«إيه أخبار المظاهرات، بتنزل كل يوم؟! يعنى إيه اللى هيحصل فى مصر، اسمحلى اللى عاوز يعمل حاجة عشان مصر يبرهن على الحب ده، مش بس بالتظاهر والاعتراض، لا وكمان من خلال ورشة التطوع.. إنت بتفرق.. اتطوع»، هكذا روج القائمون على مبادرة «إنت بتفرق»، التى يتم تنظيمها بقصر التذوق فى الإسكندرية، لنشاطهم الذى يأتى ضمن فعاليات «مهرجان شباب متطوعى الإسكندرية». الورشة ببساطة محاولة للتعرف على دور الحالة الاقتصادية فى التأثير على مجال التطوع، وتشمل سرداً لمجموعة من القصص الحياتية والمواقف لمتطوعين، كنوع من تبادل الخبرات، فضلاً عن عرض فيديوهات قصيرة عن المتطوعين بالفريق من أرض الواقع. «الناس فى الفترة الأخيرة خلاص اقتنعت إن حقوقها مش هتيجى غير بالتظاهر، وكل من له حق يتظاهر، طيب والواجبات اللى علينا، ما هى كمان محتاجة إننا نعمل مظاهرة على نفسنا، ولا إيه؟»، هكذا علقت أميرة مجاهد، رئيس القسم الثقافى بقصر التذوق فى سيدى جابر، وقالت: «عن نفسى وجدت إنه من دائرتى الصغيرة بالعمل منظومة بحاجة إلى وقفة مع النفس، وقلت لمَ لا نبدأ بأنفسنا، ليس عيباً أن نخرج فى مظاهرات، لكن علينا أن نسأل أنفسنا أولاً: ماذا قدمنا نحن قبل أن نعلن مواقفنا من الأحوال السياسية والاجتماعية؟ استوقفنى ذلك». «التطوع مش توزيع شنط فى رمضان، ومساعدات للفقراء وبس، التطوع له معانى تانية كتير»، تواصل أميرة حديثها عن الأفكار غير النمطية للتطوع التى تسعى الورش المتعاقبة على قصر التذوق الفنى تقديمها، تقول: «رغم أننا تابعون إلى هيئة قصور الثقافة، التى هى جزء من وزارة الثقافة، يفترض أن لنا ميزانية خاصة، لكن الحقيقة أنه لا يوجد تمويل حقيقى للأنشطة التى يجب تقديمها للناس، التى على أساسها تم إنشاء القصر، ولكن بالتعاون مع حوالى 10 من الشباب، وبمجهود ذاتى تماماً منذ بداية العام الماضى وحتى الآن، استطعنا أن نبحث فى أسباب عزوف الناس عن دخول قصور الثقافة، واكتشفنا أن الناس لن تذهب إلى ندوة لتجلس أكثر من ساعة وهى تستمع إلى شخص أو شخصين، ثم تبدأ فقرة المداخلات فى خمس أو عشر دقائق فحسب، تطوع الشباب للنزول إلى الشارع والتعرف على ما يريده الناس واكتشفوا أن الناس مهتمة أكثر بالحديث وتبادل الخبرات مع المتحدث، وعليه تطوع الشباب لتنظيم ندوات تمس اهتمام الناس حقاً، فاستضفنا شخصيات مثل المستشار الخضيرى، وبدأنا مبادرات تمس الشارع، وورش عمل جاذبة للشباب منها الثقافى ومنها المجتمعى». «الفيس بوك إحدى أبرز وسائل التواصل التى يصل من خلالها الشباب إلى القصر»، تقولها أميرة، مؤكدة أنه ليس وسيلة للتواصل وحسب، بل وللتفاهم أيضاً، فمن خلاله تمت دعوة الشباب إلى «كورس لغة إنجليزية» مجانى، وغيره الكثير من الخدمات التى يتطوع محترفون لتقديمها، ومن خلال الإنترنت أيضاً يتواصل المهتمون وأصحاب المبادرات مع «القصر» لعله يستضيفهم، آخذين بمبدأ «الشاطرة تغل برجل حمار» فمع غياب التمويل، ووسائل التطوير الملائمة يحاول العاملون ب«القصر» الوصول إلى الجمهور بأى طريقة ممكنة.