سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة لمعهد «هدسون» الأمريكى: مستقبل الإخوان بين مصير «قطب» و«أردوغان» الإخوان فشلوا لأنهم تصرفوا كجماعة تريد تغيير هوية المجتمع وليس كحزب سياسى يسعى للحكم
لماذا فشل الإخوان وسقط نظامهم سريعاً؟ سؤال أجاب عنه رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى «إليوت أبرامز» اعتماداً على دراسة للباحث المصرى الأصل «صمويل تادروس» من معهد «هدسون» لحرية الأديان، خلاصته أن الغرب «الأحمق» فهم خطأ أن تأسيس الجماعة لحزب سياسى يعنى تغييراً فى توجهاتها وحماساً من جانبها للتحول إلى جماعة إسلامية معتدلة راغبة فى أن تلتزم بقواعد الديمقراطية والنظم السياسية الحديثة، لكن الواقع أن الحزب السياسى الذى أسسته الجماعة لم يكن إلا مجرد واجهة تقف من ورائها جماعة الإخوان بكل أفكارها القديمة التى تتعارض مع كل قيم الديمقراطية الحديثة.. فضلاً عن إصرارها على تغيير هوية المجتمع المصرى وفقاً لأفكارها. ونقل «أبرامز» عن نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر قوله: «إن جماعة الإخوان قد أسست حزباً سياسياً ولكنها فى حد ذاتها ليست حزباً»، وأضاف أن تأسيس الحزب لم يعن أى تغيير فى فلسفة الجماعة بما يتفق مع قواعد اللعبة الديمقراطية التى تخيل الغرب الأحمق أن الإخوان يسعون إليها. وتابع الشاطر فى محاضرة ألقاها فى الإسكندرية يوم 21 أبريل 2011: «إن الجماعة يمكن أن تؤسس حزباً أو جمعية مؤسسات ومدارس، لكن كل هذا يندرج تحت المهام الثانوية للجماعة التى يبقى هدفها الرئيسى أن تقيم حياة كاملة للأمة على مرجعية دينية وأساس إسلامى». وحسب دراسة «تادروس» فإن رفض الشاطر للأحزاب السياسية يتجاوز كونها مؤسسات غربية إلى كونها تقتصر على السياسة بينما هدف الإخوان أكبر من ذلك حيث يتعدى السياسية إلى الحياة التى يجب أسلمتها بالكامل، ونقل عن الشاطر: «إن الإخوان فى كل مكان يعملون على استعادة الإسلام بكل معانيه وأهدافه الشاملة، وهذا لن يتحقق دون جماعة قوية». ويوضح «أبرامز» أن الكثير من خبراء الغرب أقنعوا أنفسهم بأن جماعة الإخوان غيرت سياستها وتحولت إلى حركة سياسية حديثة. وإذا لم تكن قد تحولت إلى تنظيم معتدل فإن انخراطها فى العملية الديمقراطية سيدفعها للاعتدال تحت أعباء الحكم وانهيار الاقتصاد، لكن اتضح عدم صحة ذلك، فقد أثبت الإخوان أنهم ما زالوا يفكرون بطريقة الجماعات السرية الغارقة فى نظريات المؤامرة. ويتابع «أبرامز» نقلاً عن «تادروس» أن تصميم الجماعة على التزام كل كوادرها بحزمة أفكار واحدة يستبعد أى قدرة لهم على الابتكار، ومبدأ السمع والطاعة يقتل القدرة على التفكير، والتمسك الشديد بالانضباط والهياكل المتصلبة يدمر إمكانية التأمل والنقد والإصلاح. ودلل «تادروس» على ذلك بواقعة ترشح عبدالمنعم أبوالفتوح لانتخابات الرئاسة السابقة ضد رغبة الجماعة. وقتها لم يكتف مكتب الإرشاد باعتبار ذلك «خيانة» بل وصفه المرشد الدكتور محمد بديع، ب«انتهاك لعهده مع الله». ويرى «أبرامز»، الذى سبق له العمل كنائب لمستشار الأمن القومى فى عهد الرئيس جورج بوش الابن، أن فشل الإخوان لم يقتصر على خروجهم من الحكم بأسرع مما تخيل الجميع وعودتهم سريعاً للسجون ولكن لتهليل قطاع كبير من المصريين لسقوطهم أو على الأقل عدم اكتراثهم بأى أذى لحق بهم، وكثيرون منهم شعروا بالشماتة فيهم. ووفقاً لدراسة «تادروس» فإن مستقبل الإخوان ينحصر بين خيارين، إما رجب طيب أردوغان أو سيد قطب. ويشرح تادروس أن المسار الأول يشير إلى نجاح رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية فى تجاوز فشل حزب الرفاه لمؤسسه نجم الدين أربكان الذى فشل فى تركيا وسقط سقوطاً ذريعاً فى منتصف التسعينات بشكل يتشابه مع سقوط إخوان مصر مؤخراً، وبعد عد سنوات نجح أردوغان فى التعلم من أخطاء أربكان وعاد للحكم وسط قبول جماهيرى به. وهذا المسار يتطلب أن يتعلم الإخوان من أخطائهم ويصبحوا أكثر انفتاحاً على المجتمع ما قد يترتب عليه أن يخرج من بين الصفوف الثانية للجماعة زعيم قادر على إعادتها لقلوب الناس والمشهد السياسى، شخص مثل «عبدالمنعم أبوالفتوح» الذى لديه القدرة على توسيع دائرة الجماعة الانتخابية. أما الطريق الآخر فهو طريق سيد قطب الذى يتمثل فى وصف الأحداث التى أدت إلى الإطاحة بمحمد مرسى بأنها جزء من مؤامرة ضد الإسلام اشترك فيها الجيش والعلمانيون والغرب، وهذا الطريق سيؤدى إلى تصلب آراء ومواقف الجماعة بدلاً من تليينها وبالتالى عزلتها. والشهور القادمة ستكشف عن أى مسار سيتخذه الإخوان؛ قطب أم أردوغان؟