى الوادى بشكل أوسع، وهذا أمر خطير بلا شك، لكننا كلنا ثقة فى كفاءة القوات المسلحة والشرطة المصرية فى ردع تلك الجماعات الإجرامية». وقال المهندس ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد، ل«الوطن»: إن «المواجهات التى وقعت فى منطقة الواحات مع الإرهابيين، وأدت إلى استشهاد عدد من رجال الشرطة، تؤكد أن المعركة لا تزال ضارية، إلا أن مصر قادرة على إفشال جميع مخططاتهم الخبيثة». «قورة»: على «المجلس القومى» إعداد خطة وطنية شاملة للمواجهة وطالب «قورة» المجلس القومى لمكافحة الإرهاب بضرورة إعداد خطة وطنية شاملة سياسية وأمنية وثقافية واجتماعية؛ للتصدى لهذا الخطر، من خلال المواجهة التى تعتمد على القضاء على الجماعات المتطرّفة، والدول التى تمولها فى المنطقة، وإعداد دراسات لمنع تجنيد الإرهابيين من خلال التعليم والإعلام. وقال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الإرهاب خسر كثيراً بعد التقدّم الملحوظ للجيش المصرى فى سيناء، وإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس بوساطة مصرية، مشيراً إلى أن الحرب على الإرهاب التى تخوضها الدولة، هى من أجل حرية الشعب المصرى، وحماية أرضه. وأضاف «خليل» أن مثل هذه العمليات الجبانة ستزيد المصريين قوة فى مواجهتها، وسيواصل الشعب طريقه الذى رسمه فى ثورة 30 يونيو، بالخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أن الإرهاب الذى نواجهه حالياً يحتاج من الجميع إلى التكاتف والتعاون، جنباً إلى جنب، من أجل اجتثاثه من جذوره، ومساندة الشعب للقوات المسلحة والشرطة، فى جهودهم الأمنية للوصول إلى البؤر الإرهابية ومخابئ المتطرفين. ودعا «خليل» جميع مؤسسات الدولة إلى الاصطفاف بجهودها حول المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب من أجل المواجهة الشاملة لهؤلاء المتطرفين والقضاء عليهم، مطالبا المجتمع الدولى كذلك بالوقوف خلف الدولة المصرية فى حربها ضد الإرهاب، وتضافر الجهود ضد الدول التى توفر للإرهابيين ملاذاً آمناً، وتقدم لهم كل التسهيلات. وقال المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن: إن «مثل هذه العمليات الإرهابية الخسيسة تهدف إلى ضرب عمليات الاستقرار والأمن المصرى، وإيقاف التنمية فى البلاد، لكننا أقوى من الإرهاب ومستمرون فى طريقنا الذى بدأناه، وعلينا جميعاً الوقوف خلف قواتنا المسلحة والشرطة لاقتلاع الإرهاب من جذوره». وأضاف «رشاد»، أننا نثق فى أن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفت فى عضد من أخذوا على عاتقهم واجب ومسئولية التصدى لهؤلاء المتطرفين، ولن تزيد أبناء الشعب المصرى إلا تماسكاً ووحدة فى مواجهة من يرمى للإضرار بهم وبوطنهم، مطالباً بضرورة الاستمرار فى ملاحقة تلك العناصر الإرهابية، والقضاء على البؤر التى تختبئ داخلها وتتخذها مركزاً للانطلاق تعبث من خلاله بأرواح ومقدرات وممتلكات الشعب. وطالب الدكتور أحمد بيومى، رئيس حزب الدستور، بضرورة اتباع استراتيجية المواجهة الشاملة للإرهاب والتطرّف لتأمين جنودنا ومواطنينا على حدٍّ سواء، وفتح المجال العام وتوسيع المشاركة السياسية والاجتماعية والشعبية فى المواجهة لاجتثاث الإرهاب من جذوره.