"قسطل وأدندان"، قريتان مصريتان، يعيش فيهما بعض مما تبقى من أهالي النوبة، الذين رفضوا التهجير بعد أن غمرت مياه النيل أراضيهم على أثر بناء السد العالي، فى ظل نقص كل مقومات الحياة الإنسانية هناك، خصوصا مع تجاهل الدولة لدورها فى تلك المناطق النائية. القريتان الواقعتان على حدود مصر الجنوبية، وعلى وجه التحديد، بالقرب من الطرف الشرقي لبحيرة ناصر، على بعد 10 كيلومترات عن مدينة أبو سمبل السياحية فى أسوان، يقول عنهما الناشط النوبي منير بشير، أهالي "قسطل وأدندان"، يدفعون إلى الآن ثمن رفضهم للتهجير، فلا مياه نظيفة ولا كهرباء، ولا صرف صحي، يعيشون حياة "الإنسان البدائي الأول"، بعد أن أهملتهم الدولة لعقود عدة، حسب قوله. عدد من الأسر النوبية، الباقية حتى الآن فى مناطق التهجير بأسوان، حاولوا العودة إلى قريتي "ما وراء السد" بأراضي النوبة القديمة، لكن سرعان ما عادوا إلى مساكنهم لصعوبة الحياة هناك، فما تبقى من مساحات خضراء بالقريتين قارب على الهلاك والبوار. شباب النوبة في مناطق التهجير بأسوان، حاولوا بجهودهم الذاتية إعادة الحياة إلى قسطل، بإقامة بعض المشروعات الخدمية، في مبادرة منهم إلى إعادة الحياة في المنطقة المهجورة خلف السد، بحسب قول الناشط النوبي، الذي أكد أنه في الوقت الذي يحاول أبناء "قسطل وأدندان" بسواعدهم إعادة بناء وإعمار المنطقة لتصلح للعيش بها، تعاندهم حكومة الجنزوري، بإصدارها قرارا من خلال وزارة الزراعة لبيع أراض تستخدم كحظائر ومخازن بالقريتين بالمزاد العلني، وكأنها لا تعلم إلا سياسة البيع والشراء، حتى فى تعاملها مع حقوق المواطن البسيط الذي لا يحلم إلا بحقه فى الحياة.