قال أليكسي ليخاتشوف مدير عام للمؤسسة الروسية للطاقة النووية روساتوم، إن الجانب الروسي في انتظار جاهزية الجانب المصري لتوقيع العقود النهائية لأول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة أربعة آلاف وثماني مئة ميجاوات. وأضاف "أليكسي"، في حواره ل"الوطن" على هامش مشاركته بمؤتمر الشباب الدولي بمدينة سوتشي الروسية، أن تأخر توقيع العقود بين الجانبين المصري والروسي لا يحتمل أي أسرار، ولكن في انتظار استكمال بعض الإجراءات الروتينية في مصر، وفيما يلي نص الحوار.. - بداية نريد توضيحا من جانبكم عن سبب تأخر توقيع العقود الأربعة لأول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة؟ وقَّعنا كل الاتفاقيات للمحطة النووية لتوليد الكهرباء المقرر تنفيذها في مدينة الضبعة بالأحرف الأولى، بتنفيذ أربعة مفاعلات نووية بقدرة إجمالية أربعة آلاف وثماني مئة ميجاوات، على أن توقع العقود النهائية بعد الانتهاء من بعض الإجراءات الروتينية في مصر، ولا يقف وراء تأجيل العقود الأربعة أي أسرار، وفي حال جاهزية الشريك المصري سنوقع العقود الأربعة لبدء تنفيذ مشروع الضبعة. - ما هي مجهودات المؤسسة الروسية للتواصل مع قادة الرأي بالمجتمع المصري للتوعية بأهمية المحطات النووية؟ نناقش مع الجانب المصري حالياً هذه المسألة، وسنعمل على محو الأمية بأهمية الطاقة النووية لدى جماهير الشعب المصري، ليقتنع أفراد الشعب غير المتخصصين بأن المحطات النووية تتسم بالسلامة والآمان، ولن تشكل أي خطورة على حياة المصريين العادية. ومؤسسة روساتوم ليست فقط مركزا للأبحاث العلمية بالقطاع النووي، إلا أنها تحمل رسالة للحفاظ على السلام في العالم، ما يلقي على عاتقنا مسؤولية عالمية لا يمكن أن نقف بعيداً عنها، بخاصة المساهمة في حل مشكلات عالمية باستخدام الطاقة النووية مثل نقص توفر لتغذية الكهربية في بعض بلدان العالم النامي، وكذلك تحلية المياه في بعض المناطق التي تعاني من نقص المياه النظيفة، فمثلا حوالي ثمانمئة مليون نسمة عالمياً تعاني من نقص المياه العذبة. - وماذا عن التخوف المتعلق بالنفايات النووية؟ لا شك بأن النفايات تشكل خطورة، إلا أن المؤسسة الروسية فيما يتعلق بالنفايات النووية لديها نظام مبتكر لإعادة استخدام الوقود المستنفد في أنواع من محطات الطاقة باستخدام النيوترونات السريعة التي تعمل على إعادة تدوير معالجة الوقود المستنفد من المحطات النووية. تهتم المؤسسة بالسيناريوهات المختلفة للتعامل الآمن مع النفايات النووية. - حدثنا عن تكنولوجيا مفاعلات الجيل الثالث بلس المقرر إنشاؤها بالضبعة؟ في أغسطس من العام الماضي نجحت روسيا في توصيل وحدة الطاقة رقم ستة بمحطة الطاقة النووية "نوفوفورونيج" بالشبكة القومية للكهرباء، وهي وحدة الطاقة الأكثر تقدماً في العالم من الناحية التكنولوجية، وتوليد أول مئتين وأربعين ميجاوات إلى نظام الطاقة القومي، وتعد أول وحدة طاقة من نوع الجيل الثالث بلس من نوع "في في إر" بقدرة ألف ومئتين ميجاوات، وهو نوع المفاعلات التي سيدشن في مصر، والذي يتضمن ميزات سلامة وأمان إضافية تتحمل الظروف القاسية في أشد الحوادث، وامتد العمر الافتراضي للمفاعل إلى ستين عاماً. - هل تعد مؤسسة روساتوم واحدة من المنشآت الروسية التي تعاني من فرض العقوبات عليها من جانب الاتحاد الأوروبي؟ مؤسسة روساتوم ليست من المؤسسات الروسية التي دخلت ضمن عقوبات الاتحاد الأوروبي، بل أنجزنا العديد من المهام الرئيسة خلال السنوات الماضية، أبرزها زيادة حصة روساتوم في الأسواق الدولية، وتخفيض التكاليف بمنتجاتنا والفترة الزمنية لتنفيذها، وتطوير منتجات جديدة بالأسواق المحلية، والدولية. وتستمر روس أتوم في تلقي طلبات بتنفيذ مشروعات داخل عدد من البلدان، فمثلا وقعت روسيا ومصر اتفاقية عام ألفين وخمسة عشر لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من النووي بمدينة الضبعة، ومن المقرر بدء تنفيذها عقب توقيع العقود النهائية، ووقعت روس أتوم عقد الهندسة والإنشاء لبناء محطة الطاقة النووية في الصبعة، ونقوم بتنفيذ مشاريع محطات نووية في تركيا، وبيلاروسيا، والمجر، وفنلندا، ونطور اتصالاتنا مع العديد من قارات أخرى، وروسيا منفتحة على الجميع من مختلف أنحاء العالم، ولا يمكن أن نتخيل الانعزال عن المجتمع المحيط بِنَا.