دائماً ما يقترن اسماهما بإسرائيل، وربما أكثر الألقاب التى التصقت بهما هى «إسرائيليان فى الكونجرس الأمريكى»، فقد عُرف النائبان الجمهوريان جون ماكين، وليندسى جراهام بتأييدهما المطلق لإسرائيل فى كل القرارات التى يتخذها «الكونجرس»، إلى درجة أن الأمريكيين أصبحوا يرون أن هذين الاثنين لا يخدمان إلا مصلحة إسرائيل بغض النظر عن الأمن القومى الأمريكى. وربما ليس الأمريكيون وحدهم مَن يرون ذلك، فالإسرائيليون أيضاً يرون أن ماكين، وجراهام رجلاهم داخل واشنطن. يقول وزير الاقتصاد الإسرائيلى نفتالى بينيت، زعيم حزب البيت اليهودى الدينى المتشدد، إن ماكين هو البطل القومى لليهود، وهو بطل الأمريكان أيضاً، مؤكداً أن السبب الذى دفعه إلى تسميته بهذا اللقب، هو أنه صديق حقيقى كامل الولاء، والإخلاص لإسرائيل، ومصالحها ويلتزم تماماً بتعهدات واشنطن لها. ويشير معهد «جلوبال سيرش» الكندى للأبحاث، والدراسات، إلى أن ماكين قضى حياته فى خدمة إسرائيل، بينما يحظى جراهام بلقب الإسرائيلى الأول فى الكونجرس الأمريكى بجدارة بسبب دفاعه المستميت عن اللوبى اليهودى فى واشنطن والمصالح الإسرائيلية، خاصة بعد تهديداته بقطع المعونة الأمريكية عن مصر عام 2012، حال عدم توقف القيادة السياسية فى مصر عن دعم حركة حماس. لم يتوقف هجوم جراهام عند حد الأطراف الخارجية فقط، وإنما طال أيضاً وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، بعد تصريحاته عن تورط اللوبى اليهودى فى أمريكا فى عمليات ترهيب لبعض الأشخاص، وهو ما رد عليه جراهام قائلاً: «سم لى شخصاً واحداً أرهبه اللوبى اليهودى فى واشنطن». مع ترشيح هاجل لمنصب وزير الدفاع الأمريكى مطلع العام الحالى، شن جراهام هجوماً عنيفاً عليه، قائلا إنه سيكون وزير الدفاع الأمريكى الأكثر عداوة لإسرائيل فى تاريخ الأمة الأمريكية، ولاقى هجوم جراهام على «هاجل» انتقاداً شديداً من المواقع والمدونات الأمريكية، فأعرب الأمريكيون عن استيائهم من سلوك جراهام داخل الكونجرس الأمريكى، وأطلق بعضهم تعليقات ساخرة من تصرفات جراهام منها: «مطرقة جراهام السيناتور الإسرائيلى الأول فى الولاياتالمتحدة، سحقت وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل»، فى إشارة إلى استجواب السيناتور للوزير. وفور أن انتهى جراهام من استجواب هاجل تحت قبة الكونجرس، شرع هو، وماكين فى تقديم مشروع قانون جديداً لإلزام الولاياتالمتحدة بتخصيص جنود من قواتها المسلحة للدفاع عن إسرائيل حال نشوب الحرب العالمية الثالثة، إضافة إلى الالتزام بتقديم الدعم المادى، والمعنوى، والسياسى الذى يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لشن حربه الخاصة ضد إيران، حال تراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن اتخاذ مثل هذا القرار. مشروع قانون جراهام لاقى انتقادات من جانب مواطنين أمريكان، الذين وصفوا الأمر: «إذا كان صديقك سكيراً، فلا تعطه مفاتيح سيارتك، ولكن فى حالتنا هذه، نتنياهو سكير، وجراهام لديه المفاتيح، سيسلمه إياها ويقرضه السيارة ويركب بقيتنا فى الداخل فى انتظار الرصاصة التى ستقتله وتهدم الدولة». ويرى نشطاء أمريكيون أن مقاربة جراهام لتشريع قانون يلزم واشنطن بخدمة أهداف إسرائيل العسكرية، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك الأجندة الصهيونية التى يتبناها جراهام. ويرى محللون أن اختيار نائبين جمهوريين مؤيدين لإسرائيل لزيارة مصر، هو خطوة محسوبة جيداً للتأكيد على مصالح إسرائيل فى استقرار مصر وإنهاء الأزمة الدائرة فيها، وأشاروا إلى أن الولاياتالمتحدة ليس لديها أصدقاء دائمون، وإنما هم أصدقاء منفعة، وهى الحالة المصرية، بحيث تقوم العلاقات على أساس المنفعة المتبادلة بينهما، ما تحتاجه واشنطن حالياً لضمان أمن إسرائيل.