كشفت الاشتباكات التى وقعت بين عناصر من جماعة الإخوان من جهة، وقوات الشرطة وأعضاء من القوى الثورية والسياسية والأهالى، من جهة أخرى، منذ بداية عيد الفطر المبارك وخلال إجازته، عن خطط الجماعة للهجوم ثم إصدار بيانات تظهر أنها المعتدَى عليها من الغير، وأنها ضحية الهجوم عليها فى مسيراتها السلمية. بدت الخطة واضحة منذ استعدادات الجماعة ضمن ما تسميه ب«تحالف القوى الوطنية لدعم الشرعية» لعيد الفطر المبارك ليلة الخميس الماضى عندما علمت الجماعة أن حزب الدستور وعدد من القوى السياسية والثورية يوزع دعوات على المواطنين من أجل مشاركتهم فى صلاة العيد بميدان سواقى الهدير «ميدان الثورة»، وسط مدينة الفيوم، فأعلنت عقب ذلك على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» عن دعوة أنصارها للتجمع ليلة الخميس فى ميدان السواقى لأداء صلاة العيد على الرغم من إعلانها عن 64 ساحة على مستوى مراكز المحافظة لأداء الصلاة، ثم علقت لافتات «بانر» فى عدد من الشوارع تحت مسمى «تحالف القوى الوطنية لدعم الشرعية»، دعت فيه المواطنين لأداء الصلاة فى ميدان السواقى. وفى نفس اليوم توجه عدد من عناصر جماعة الإخوان يحملون صوراً للرئيس السابق مرسى، مكتوباً عليها «نعم للشرعية»، وحاولوا البقاء فى ميدان السواقى الذى كان فيه عدد من أعضاء القوى السياسية والثورية يجهزون الميدان لأداء الصلاة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين. وحسب شهود عيان، استخدمت عناصر الإخوان الشماريخ والألعاب النارية وكانت تطلقها تجاه أعضاء القوى السياسية والثورية، حتى تدخلت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ولكن بعد دقائق قليلة أصدرت اللجنة الإعلامية لحزب الحرية والعدالة بالفيوم عبر صفحتها الرسمية بياناً اتهمت فيه قوات الشرطة وما سمته بلطجية «تمرد» بالهجوم على أنصارها فى الميدان والتسبب فى إصابة العشرات منهم، وادعت أن المواطنين وقفوا بجوار الشرعية وتصدوا لهجوم الشرطة و«تمرد»، ووزعت بعدها بياناً تعتذر فيه للمواطنين عن أداء صلاة العيد فى ميدان السواقى، ثم أصدرت بياناً يحمل اسم «تحالف القوى الوطنية لدعم الشرعية» ليعلن استنكاره الهجوم الذى ادعته الجماعة على مسيرتها السلمية من قبل الأمن، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة 6 أشخاص تم علاج 2 منهم عن طريق المسعفين فى منطقة الاشتباكات بميدان سواقى الهدير. لم يكن هذا النهج غريباً على الجماعة، ولكنه مستهجن فى ظل احتفال المواطنين بعيد الفطر المبارك، ولكن الأمر لم يتوقف على ذلك، بل خرجت الجماعة بمسيرة لتأييد الرئيس السابق فى قرية الحامولى التابعة لمركز يوسف الصديق عقب صلاة عيد الفطر، فوقعت اشتباكات بين مشاركين فى مسيرة لأعضاء جماعة الإخوان وأنصارها لتأييد الرئيس المعزول، وبعض الأهالى المعارضين لهم، تبادل خلالها الطرفان الرشق بالطوب والحجارة، ولكن بعض الأهالى فصلوا بين الطرفين وفض المسيرة، بعد أن جابت عدداً من القرى والعزب، وخلال ذلك اعترضهم بعض الأهالى الرافضين للمسيرة. الجماعة لم ترغب أن يمر عيد الفطر دون مناوشات وضحايا لعنادها تجاه إرادة الشعب المصرى، حيث خرجت عقب صلاة الجمعة فى ثانى أيام العيد فى مسيرة من 4 مساجد بمدينة الفيوم، لتجوب شوارع المدينة تأييداً لما سمته ب«الشرعية»، حاملين اللافتات وصور «مرسى»، حتى وصلت إلى منطقة التفتيش التى تبعد أمتاراً قليلة عن مقر مديرية أمن الفيوم، فى طريقها إلى المديرية حيث تصدت لها قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما دفع الجماعة للرد على الشرطة بالرشق بالطوب والحجارة والأعيرة النارية من أسلحة خرطوش وآلية -حسب شهود عيان من المنطقة- طبقاً لتصريحات مسئولين أمنيين ل«الوطن»، ما أدى إلى اتساع دائرة المعركة بين الجانبين فى منطقة رفعت عزمى حيث امتلأت الشوارع بالحجارة وكأنها حرب شوارع، وطاردتهم قوات الشرطة حتى منطقة مسجد المعلمين. واستغلت الجماعة أن مسئولها الإعلامى هو مراسل قناة الجزيرة مباشر بمحافظة الفيوم، لتعلن أن قوات الشرطة اعتدت على مسيرة سلمية لها وبمساندة بلطجية وأنها خلفت 28 مصاباً وإصابة ضابط، وهو ما خالف الحقيقة حيث أصيب ضابط ونحو 5 مدنيين طبقاً لبيانات صادرة من مديرية الصحة بالفيوم. وأتبعت الجماعة ذلك ببيانات إعلامية سريعة من لجنتها الإعلامية تتهم الأمن بالبلطجة وأنه اقتحم مسجد دار المعلمين وألقى القبض على 5 منهم من داخل المسجد، فيما أكدت مصادر أمنية أنه تم إلقاء القبض على 10 أفراد من محيط مديرية الأمن ممن كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة. وقد أصدرت اللجنة الإعلامية للإخوان بعدها حوالى 3 بيانات منها بيان خاص تستنكر اعتداءات الأمن على مسيرتها السلمية، وأنهم ضحايا تأييدهم للشرعية حسب قولهم، ونشرت صوراً لبعض مصابيها الذين لم تسجل مديرية الصحة عنهم شيئاً، لتحمّل الأمن مسئولية ضحاياها.