عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء أمس، في مقر الرئاسة الرواندية بالعاصمة كيجالي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس بول كاجامي رئيس رواندا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الرواندي رحَّب في بداية المباحثات بالرئيس، مشيراً إلى اعتزاز بلاده بهذه الزيارة التي تعد الأولى على المستوى الثنائي، بعد مشاركة الرئيس في يوليو من العام الماضي في القمة الإفريقية التي انعقدت في كيجالي. وأشاد الرئيس كاجامي بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، معرباً عن تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، ومشيداً بدورها التاريخي في تقديم الدعم لدول القارة الإفريقية للحصول على الاستقلال. كما أكد الرئيس الرواندي أن هناك آفاقاً واسعة لتطوير العلاقات بين البلدين ودفع أطر التعاون بينهما في مختلف المجالات، معرباً عن التقدير لما تقدمه مصر من دعم فني لرواندا. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ووجَّه التهنئة للرئيس كاجامي بمناسبة فوزه بفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات الأخيرة التي عقدت في أغسطس الجاري. كما أشاد الرئيس بما تحقق من إنجازات في رواندا خلال الأعوام الماضية، ما ساهم في تعزيز الاستقرار بها وتحقيق نمو اقتصادي متزايد. وأشاد الرئيس أيضا كذلك بالتطور الكبير في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً أهمية العمل على تحقيق مزيد من التطور في العلاقات على المستويات كافة، وخاصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطوير البنية التحتية، مؤكداً استمرار مصر في تقديم الدعم الفني والتدريب وبناء القدرات للأشقاء في رواندا. كما أكد السيسي أهمية زيادة التبادل التجاري وفتح قنوات اتصال بين تجمعات رجال الأعمال في البلدين، للقيام بمشروعات مشتركة في مجالات السياحة والزراعة والطاقة وغير ذلك من المجالات. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيسين بحثا سبل تحقيق التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول حوض النيل، حيث أوضح الرئيس رؤية مصر في هذا الشأن، مؤكداً أن قمة دول حوض النيل الأولى التي عقدت مؤخراً بعنتيبي تشكل البداية لحوار بناء وفعال بين قادة دول حوض النيل من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وأن مصر تدعم بشكل كامل جهود أشقائها في دول الحوض لتحقيق التنمية الشاملة للجميع، مع الحفاظ على مصالح الشعب المصري الذي يعتمد بشكل أساسي على نهر النيل لتوفير المياه. ومن جانبه، أكد الرئيس الرواندي وجود مسؤولية مشتركة بين دول حوض النيل في الحفاظ على مياه النيل التي تمثل شريان الحياة لملايين المواطنين الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسي للحياة. وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثاً حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية، منها موضوع إصلاح الاتحاد الإفريقي، حيث أكد الرئيس دعم مصر لجهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد لتحقيق الكفاءة اللازمة في أعماله، وذلك في ضوء تولي الرئيس كاجامي لملف الإصلاح المؤسسي بالاتحاد. ومن جانبه، أشاد الرئيس الرواندي بموقف مصر في هذا الصدد، مؤكداً أنها شريك مهم في جهود إصلاح الاتحاد الإفريقي، واتفق الرئيسان على مواصلة التباحث على المستوى الإفريقي حول هذا الموضوع بهدف تعزيز فرص نجاح عملية الإصلاح. كما تم خلال المباحثات بحث سبل التصدي للإرهاب والأفكار الدينية المتطرفة، حيث نوه الرئيس بالدور المهم الذي يقوم به الأزهر الشريف كمنارة للفكر الإسلامي المعتدل في نشر الأفكار والتعاليم الدينية الصحيحة. ومن جانب آخر، وجه الرئيس الدعوة للرئيس الرواندي للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى "إفريقيا 2017"، المقرر عقدهما في شرم الشيخ في نوفمبر وديسمبر المقبلين، ورحب الرئيس الرواندي بالدعوة، مؤكداً حرصه على زيارة مصر في أقرب وقت. واتفق الرئيسان على تفعيل اللجنة المشتركة بين مصر ورواندا وعقد اجتماعاتها في القريب، للعمل على تطوير مجالات التعاون المشترك ودفع جهود تحقيق التنمية الشاملة في البلدين.