كتب: صفية النجار سبل شيطانية جديدة ووسائل غريبة يبتدعها الكثيرون في النصب والتحايل على الأوراق الرسمية حتى يبدو النصب «في إطار قانوني»، فباسم عقد الزواج الشرعى الموثق تعرض عمرو عبداللطيف للخداع من فتاة أوقعته في شِباك حبها إلى أن تقدم لخطبها وكتب الكتاب بعد شهر واحد من الخطبة بدعوى أن العروس من أسرة محافظة ويجب عليه عقد القران حتى يكون كل شيء في نصابه الصحيح. بدأت قصة عمرو عبداللطيف المحاسب بأحد مكاتب البريد، بمعرفته «م.م» الممرضة بأحد المستشفيات، تقود سيارتها الخاصة في أحد شوارع مصر الجديدة فتعرض إطار السيارة إلى عطل فلجأت إلى «عمرو»، كونه أحد الشاب الموجودين في الشارع، ولم تكن بينهما سابق معرفة «وقفت معاها وساعدتها لحد ما كاوتش العربية اتصلح» وتبادلوا أرقام الهواتف المحمولة ليكونوا على اتصال «اتجذبت لها واتقدمت لخطوبتها بشكل رسمي» لتبدأ سلسلة من المشكلات التي لم تخطر على باله. بعد شهر واحد من الخطوبة طلبت منه العروس عقد القران بدعوى «أنها من عائلة محافظة تخاف الله ولا ترغب في إغضابه، وحتى يصبح كل شيء في نصابه الصحيح حتى لا تقع فى المحظور شرعاً»، فوجد العريس نفسه مضطراً لأن يعقد القران، وبالفعل تم ذلك وعقب عقد القران بدأ يكتشف أمورا غريبة في علاقتها به، فاختفت فجأة «اتصلت بيها كتير وتليفونها كان مغلق لفترة طويلة» وعندما سأل والدتها عليها أجابته قائلة: «خالتها تعبانة وهي قاعدة معاها شوية». بالغت أسرة العروس في طلباتها وتجهيزات الشقة بحسب قول عمرو، فطلبت منه أن يدفع لها مبلغا شهريا لتقوم بتجهيز الشقة بمعرفتها «كانت كل مرة تجيب صنايعي شكل علشان ياخد مني فلوس وتقنعني إنها هتعمل حاجة في الشقة وكانوا بيكلفوني بهدايا كتير»، فازداد الأمر سوءا ولم يجد العريس طريقة يتواصل بها مع «زوجته التي لم يدخل بها»، ما اضطره أن يسأل عنها في المستشفى التي تعمل بها ليفاجأ بأنها سافرت لإحدى الدول العربية. فانهار العريس واستغرب من كيفية حصولها على طلب سفر دون إذن الزوج ومعرفة المستشفى بذلك فاكتشف أن هناك ثمة شيء غير قانوني يحدث «فيه بند من بنود العمل بيقول ممنوع الزوجة تسافر من غير موافقة الزوج»، وانهالت على الشاب مجموعة من الصدمات التي لم يكن يتوقعها خلال سنة ونصف من الخطوبة إذ اكتشف أنه «زوج مخلوع»، ووقع على «قايمة» بمبلغ 157 ألف جنيه، وشبكة تزيد على 50 ألف جنيه، كما ادعت العروس أنه تزوجها ودخل بها، «أخدت حكم سجن سنة وشهرين وطعنت عليه». يستكمل عمرو قائلا «لم تتوقف الممرضة وأسرتها عند حد النصب بل لجاءت إلى الاعتداء عليّ، خاصة عندما اكتشفت جريمتهم وطالبتهم بحقي، وعرفت من جيرانها أنها مطلقة وأن تلك القصة حدثت مع أربع رجال قبلي وأنا العريس الخامس الذي يمر بنفس الأمر مع تلك العائلة». ولم يكن من «عمرو» إلا أن رفع عليها قضية فتوجه إلى مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان، وتبنى الدفاع عن قضيته المحامي الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير المركز، الذي أكد أن جرائم النصب والاحتيال بهذا الشكل أصبحت ظاهرة متكررة وشائعة نظراً للثغرات التي ينطوي عليها قانون الخلع. وأوضح أن مركز القاهرة للدراسات القانونية والسياسية سوف يتخذ من هذه القضية سبباً لمعالجة الخلل التشريعي في قانون الخلع وثغراته التي تؤدى إلى الحكم بالخلع غياباً دون علم الزوج والمطالبة بتعديل مفهوم المهر في إطار قانون الخلع. * الأوراق الرسمية * الدول العربية * الزواج الشرعى * الهواتف المحمولة * جرائم النصب والاحتيال * حقوق الإنسان * حكم سجن * شوارع مصر * أرقام * أستاذ